توثيق كامل لفيلم أبى فوق الشجرة

أبي فوق الشجرة هو فيلم مصري بطولة عبد الحليم حافظ وعماد حمدي ونادية لطفي وميرفت أمين وهو من إنتاج عام 1969
ويعد من الأفلام المصرية المهمة. الفيلم قصة إحسان عبد القدوس وسيناريو سعد الدين وهبة ومن إخراج حسين كمال.
في هذا الفيلم غنى عبد الحليم حافظ خمس أغان هي قاضي البلاج والهوا هوايا، ويا خلى القلب، وجانا الهوى جانا،
ومشيت على الأشواك. أعتبر وقتها من أقوى الأفلام الاستعراضية ومن أكثر الأفلام العربية تحقيقا للإيرادات في
وقتها حيث استمر عرضه أكثر من 58 أسبوعا بدور العرض.

بطولة عبد الحليم حافظ
نادية لطفي
ميرفت أمين
عماد حمدي
سمير صبري
نبيلة السيد
صلاح نظمي
ناهد سمير

عبد الحليم حافظ: عادل طالب جامعي، يقع في شباك أحد الراقصات في فترة قضائه لإجازته مع أصدقائه مما يسبب فقدان أصدقائه،
يسعى في نهاية الفيلم إلى إنقاذ والده من يد أحد المومسات في نفس الملهى الليلي.
نادية لطفي: فردوس راقصة تعمل في ملهى ليلى، تعجب بعادل فتوقعه في شباكها وتجعله يعيش معها في منزلها وتصرف عليه
، تسعى في نهاية الفيلم إلى منع والده من استعادته.
ميرفت أمين : أمال محبوبة عادل ذات الأفكار القديمة عن علاقة الرجل بالمرأة، تتهرب من التعبير عن حبها أو الانفراد معه، وتغير أفكارها في نهاية الفيلم.
عماد حمدي: عبد الحميد والد البطل، يقع في شباك مومس أخرى في نفس الملهى الليلي عند الإنقاذ والبحث عن ابنه.
سمير صبري: أشرف أحد أصدقاء السوء لعادل، يدفعه للذهاب إلى الملهى الليلي.
نبيلة السيد: محاسن مومس في نفس الملهى الليلي، توقع والد عادل في شباكها، بدعوى مساعدته في البحث عن ابنه.
ناهد سمير: والدة عادل

.

إخراج : حسين كمال
إنتاج : أفلام صوت الفن
قصة : إحسان عبد القدوس
سيناريو وحوار : إحسان عبد القدوس، سعد الدين وهبة، يوسف فرنسيس
مساعد الأخراج : حسن إبراهيم، محمد عبد العزيز، أحمد يحيى
مدير التصوير : وحيد فريد
مدير الإنتاج : شفيق فريد
موسيقى تصويرية : علي إسماعيل
مونتاج : رشيدة عبد السلام
ديكور : حلمى غريب
مصمم رقصات : حماده حسام الدين
اكسسوار : نجيب خورى
التوزيع الداخلى : أفلام صوت الفن
التوزيع الخارجى : كمال قاعور بيروت

أغانى الفيلم

عزف الفرقة الماسية، والوزيع الموسيقي لعلي إسماعيل:

* جانا الهوى

تأليف محمد حمزة، ألحان بليغ حمدي.

* الهوى هوايا

تأليف عبد الرحمن الأبنودي، ألحان بليغ حمدي.

* أحضان الحبايب

تأليف عبد الرحمن الأبنودي، ألحان محمد الموجي.

* يا خلى القلب

تأليف مرسي جميل عزيز، ألحان محمد عبد الوهاب.

* قاضى البلاج

تأليف مرسي جميل عزيز، ألحان منير مراد

قصة فيلم: أبى فوق الشجرة

تذهب مجموعة من الطلاب الجامعيين إلى الإسكندرية لقضاء إجازة الصيف، من هؤلاء الطلاب هناك طالب يُدعى عادل
الذى يختلف مع حبيبته آمال أثناء جلسات السمر فى الإسكندرية. يقع عادل فى تجربة حب مع الراقصة فردوس الذى يذهب للحياة معها
فى منزلها حيث يتردد على الشقة عشاقها الذين تبتزهم أمام عينى عادل. تنقطع أخبار الابن عن أسرته فى القاهرة فيقرر والده البحث عنه والعودة به
. يقع الأب فى نفس التجربة التى عاناها ابنه مع صديقة لنفس الراقصة فردوس . حيث يتم ابتزازه من قبل فردوس، وأخيها، يقرر عادل إنقاذ أبيه من الورطة
التى وقع فيها، لكن الأب يصده ويضربه، تعترف فردوس للأب بالحقيقة، ويعود عادل إلى شلته، وتلتئم الأمور.

