العندليب.. والنجم الأسمر
وجدى الحكيم - أخبار النجوم 28 مارس 2013
دائما أسعد بظهور عبدالحليم حافظ على الشاشة سينمائيا أو غنائيا أو من خلال المسلسل التليفزيونى الذى تناول مسيرة حياته الإنسانية والفنية والتى تقاربت بعض تفصيلاتها مع مسيرة حياة النجم الأسمر أحمد زكى فالاثنان ينتميان لمحافظة الشرقية وعاصمتها مدينة الزقازيق.. وكلاهما شق طريقه إلى عالم الفن والشهرة عبر طريق الورد والشوك باصرار على بلوغ القمة كل فى مجاله.. عبدالحليم فى الغناء... وأحمد زكى فى التمثيل.. هما لم يلتقيا إنسانيا لكن عشق أحمد زكى لحليم استحوذ عليه منذ بداياته الأولى فى عالم التمثيل فقد كان حلمه الدائم تشخيص وتجسيد حياة العندليب وكان دائم التردد على مكتبى لسماع تسجيلات عبدالحليم ومعرفة كيفية مواجهته لآلام المرض ولحظات النجاح والفشل فى رحلة عمره التى تشابهت فى كثير من صعوباتها وقسوتها معه شخصيا.. فكلاهمنا عاشا حياة الغربة عن الأهل والوحدة بعيدا عن دفء الأسرة وكثيرا ما لجأ احمد زكى الى فنان الماكياج محمد عشوب والى محمود لبيب كوافير عبدالحليم ليحققا له بعضا من ملامح حليم قبل التفكير بسنوات لفيلم أو مسلسل تليفزيوني.
ولسوء الحظ جاءت الفرصة لأحمد زكى فى اصعب مراحل حياته مع حماس الاعلامى الكبير عماد اديب واحتضانه له فترة مرضه الشديد ليحقق له حلم عمره فى تجسيد شخصية حليم عشقه الفنى منذ بداية الرحلة... وبإعجاز فنى حققه المخرج الكبير شريف عرفة.. خرج إلى الوجود فيلم حليم فى اصعب ظروف انتاجية مع قسوة المرض على احمد زكى ليؤرخ له هذا الفيلم حالة عشق نجم السينما المصرية احمد زكى لنجم الغناء والأفلام الاستعراضية والغنائية حليم الذى غادر دنيانا فى مثل هذه الأيام منذ أكثر من خمسة وثلاثين عاما عشنا خلالها على شدوه الغنائى الباقى لنا فى كل الألوان الرومانسية والشعبية والدينية والقصائد العربية والموشحات برصيد هائل من الحان عباقرة زمانه من الشعراء مرسى جميل عزيز- مأمون الشناوي- كامل الشناوي- نزار قباني- حسين السيد- صلاح جاهين -عبدالرحمن الأبنودي- محمد حمزة- عبدالفتاح مصطفي- ومن أنغام وألحان محمد عبدالوهاب ورياض السنباطى ومحمود الشريف ومنير مراد ومحمد الموجى وكمال الطويل وبليغ حمدى وحسين جنيد وعلى اسماعيل.. قائمة طويلة من عمالقة النغم والكلمة الراقية التقت فى صوت الشاب الأسمر القادم من اعماق ريف مصر الى القاهرة التى احتضنته وزهت باغانيه.. كل اغانيه العاطفية والوطنية التى لازالت تؤرخ لأهم إحداث حياتنا وانتصاراتنا الى اليوم..
أقول اليوم لأحمد زكي
احترم عشقك لابن بلدك الشرقية حليم بفيلم سينمائى اختتمت به حياتك بنفس الحب الذى نازعك دائما وسط العديد من الأفلام لتجسيد هذه الشخصية رغم سابق تجسيدك لرؤساء وزعماء مصر.. ايمانا منك بان لحليم مكانة ودور هام فى تاريخنا المعاصر لايقل عن زعماء وحكام المحروسة.
وأقول لحليم.. صديق العمر..
اهنأ حيث أنت فى جنات الخلد فثورة يناير اعادتك إلى دنيانا بعد طول غياب فى الزمن الماضى بكل جحوده على المبدعين من امثالك ولازال الغناء حتى يومنا هذا هو غناء حليم ولازلت فى صدارة قائمة عشاق الفن الراقى فى كل ما ابدعت من غناء وأفلام حاضرا وغائبا على الشاشتين الفضية والصغيرة.
حليم..
شباب مصر بعد ثورة 25 يناير يعيشون ويرددون معك.. اللى حايخرج م الميدان عمره ما حيبان فى الصورة.
والى المتلقى يا عندليب