ولم يدل مرزوقي بتفاصيل، لكن الأحزاب التونسية غالبا ما يكون لها مراقبون في مراكز الاقتراع لمتابعة الفرز أول بأول.
ولم تعلن بعد السلطات الانتخابية النتائج الرسمية الأولية.أدلى الناخبون التونسيونأمس بأصواتهم فى جولة الإعادة من انتخابات الرئاسة التى تستكمل بها تونس آخر خطوات الانتقال إلى الديمقراطية الكاملة بعد قرابة أربع سنوات من الانتفاضة التى أطاحت بحكم الرئيس زين العابدين بن على. وبعد إقرار دستور جديد وانتخاب برلمان فى أكتوبر الماضى اعتبرت تونس مثالا للتحول الديمقراطى فى منطقة لا تزال تعانى من اضطراب بعد انتفاضات الربيع العربى التى انطلقت شرارتها فى ٢٠١١.
وكان السبسى الذى كان رئيسا للبرلمان فى عهد بن على قد حصل على ٣٩ فى المائة من الأصوات فى الجولة الأولى فى نوفمبر الماضى بينما حصل المرزوقى على ٣٣ فى المائة.
وبدأ الاقتراع فى الساعة الثامنة صباحا بالتوقيت المحلى وسط وجود أمنى مكثف فى ظل انتشار١٠٠ ألف عنصر من الوحدات الأمنية والعسكرية منتشرة بجميع الأراضى التونسية للعمل على تأمين العملية الانتخابية فى جميع أنحاء الجمهورية. وليس متوقعا ظهور النتائج الأولية قبل اليوم .وكانت مراكز الاقتراع وعددها أكثر من ١١ ألفا فى أنحاء البلاد قد فتحت أبوابها أمام الناخبين عند الساعة الثامنة بينماتأخر فتح أكثر من ١٠٠ مكتب أغلبها على الجهات الغربية إلى الساعة العاشرة لدواع أمنية. وقال شفيق صرصار رئيس الهيئة العليا المستقلة للانتخابات،إن العملية الانتخابية تسير بشكل طبيعى وإن كان حجم الاقبال لايزال حتى الآن دون المستوى الذى يأمله بعد مرور نحو ثلاث ساعات على فتح مراكز الاقتراع معربا عن أمله أن ترتفع نسبة الإقبال فيما بعد .
وأضاف صرصار- فى تصريح صحفى له أمس- إن جميع المراكز فتحت أبوابها فى التوقيت المحدد باستثناء ١٢٤ مركزا بولايات الكاف وجندوبة والقصرين التى فتحت أبوابها بداية من الساعة العاشرة صباحا لدواع أمنية.
ومن جانبه، قال مهدى جمعة رئيس الحكومة التونسية المؤقتة "إن إقبال الناخبينبكثافة وهدوء على مكاتب الاقتراع يعد أحسن رد على المحاولات اليائسة التى تستهدف إجهاض المرحلة الأخيرة من المسار الانتقالى". ودعا جمعة - فى تصريحات عقب إدلائه بصوته فى الانتخابات الرئاسية أمس- الناخبين إلى الإقبال بكثافة على مراكز التصويت للقيام بواجبهم الانتخابى فى آخر محطة من العرس الانتخابى، الذى عاشته تونس على مدى ثلاثة أشهر، والذى يمثل هذا اليوم التاريخى تتويجا له.وقال إن هذه آخر عملية اقتراع ستمر بالبلاد من المرحلة الانتقالية إلى مرحلة الاستقرار واكتمال بناء المنظومة السياسية الديمقراطية الجديدة.
واعتبر كمال مرجان رئيس حزب المبادرة الدستورية التونسى والمرشح الرئاسى السابق أن يوم أمس كان يوما كبيرا وفاصلا فى تاريخ تونس.
وأفاد موقع "الشروق أون لاين" التونسى الليلة قبل الماضية بأن قوات الأمن أفشلتمخططا لاغتيال المرشح الرئاسى الباجى قائد السبسى، وذلك قبل ساعات من انطلاق جولة الإعادة فى الانتخابات الرئاسية. وأوضح الموقع أن "قوات الأمن تواصل تطويق منزل السبسى (فى مدينة سكرة بأريانة) إلى هذه اللحظة بهدف حراسته ، وذلك بعد نجاحها الليلة فى إفشال مخطط لاغتيال السبسى فى منزله".
وأضافت أن الوحدات الأمنية تقوم بتفتيش السيارات كما تم التنبيه على سكان المنطقة بعدم الخروج من منازلهم.
وفى هذه الاثناء ،قالت وزارة الدفاع التونسية إن قوات الجيش قتلت فجر أمس مسلحا واعتقلت ثلاثة آخرين هاجموا سيارة دورية عسكرية أمام مركز اقتراع بمدينة حفوز فى محافظة القيروان فى وسط البلاد قبل ساعات من بدء جولة الإعادة. وقال بلحسن الوسلاتى المتحدث باسم الوزارة إن جنديا أصيب فى الهجوم.
وفى القاهرة ،أكد السفير مخلص قطب مساعد وزير الخارجية الأسبق وسفير مصر الأسبق لدى تونس أن المنتصر الوحيد من الانتخابات التونسية اليوم هو شعب تونس الذى استعاد حريته ويتطلع إلى الاستقرار والعيش الكريم من خلال تخلصه من قوىالظلام والتطرف.