حكايات و قصص و أخبار عن فيلم أبى فوق الشجرة

اول فيلم يعرض لمدة سنة فى دار العرض ويحقق نجاحا كبيرا لدرجة انهم سموا سينما ديانا والتى كان يعرض فليها الفيلم سينما ابى فوق الشجرة كان مرشح للدور التى ادته ميرفت امين الفنانة زيزى مصصطفى ولكن لسفرها مع زوجها انسحبت وهناك من يقول ان نجلاء فتحى كانت مرشحة للدور ولكنها مثلت فيلم اخر هو افراح اثناء الاعداد لفيلم ابى فوق الشجرة فالعندليب زعل وسحب الدور منها واعطاه لميرفت امين التى رشحها له المصور وحيد فريد بعد ان شاهدها فى فيلمها الاول مع احمد مظهر الذى لم يكن قد عرض فمثلت الدور ونجحت نجاحا كبيرا وكان من اسباب شهرتها وانطلاقها لعالم النجومية اما هندرستم فيقال ايضا انها اعتذرت عن الدور لتشابه دورها فى الفيلم بفيلمها شفيقة القبطية وهناك معلومة اخرى ان شركة صوت الفن كانت رافضة حسين كمال لان افلامه التى اخرجها قبل هذا الفيلم فشلت جماهيريا مثل البوسطجى والمستحيل ولكنها نجحت عند النقاد ولكن العندليب اصر عليه وايضا اثناء تصوير دقوا الشماسى رفض العندليب ان يرتدى المايوه لاثار العمليات الجراحية فى جسمه ولكن حسين كمال قال له ان هذه الاثار لن تظهر على الشاشة وفعلا لم تكن ظاهرة و بخصوص الصفعات التى تلقاها العنليب من عماد حمدى فقد كانت غير حقيقية كما قال عماد حمدى ونهاية الفيلم لم تكن كما ظهرت ولكنهم غيروها بعد ان سمع العندليب احد العمال فى الاستديو انه لم يعجبه هذه النهاية فلذلك غيروا النهاية ولكن عماد حمدى هرب خوفا من ان يكرهه الجمهور كما فعلوا معه فى فيلم الخطايا ولكنهم اقنعوه وعمل الدور والاغانى كانت فوق الممتازة مثل جانا الهوى وياخلى القلب واحضان الحبايب والابطال كلهم ادوا ادوارهم فى منتهى البراعة

كانت خطة العمل في الفيلم قد وضعت على اساس ان يتم تصوير كافة مشاهده في مصر، ولكن
مفاجأة اخرى كانت تنتظر المخرج حسين كمال، وايضاً من عبد الحليم حافظ نفسه الذي جاء
يقول له:
*اغنية "جانا الهوى" مش حلوة؟
قال حسين كمال:
ـ حلوة قوي،
وافتكر انها ستكون من اجمل اغنيات الفيلم، وانا اعددت لها ديكورات رائعة.
وقال
عبد الحليم:
* مهما كانت الديكورات فهي ليست اجمل من الطبيعة؟
وتنبّه حسين
كمال، وقال:
ـ تقصد ايه؟
وضحك العندليب وهو يقول:
* ولا حاجة، بس انا
عندي تصور لهذه الاغنية.. انا ارى ان نصوّرها في لبنان، بين هياكل بعلبك وشلالات
نبع العسل، واشجار فاريا، ومسابح بيروت، وبهذا نكون قد قدمنا جديداً في الفيلم،
وخرجنا منه الى الطبيعة اكثر واكثر.
ولم يمانع حسين كمال في ان يتمّ تصوير
الاغنية كما يريد العندليب، وخصوصاً بعد ان عمل حساب التكاليف فتبين له انها ستكون
عادية، لأن الذين سيسافرون الى لبنان هم اربعة اشخاص: عبد الحليم، نادية لطفي،
المخرج والمصور، بالاضافة طبعاً الى مدير شركة "صوت الفن" وحامل اختامها واموالها
مجدي العمروسي.

بقلم : د.رفيق الصبان – مجلة النجوم

تحت أنامل حسين كمال.. بزغ نجم 'حليم' الممثل أكثر من أي فيلم آخر.. رغم جمال الأغنيات التي أنشدها في الفيلم والتي ربما كانت أجمل مما غناه.. ورغم أن سن دور الذي لعبه حليم في الفيلم لم يكن متناسبا مع سنه الحقيقي..

