المشاركة فى الانتخابات الرئاسية صفعة على وجه الإخوان
استكمال خارطة الطريق يقطع الطريق نحو عودة النظام الفاشى الإرهابى
انزل لتحمي بلدك من الإرهاب ولتبدأ مصر صفحة جديدة في تاريخها الحديث.. شارك في صنع مستقبل الوطن ولا تستمع لدعوات «الخبثاء والأغبياء» لعدم المشاركة.. الصوت هيفرق والمشاركة ضرورية حتي لو ظننت أن مرشحك «ناجح ناجح».هكذا أكد خبراء السياسة وكبار رجال الفكر، موضحين أن نزول المواطنين بكثافة هو الضمان الوحيد لنجاح أخطر مراحل خريطة الطريق التي من خلالها ستنطلق مصر من ظلمات الفشل والإرهاب إلي البداية الحقيقية نحو بناء وطن قوي وحر.
مؤامرة خطيرة تتعرض لها مصر الآن بالدعوة لعدم المشاركة، وعندما ضرب المصريون بالخارج أروع الأمثلة في المشاركة الكثيفة في انتخابات الرئاسة، سطروا مجداً جديداً يضاف للشعب المصري الذي يكافح من أجل حريته وكرامته وإرادته الحرة المستقلة ومازال العالم يترقب ويراقب حراك المصريين في بنائهم مصر الجديدة بعد انتزاع بلدهم من مخالب الفاشية الإرهابية.
ويؤكد خبراء أن انتخابات الرئاسة هي الخطوة الحاسمة في خارطة الطريق والمشاركة هي دعامة الشرعية الحقيقية في مصر.
الكاتب الكبير يوسف القعيد، يؤكد أن عدم المشاركة في انتخابات الرئاسة يعني الخطر الحقيقي لأن المشاركة تعني أننا لا نريد عودة الإخوان وأن مصر نظيفة من التطرف، وأننا جزء من هذا العالم وهذا الزمن وتعني أيضاً صفعة علي وجه الإخوان كما حدث في المشاركة بالانتخابات الرئاسية حتي الخارج.
وأوضح: لقد ضرب المصريون بالخارج أروع الأمثلة في المشاركة، ولنا أن نعلم أن كثيرين منهم ضحوا وبعضهم استقل طائرة ليدلي بصوته ولابد أن نكون جميعاً علي هذا المستوي وأن تأتي المشاركة في الانتخابات داخل مصر بنفس الدرجة إن لم يكن أكثر، ولقد ساهم ذلك كثيراً في تغيير موقف الدول الخارجية مما يحدث في مصر والمتابع للدراسات والاستطلاعات سيتأكد من ذلك، ومشاركة المصريين في يومي الانتخابات تعني أننا أمام خيار حاسم، إما أن نسترد مصر أو نسلمها للإخوان، وهذا وارد جداً، لكن يجب أن يكون لدينا تصميم حقيقي علي الخروج من المأزق.
وتابع القعيد: لا نريد أن نعطي للدول في الخارج أهمية كبري لكن في نفس الوقت نريد أن يري العالم أن معركتنا مع الإرهاب نظيفة ونخوضها بشرف من أجل مصر حرة مستقلة ووطن قوي وقادر علي المواجهة والتحدي.
اعتماد جديد
الدكتور أحمد بان، الباحث في الإسلام السياسي، يقول: بلا شك المشاركة تعني اعتماداً جديداً لشرعية 30 يونية سبقه تأكيد مع دستور 2014، وهذه هي المحطة الثانية في خارطة الطريق، فانخراط الشعب في هذا الاستحقاق تأكيد لشرعية 30 يونية وإرادة المصريين والدستور.
ويجب أن يري العالم أننا مصرون علي التقدم نحو المستقبل، ولابد أن يكون لدينا ثقة وأنا لا أتصور أن الانتخابات سيتم تزويرها بل أتصور أن خروج الناس وتصويتهم في انتخابات الرئاسة هو تأكيد علي شرعية النظام الجديد الذي اخترناه بأنفسنا.
