عبد الحليم حافظ: أرتاح مع مؤلف الأغاني الذي يعاملنى بلا نفاق
الخميس 27/مارس/2014 - فيتو
العندليب الأسمر عبد الحليم حافظ لم يكن الغناء دون حب حقيقى مسألة سهلة.. أنه يجعل الإنسان لا يشعر بالكلمات التي تقولها.. أو بالموسيقى التي تعزف خلفه، هكذا يخيل إلى لذلك كنت أمام الميكرفون استجمع دائمًا طاقة الحب في قلبى.. هناك امرأة ما.. امرأة كانت من قبل في حياتى.. أو امرأة ستأتى في المستقبل.. أحاول أن أقول لها ما عندى.. ما في قلبى.. أحكى لها عن الحلوات.. عن الزقازيق والإسكندرية والحفل الأول في حديقة الأندلس والمستر في شوارع لندن وباريس ولحظة ميلاد فيلم جديد.
لا بد أن تكون هناك واحدة تعرف حدودى، أنا كالطفل الصغير الذي يبكى بلا انقطاع بلا أب وبلا أم.. أنا الذي أجلس في الفصل لأسأل السماء لماذا أنا وحدى؟
كنت دائمًا أدقق مع مؤلفى الأغانى.. كل واحد منهم بمزاج خاص، له طبيعة خاصة الموافق على كل ما أقول على طول الخط..وهذا كنت أكره التعامل معه، والمعارض لكل ما أقول.. والذي يناقشنى على أساس أننى إنسان عادى جدًا وصديق، أننى أحترم هذا النوع من مؤلفى الأغانى وعندما استعرض الأسماء.. أخشى أن تخوننى ذاكرتى.
لم أكن أتعب مثلًا مع مرسي جميل عزيز.. شرقاوى مثلى.. وابن بلد.. وعنده حساسية خاصة لما يكتب.. ولم تكن عنده حساسية الغنى والفقر، يضرب التليفون ويقول أنا قادم وأحس أن معه كلمات أغنية يريد منى أن أغنيها.. آخذها، أحاول أدندن بها.. أجد كلمة لا أستريح لها.. يغيرها بإحساس كبير.
لم أكن أتعب مع حسين السيد فالمناقشة معه ناعمة وأتركها دائمًا لمحمد عبدالوهاب، إن عبدالوهاب يمكن أن يقول كلامًا يفهمه حسين السيد.
لم يكن هناك إنسان يناقشنى طويلًا إلا عبدالرحمن الأبنودى.. إن فيه درجة من الصلابة والليونة فائقة، خصوصًا أنه يشعر في كل لحظة أن هناك فكرة ما يريد أن يزعق أو يهمس بها لكل الناس.. وكنت أحاول أن أناقش.. لكن تناقش مين ياعم عبدالرحمن عنده جبل من الكلمات وعنده جبل من الصمت.. أرى فيه إنسانًا يحاول.... لكنه يأخذ دروسًا خصوصية في الصعيد ويأتى إلى القاهرة ليزعق أو يهمس.
محمد حمزة.. صديقى.. يرغب دائمًا في أن يقدم الأحسن.. عنده وزرة أن يقول بمنتهى البساطة ما تريد منه أن يقوله وهو لو عمل مع مطرب مختلف مع الملحن يحاول دائمًا أن يكون جسر سلام.
عبدالوهاب محمد.. أحس به وبكلماته.. لكن ليس لى حظ كبير معه.. لم أغن له كثيرًا لأنه مشغول بأغانى المسرحيات.