ومع ذلك استطاع حسين كمال أن يجعل حليم في هذا الفيلم ممثلا حقيقيا.. وأن يخلق لديه الرغبة بالظهور كممثل فقط في الفيلم الذي سيليه، بعد أن حقق في هذا الفيلم كمغني أقصي ما يحلم به في ميدان الغناء.

أين تكمن بالضبط قدرة حليم التمثيلية.. إنها ببساطة قدرته علي أن يكون 'هو' بتلقائية مدهشة ودون أن تكنيك تمثيلي أو اصطناع عاططفي.

إنه بوجهه المصري الصميم.. وبتعبيراته اللغوية، وبالشجن الذي يميز طبقات صوته استطاع أن يحطم الجدار البارد الذي يفصله عن جماهيره.. وان يصبح جزءا من أحلامهم وأمانيهم.

هذا الفتي ضئيل الجسم.. ذو الوجه النحيل، والنبرات الشاحبة استطاع أن يفرض نفسه فارسا للغناء، وفارسا للقلوب معا وأن يقنعنا تارة بدفء صوته وتارة أخري بعفوية تعبيره في جميع الشخصيات التي لعبها في أفلامه رغم تنوعها واختلافها..

ولكنها كانت كلها روافد صغيرة تصب في مجري نهره الكبير العاطفي الذي جسد فيه شخصية غالبية الشبان المصريين الذين يحبون ويحلمون وينجحون ويحطمون الحواجز التي تقف في طريقهم ويفوزون بقلب الحسناء التي راودتهم طويلا. الغناء لدي عبدالحليم..

امتزج امتزاجا كليا بالأداء ليصبحا جزءا واحدا في مسيرة فنية انقلبت آخر الأمر إلي أسطورة.ولا مجال لمقارنة أداء عبدالحليم بأداء أي مطربممثل آخرمن جيله أو من الجيل الذي سبقه، لأن حليم وهذه معجزته الخاصة.. استطاع أن يكون نموذجا فريدا ومختلفا للممثل والمطرب

وأن يقدم في هذا المجال أجمل الأفلام الغنائية التي عرفناها بين سنوات الخمسين والسبعين.

كان الحلم الأخير الذي يداعب خيال عبدالحليم قبل رحيله.. هي أن يمثل فيلما لا يغني فيه خصوصا بعد أن وصل إلي أقصي مراحل (غنائه التمثيلي) في فيلم 'أبي فوق الشجرة' وأسوة بالمغني الأمريكي الشهير فرانك سيناترا الذي حقق نجومية

في التمثيل تعادل أحيانا نجوميته في الغناء الذي وصل إلي درجة ترشيحه حتي للفوز بجائزة أوسكار

وهذا لوحده يشكل رصيدا ضخما يضاف إلي رصيد هذا الفنان الكبير الذي رحل عنه.. ولم يرحل حقا عنا.

حكايات أبوسمرة! سمير صبري
أنا والعندليب والشجرة !
أخبار اليوم : 23 - 09 - 2011

كانت سعادتي لا توصف عندما كنت اصعد الي شقة العندليب عبدالحليم حافظ في البناية التي يسكن بها لأحضر بروفاته مع الفرقة الماسية بكامل نجومها بقيادة الفنان احمد فؤاد حسن والتي كانت تقريبا بروفات يومية من السادسة الي الحادية عشرة مساء وذلك عندما يكون موعد حفلته اقترب خاصة لو فيها اغنية جديدة من روائعه التي مازالت في احاسيسنا الي الان وفي نفس الوقت كان عبدالحليم يعقد جلسات عمل لفيلمه الاخير »أبي فوق الشجرة« مع مؤلف الفيلم الكاتب الصحفي الكبير احسان عبدالقدوس والمخرج الرائع حسين كمال والاستاذ مجدي العمروسي العقل المفكر لشركة صوت الفن وحامل مفتاح صندوق أسرار عبدالحليم.
وكانت مناقشات اختيار أبطال فيلم أبي فوق الشجرة طويلة وحادة جدا فالمخرج حسين كمال يتمسك دائما برأيه ويصر عليه ويري ان غياب عبدالحليم عن السينما 5 سنوات منذ فيلم معبودة الجماهير لابد ان تكون عودته بشيء جديد ومختلف في شكل واداء عبدالحليم نفسه وفي تنفيذه هو كمخرج للاغاني.. كان يري أنه لابد ان يتخلص عبدالحليم من الشكل التقليدي للبطل المطرب الذي يغني في مكانه بلا حركة له وبلا حركة للكاميرا.. وكان عبدالحليم مبهورا بأفكار حسين كمال المتطورة.. وكانت سعاد حسني هي المرشحة لدور حبيبة عبدالحليم في الفيلم والتي يغني لها »يا خلي القلب« و»الهوا هوايا« و»قاضي البلاج« ولكن سعاد حسني اعتذرت عن الفيلم فقد كانت تريد ان تحافظ علي نوعية مختلفة من الادوار العظيمة التي قدمتها في السينما في ذلك الوقت خاصة مع العملاق صلاح أبوسيف »القاهرة 03 والزوجة الثانية« وقالت انها لم تجد في دورها في هذا الفيلم ما يرضي طموحها حتي ولو كان البطل حبيب القلب ومعبود الجماهير العندليب الاسمر!
وفي نفس الوقت اعتذرت الفنانة الكبيرة هند رستم بشياكة شديدة عن تمثيل دور فردوس في الفيلم فأسرع حسين كمال بترشيح نجمته المفضلة نادية لطفي »المستحيل« خاصة أنه قد سبق نجاحها مع عبدالحليم في فيلم »الخطايا« ثم اعتذر الفنان حسن يوسف عن الاشتراك في الفيلم لانشغاله في عدة افلام كبطل مطلق ورشح المخرج حسين كمال الفنانة زيزي مصطفي الممثلة التي قامت ببطولة فيلم »البوسطجي« احد روائع حسين كمال السينمائية لتقوم بدور سعاد حسني. وجاءت زيزي مصطفي الي بيت عبدالحليم ليكتشف حسين كمال زيادة كبيرة في وزنها بعد زواجها وبالتالي طار الدور من زيزي وفجأة يتذكر عبدالحليم انه كان قد التقي في منزل أحد اصدقائه في مصر الجديدة بفتاة في السابع عشرة من عمرها تتمتع بوجه جميل وتريد ان تجرب حظها في السينما. وحضرت »زهرة« واعجب بها الكل بمن فيهم الاستاذ احسان عبدالقدوس ولكن حسين كمال همس لعبدالحليم:
طويلة عليك يا حليم مش عاوزين نكرر اللي حصل في فيلم »شارع الحب« عندما كان عزالدين ذو الفقار يحرص علي ان يجعلك تقف علي خشبة صغيرة ليتساوي طولك مع صباح في كل مشاهد الفيلم.. وانا في الفيلم ده عاوزك تبقي جديد تجري وترقص والبطلة جنبك عصفورة صغيرة لا طويلة ولا تخينة!

الله عليكي يا جنة

من أروع وأجمل أفلام العندليب

أسعدني اني شاهدته في اعادة عرضه

خلال الثمانينات بدور السينما كعرض أول

ولعدة أعوام متتالية

شكرااااااااا جنتنا الجميييييييييييييييلة

كواليس فيلم "ابي فوق الشجرة"

كان العندليب الاسمر عبد الحليم حافظ سعيداً بنجاح فيلم "الخطايا" ولكنه ـ في نفس الوقت ـ كان يدرك ان هذا النجاح مهدد بالضياع اذا ما كان الفيلم الذي يليه اقل منه في مستواه.

ولكي لا يقارن الجمهور بين "الخطايا" والفيلم الذي بعده، فإن عبد الحليم حافظ اراد ان يكون الفيلم الجديد مرحاً واستعراضياً، وليس درامياً ومؤثراً كما كان الفيلم الذي سبقه، ومن هنا فقد اختار قصة خفيفة كان صديقه احسان عبد القدوس قد نشرها في احدى مجموعاته القصصية، ووضعها بين يدي المخرج المجدد حسين كمال، وطلب اليه ان يحوّلها الى فيلم خفيف الظل تكون العناصر البارزة فيه هي الاغنية، والاستعراض، والكلمة الضاحكة.
وكان اسم القصة نفسه، وهو "ابي فوق الشجرة" يوحي بالمرح وخفة الدم.
وقبل ان يبدأ حسين كمال في اعداد القصة سينمائياً قال له عبد الحليم حافظ:
* هذه المرة اريد ان افصل البدلة اولاً ثم اضع عليها الازرار.
واستغرب المخرج هذا الرأي وسأله:
ـ يعني ايه يا حليم؟
واجاب العندليب:
* في فيلم "الخطايا" اعددنا الاغاني اولاً ثم "ركبناها" على مشاهد الفيلم، ومن هنا كان الخطأ الوحيد والبارز في "الخطايا" هو اني كنت اغني "مغرور حبيبي كتير" في الوقت الذي لم اكن بعد قد تبادلت كلمة حب واحدة مع حبيبتي.
وعاد حسين كمال يسأله:
ـ وهذه المرة ماذا تريد؟
اجاب:
* اريد ان تهيئ اولاً المشاهد التي سأغني فيها، وبعد ذلك أختار لكل مشهد الاغنية التي تلائمه.
ووافق المخرج على رأي العندليب الاسمر، وظل على امتداد شهور عشرة يأخذ من القصة المشاهد التي سيغني فيها عبد الحليم، ثم وضعها امامه وقال له:
ـ الآن باستطاعتك ان توصي على الازرار التي سنركّبها على البدلة.
ووزع عبد الحليم الاغاني على المؤلفين والملحنين، فألّف مرسي جميل عزيز اغنية "يا خليَ القلب" التي لحّنها الموسيقار محمد عبد الوهاب، والّف عبد الرحمن الابنودي اغنية "الهوى هوايا" والّف محمد حمزة اغنية "جانا الهوى" ولحّن الاغنيتين بليغ حمدي، ثم الّف مرسي جميل عزيز اغنية "البلاج" ولحّنها منير مراد!
وفي ذلك الحين، كان الرأي في شركة "صوت الفن" ان لا يمثل عبد الحليم حافظ الا في الافلام التي تنتجها الشركة، حتى لا يكون هناك مجال لأن تتنافس افلام الشركة التي يمثّلها العندليب، مع أفلام يمثّلها لحساب شركات اخرى، ووافق عبد الحليم على ان ينفّذ الاقتراح، ولكن بعد ان ينتهي من تمثيل فيلمين كان قد تعاقد قبلاً عليهما، وهو لا يستطيع بل ولا يريد ان يلحس توقيعه!
وبالفعل، وفي الفترة التي كان العمل فيها جارياً لاعداد قصة "أبي فوق الشجرة" شغل عبد الحليم بتمثيل فيلم "يوم من عمري" مع حلوة العينين النجمة زبيدة ثروت، وفيلم "معبودة الجماهير" مع دلوعة الشاشة شادية، وكان من

المصادفات التي وقعت في ذلك الحين ان الطلاق قد تمّ يومها بين زبيدة ثروت وزوجها الأول، تماماً كما تمّ طلاق نادية لطفي من زوجها الضابط البحري عادل البشاري وهي تمثّل مع عبد الحليم فيلم "الخطايا".
وكان عبد الحليم يقوم بزيارة لبيروت عندما سأله احد الصحفيين:
ـ هل صحيح انك كنت السبب في طلاق زبيدة ثروت؟
وصرخ عبد الحليم:
*انا؟!
فقال له الصحفي:
ـ سمعنا انها احبتك، وانك احببتها، ولذلك بادرت الى اختلاق ازمة مع زوجها ادت الى طلاقها.
وهز العندليب برأسه وقال:
* ليس عندي رد سوى ان هذا كذب.. واني لا ارى ولم ار زبيدة ثروت الا في الاستديو، واظن انه ليس مكاناً صالحاً للحب!
وما ان عاد عبد الحليم حافظ الى القاهرة، والتقى بمحاميه ومدير شركة "صوت الفن" في المطار حتى بادره قائلاً:
* عاوزك يا مجدي انك تضع في كل عقد سينمائي اوقعه شرطاً واحداً ومهماً هو ان تكون البطلة التي تمثل امامي غير متزوجة.

[size]

خلاف نادية وعبد الحليم اثبت انهما لم يكونا حبيبين

[/size]

لم يصدق المخرج حسين كمال ما يسمعه من عبد الحليم حافظ..
لقد كان يتوقع اي طلب من عبد الحليم حافظ ما عدا ان يقول له في آخر لحظة، وقبل بدء تصوير فيلم "ابي فوق الشجرة" بأسابيع قليلة بأنه يريد ان تحل نادية لطفي في الفيلم مكان هند رستم.
والمفاجأة لم تقتصر على حسين كمال الذي لم يكن امامه الا تقبُّل الأمر الواقع والقبول بما يطلبه منه عبد الحليم حافظ الذي هو بطل الفيلم ومنتجه ايضاً، وانما شمل المجتمع السينمائي كله، وتحركت على الفور فرقة تنشر الاشاعات لتؤكد بأن الغرام على اشده بين العندليب الاسمر وذهبية الشعر، ولولا ذلك لما كان قد غيّر العادة التي درج عليها بأن يكون لكل فيلم بطلة، ولما استبدل هند رستم في فيلمه بنادية لطفي، وهي التي كانت بطلة لفيلمه السابق "الخطايا".
وبالرغم من ان المخرج حسين كمال قد رأى نفسه مضطراً الى اجراء الكثير من التعديلات على دور الراقصة في فيلم "ابي فوق الشجرة" ليصبح ملائماً لنادية لطفي بعد ان كان قد فصّله على "مقاس" هند رستم، الا ان ذلك التغيير قد طمأنه الى ان عبد الحليم لن يؤجل تصوير الفيلم من جديد!
وكانت خطة العمل في الفيلم قد وضعت على اساس ان يتم تصوير كافة مشاهده في مصر، ولكن مفاجأة اخرى كانت تنتظر المخرج حسين كمال، وايضاً من عبد الحليم حافظ نفسه الذي جاء يقول له:
*اغنية "جانا الهوى" مش حلوة؟
قال حسين كمال:
ـ حلوة قوي، وافتكر انها ستكون من اجمل اغنيات الفيلم، وانا اعددت لها ديكورات رائعة.
وقال عبد الحليم:
* مهما كانت الديكورات فهي ليست اجمل من الطبيعة؟
وتنبّه حسين كمال، وقال:
ـ تقصد ايه؟
وضحك العندليب وهو يقول:
* ولا حاجة، بس انا عندي تصور لهذه الاغنية.. انا ارى ان نصوّرها في لبنان، بين هياكل بعلبك وشلالات نبع العسل، واشجار فاريا، ومسابح بيروت، وبهذا نكون قد قدمنا جديداً في الفيلم، وخرجنا منه الى الطبيعة اكثر واكثر.
ولم يمانع حسين كمال في ان يتمّ تصوير الاغنية كما يريد العندليب، وخصوصاً بعد ان عمل حساب التكاليف فتبين له انها ستكون عادية، لأن الذين سيسافرون الى لبنان هم اربعة اشخاص: عبد الحليم، نادية لطفي، المخرج والمصور، بالاضافة طبعاً الى مدير شركة "صوت الفن" وحامل اختامها واموالها مجدي العمروسي.
وبمجرد ان اعلن عن سفر عبد الحليم ونادية لطفي معاً الى بيروت عادت ألسن المجتمع الفني تتحدث عن حبهما، وتزعم ان العندليب الاسمر ما اقترح ان تصور اغنية "جانا الهوى" في لبنان، الا من اجل ان يوجد فرصة لتمضية ايام حلوة مع نادية لطفي، ومثل هذه الايام لا يمكن له ان يمضيها معها في القاهرة حيث العيون التي تراقبهما وتحصي عليهما تحركاتهما.
ولكن فجأة، وبعد مضي ثلاثة ايام فقط على وصول نادية وعبد الحليم ومعهما المخرج والمصور وحامل الاختام الى بيروت، حدث ما جعل الاشاعات تذوب وتتناثر في الهواء ولا يبقى لها اثر.
والذي حدث هو خلاف مادي حاد بين النجمين ادى الى توقف تصوير الاغنية يوماً كاملاً.
ولأن عبد الحليم كان هو منتج الفيلم، اي لأن نادية تعمل في فيلم لحسابه، فقد هرعت اليه تطلب منه ان يسلّفها مبلغاً من المال ويحسمه من المبلغ المتبقي لها من اجرها في الفيلم، وهنا وقعت المفاجأة التي اطارت صواب ذهبية الشعر، فقد رد عليها عبد الحليم قائلاً انه لا يملك في لبنان فائضاً من المال حتى "يسلفه لها" فضلاً عن انه من الناحية القانونية ملزم بأن يدفع لها اجرها بالجنيهات المصرية في القاهرة وليس في بيروت.
كان العندليب الاسمر يومئذ يخاطبها كمنتج وليس كصديق، وبالرغم من انه غلّف رده عليها بكلمات اعتذار رقيقة جداً، الا ان نادية لطفي غضبت منه، ولزمت غرفتها في فندق "الكارلتون" لا تريد ان تفارقها، ولو الى حيث كان يتم تصوير مشاهد الاغنية.

[size]

قصة الصداقة بين العندليب وسمير صبري

[/size]

كان عبد الحليم حافظ حريصاً في مختلف مراحل حياته على "تنمية" صداقاته بنفس الحماس الذي كان يعمل به على "تنمية" شهرته واسمه الفني، فقد ادرك بذكائه الاصيل ان الصداقات بالنسبة للفنان هي الجسور التي تصل به الى ارحب الافاق، وهي الاساس الذي يبني عليه انتشاره.
وعبد الحليم حافظ كان الفنان العربي، وربما الوحيد، الذي يمتلك العدد الوفير من الاصدقاء على كافة المستويات، وفي مختلف الطبقات، ومن هنا فإن الميكانيكي الذي كان يصلح سيارته، كان احد الاصدقاء الذين حرص دائماً على تنمية الصلة التي تربطه به، في نفس الوقت الذي كان فيه للعندليب الراحل صداقات في قصور الملوك والامراء والحكام يعتز بها ويسعد، ويحافظ عليها باستمرار.
ولقد اكتشفت مرة ان العندليب الراحل كان يحتفظ في مكتبه الخاص بأجندة، او مفكّرة، دوّن فيها تواريخ اعياد الكثيرين من اصدقائه وصديقاته وزملائه وزميلاته، وفي اغلب الاحيان كان هؤلاء الاصدقاء والزملاء يفاجأون في اعياد ميلادهم، حتى وإن كانوا لا يحتفلون بها بعبد الحليم حافظ وهو يدخل الى بيوتهم ويحمل لهم هدية، ويزفّ اليهم التهاني بأعيادهم، وبطبيعة الحال فإن مفاجآته لهم بهذه الصورة تجعل حبه يزداد في قلوبهم، وصداقتهم له تتحول الى نوع من التعصب له، والى تأييده بلا حدود في أية ازمة يتعرض لها.
وكل واحد من اصدقاء العندليب يحتفظ بذكريات لا تنسى عن هذا الفتى الاسمر الذي مرّ في حياتنا كالحلم، ونثر في جوانبها قطرات من الدفء والحب والجمال.
واحد من هؤلاء الاصدقاء هو النجم الشاب سمير صبري.
وذكرياته يمكن ان تتحول الى قصة طريفة، بل هي تلقي الضوء على جوانب جديدة من حياة العندليب الراحل.
والصدف شاءت ان يكون منزل اللواء جلال صبري، والد النجم السينمائي والتلفزيوني الحالي سمير صبري، في "عمارة السعوديين" المطلة على النيل في كورنيش العجوزة.
وفي هذه العمارة، كان يقيم عبد الحليم حافظ بعد ان اقبلت الدنيا عليه، وكسب من فنه المال الذي ساعده على ان ينتقل هو وعائلته من المنزل المتواضع الذي كانوا يعيشون فيه في حي "المنيل".
في هذه العمارة كانت تقيم ايضاً النجمة فاتن حمامة مع زوجها الاول المخرج المرحوم عز الدين ذو الفقار، وكانت في تلك الفترة "عام 1958" تعيش اسوأ ايامها معه، وتفكر بالطلاق منه.

[rtl]احسان عبد القدوس يتحدث عن أبي فوق الشجرة[/rtl]

[rtl]يروي إحسان عبدالقدوس ذكرياته السينمائية إلى فيلم أبى فوق الشجرة ،والذى استمر عرضه ما يزيد على العام، وكان ذلك حدثاً سينمائياً فريداً فى وقته، وكان الفيلم من بطولة الفنان عبدالحليم حافظ ونادية لطفى والوجه الجديد أيامها مرفت أمين، وكان أكثر ما لفت الانتباه وأثار ضجة وقتها عدد القبلات التى حدثت بين بطل الفيلم عبدالحليم والفنانة نادية لطفى التى قامت بدور راقصة!![/rtl]

مع هؤلاء النجوم كان هناك أيضاً الفنان الكبير عماد حمدى، وكان الفيلم من إخراج الموهوب الرائع حسين كمال، وعن كواليس أبى فوق الشجرة يقول إحسان عبدالقدوس:

وبعد سنوات حركنى خيالى إلى قصة أبى فوق الشجرة، وبدأت أكتبها كعمل أدبى لا علاقة له بالسينما.. وأنا عندما أكتب قصة طويلة أبدأ بتسجيل موضوعها على أوراق صغيرة قليلة.. ثم أبدأ فى تسجيل الشخصيات والمواقف فى أوراق أخرى.. وهذا الإعداد يتطلب منى شهوراً.. ثم بعد ذلك أبدأ فى كتابة فصولها للنشر.

وكتبت من قصة أبى فوق الشجرة خمسة فصول من مسلسله كان المفروض أن تتطلب ثلاثة وعشرين فصلاً.. وبدأت أعلن عنها على صفحات روزاليوسف.. ونشرت الإعلانات فعلاً.. ولكن! فجأة تركت العمل فى روزاليوسف واجتزت مرحلة شخصية توقفت خلالها عن إتمام كتابة القصة كعمل أدبى.. ومرت شهور طويلة وأنا لا أكتب، ولا أفكر إذا كتبت فى نشر ما أكتبه.. ثم خفت على فكرة القصة أن تضيع من رأسى، وكانت شركة إنتاج سينمائى تبحث أيامها عن قصة، وتلح على إحدى قصصى، فقررت أن أعيد كتابة أبى فوق الشجرة كقصة سينمائية، ولأنى كنت أيامها أعانى من الإحساس بالفراغ، فقد قبلت أن أشترك- ولأول مرة- فى كتابة السيناريو والحوار.

وقد عرضتنى هذه التجربة لمشكلة العمل الجماعى، وما يمكن أن يؤدى إليه من مناقشات وخلافات، وقد حدث بعد أن انتهيت من كتابة السيناريو والحوار، أن أعادت إلى الشركة مع رجاء إجراء بعض التعديلات.. ورفضت الموافقة على إجراء أى تعديل، رغم أن التعديلات المطلوبة لم تكن كبيرة أو تمس صلب الموضوع.. إنما كانت تعديلات تفرضها عقلية صاحب رأس المال.. كزيادة عدد الرقصات، أو زيادة عدد القبلات، أو تركيز الصورة على البطل.. أو.. أو.. والواقع أنى كنت قد زهقت من العمل الجماعى الذى يتطلب غالباً تحقيق رغبة أمزجة شخصية للعاملين فى الفيلم، ولو سردت الأسباب الشخصية التى تدفع إلى إجراء تعديلات فى سياق الأفلام.. كل الأفلام، لاحتجت إلى كتاب كامل يضم كل أسماء الفنانين والفنانات الكبار المشهورين.. فاتن.. وسعاد ونادية وماجدة وفريد الأطرش وعبدالحليم وصباح.. و.. و.. وطبعاً فرض صاحب رأس المال إرادته على فيلم أبى فوق الشجرة واستعان ببعض الزملاء الأدباء لإجراء التعديلات التى يريدها.. ومع نجاح الفيلم بعد ذلك- وهو ما أعتز به- إلا أنى مازالت غير موافق على التعديلات البسيطة التى تمت.

تقول نادية لطفي عن حليم وعن احد مواقف الفيلم:

أعتبر عبدالحليم مثالاً للخلق والاصالة التي كان يتسم بها تلك الفنان والانسان وكان شديد الحرص والامانة علي اسرار اصدقائه فهو كان كتوماً لاقصي درجة في الحفاظ علي أسرار من حوله.

وتضيف نادية: أنني وجدت من خلال تعاملي معه أنه كريم لاقصي درجة مع كل من حوله ويحضرني ذكري خاصة في لقائي مع عبدالحليم في فيلم »ابي فوق الشجرة« تحديدا في المشهد الأخير من الفيلم وهو يقوم بصفعي وفوجئت أن الضربة جاءت خلف اذني بجوار رقبتي وأصابتني بحالة من الاغماء وحاول كل فريق العمل ان يقوم بافاقتي وجلس يبكي عبدالحليم بجواري لأنه تسبب لي في مشكلة وقتها دون أن يقصد وكان يقوم بتصوير هذا المشهد وتلك اللقطة المصور الكبير فاروق إبراهيم فلم أنسي هذا المشهد حتي الآن فحليم كان شديد الخوف علي.

أشكرك على إضافاتك يا علاء

قرأت إضافاتك فعلا حكايات ممتعة وقد إيه العندليب كان حريص على العمل و نجاحة

و حريص على أن يبدو العمل و كأنه حقيقيا و ليس تمثيل

إقناع الناس صعب

لكنه كان صادق جدا فى إحساسه

كان إحساسه يصل بسرعة لقلوبنا

نحياتى على إجنهادك فى التوثيق

الله لا يحرمنى من مجهودك و إضافاتك القيمة

بالتوفيق إن شاء الله فى جميع التوثيقات

جنة النعيم كتب:: أشكرك على إضافاتك يا علاء
قرأت إضافاتك فعلا حكايات ممتعة وقد إيه العندليب كان حريص على العمل و نجاحة
و حريص على أن يبدو العمل و كأنه حقيقيا و ليس تمثيل
إقناع الناس صعب
لكنه كان صادق جدا فى إحساسه
كان إحساساه يصل بسرعة لقلوبنا
نحياتى على إجنهادك فى التوثيق

والله يا جنة دي حاجة بسيطة جدا بجانب مجهودك في التوثيق

ويبقى الشكر ليكي انتي

وكلامك غن حليم رااااائع وما شاء الله

احساسك من احساس العندليب الصادق الجميل

» توثيق كامل لفيلم لحن الوفاء
» توثيق كامل لفيلم أيام و ليالى
» توثيق كامل لفيلم أيامنا الحلوة
» توثيق فيلم الوسادة الخالية
» بطاقة لفيلم أنت حبيبى من تصميمى