ويضيف «بان»: المشاركة بقوة تعني إسقاط كل حجج جماعة الإخوان المنحلة بأن لديها الشرعية وأن ما جري هو انقلاب لأن التصويت للرئاسة سينهي هذه الجماعة وعنوان المنازعة علي الشرعية الذي يرفعونه في حربهم ضد الدولة، فضلاً عن أن نسبة التصويت المرتفعة تعني نهاية أحلام الإخوان في العودة ونهاية السكرة وبداية الفكرة وإدراك حقائق الأمور.. ويعتقد «أحمد بان» أن الإخوان سيبدون مرونة أكثر بعد ذلك، لأنهم خاضوا معركة هي الأعنف في تاريخهم مع الشعب الذي كفروه واتهموه بالخيانة وهذا ما لم يحدث للجماعة عبر تاريخها الطويل، وبالتالي فإن شيطنة الشعب نزع جذور الثقة بين الشعب وبينهم، فبدت قشرتها الأخلاقية منهارة، وبالتالي وضعوا بأنفسهم نهاية لمشروعهم السياسي، وأعتقد أن ظهورهم علي الساحة يتطلب منهم بعد ذلك مراجعة فكرية لمجمل أفكارهم ومعتقداتهم وخوض معركة جديدة لإصلاح ما تحطم في العلاقة بينهم وبين الشعب المصري، التي انتهت إلي سقوطهم هذا السقوط السريع والمدوي.
أساس البناء
جمال فهمي، وكيل أول نقابة الصحفيين، قال: إذا لم ينزل الناس للانتخابات سيعني ذلك أنه لا توجد ديمقراطية وأننا نفسد بأيدينا أساس البناء لمجتمع ديمقراطي، لأن الانتخابات الرئاسية هي بداية البناء وعدم المشاركة أمر خطير ويضر بكافة الأطراف حتي الطرف الفائز فيها، وسيعطي انطباعاً بأن الديمقراطية ليس لها لزوم، وهذا شيء مدمر.
وأضاف: وراء هذه الدعوات الخبيثة أصحاب المصالح القديمة وبعض الأغبياء الذين يروجون لهذه الفكرة ولا يلتفتون إلي الضرر الشديد الذي سينتج عن عدم المشاركة الكثيفة، بحيث ننتهي من هذا الماضي الأليم.. صحيح أن هذا الماضي وجهنا له ضربات شديدة لكن يبقي إنهاؤه بشكل كامل ودفنه بأننا نمارس كل شيء والديمقراطية تلزمنا بالنزول واختيار رئيس جديد.
وتابع: التحريض علي الغياب ضار جداً بالبلد والمرشحين الاثنين، خاصة المرشح الفائز لأنه إذا نجح بدون مشاركة حقيقية وكثيفة فسوف يمثل ذلك شرخاً في الداخل والخارج، والخطورة لا تتعلق بالحاضر فقط بل بالمستقبل أيضاً، وتعني أننا واقفون في نفس المنطقة التي ثرنا ضدها، وأن المواطن «مالوش لازمة»، بينما الديمقراطية تعني الرأي الحر وتدمير هذا الجوهر يفرغ عملية الديمقراطية من جدواها وتصبح نتيجة الانتخابات باهتة وتثير في الناس الإحساس بالإحباط وليس بالسعادة والفوز، فضلاً عن التأثير المدمر للمرشح الفائز وتجعله محبطاً وغير متحفز للعمل.
مؤامرة
المستشار محمد حامد الجمل، رئيس مجلس الدولة الأسبق، قال: من الحقائق الثابتة من المرحلة الماضية في خريطة المستقبل أن الشعب احتشد بما لا يقل عن 30 مليون مواطن لإزاحة النظام الإخواني الإرهابي الفاشي، وبالطبع مازال الشعب مصراً علي بناء دولة مدنية ديمقراطية حديثة، وعدم عودة النظام الفاشي الإرهابي لحكم البلاد، وهناك حرب مسمومة موجهة ضد مصر وتحديداً ضد القوات المسلحة والشرطة والقضاء والإعلام وبصفة خاصة ضد المشير السيسي، زاعمة أن ما وقع في 30 يونية لا يعد كونه انقلاباً عسكرياً قاده السيسي، بينما الحقيقة أنه ثورة شعبية عارمة ضد الحكم الإرهابي الفاشي للإخوان، ومن ثم فإن الواجب الوطني علي كل مصري حر ومحب لهذا الشعب وتقديس هذا الوطن العريق أن ينزل يومي الانتخابات لانتخاب رئيس الجمهورية وأن ينتخب المشير السيسي بطل الثورة وقائد هذه الثورة ضد الاستبداد الفاشي والإرهاب لجماعة الإخوان المحظورة.
ويضيف المستشار الجمل: كلنا نأمل أن يزيد الحشد في هذه الانتخابات علي ما قام به الشعب في 30 يونية و3 يوليو و26 يوليو، وأن يعطي العالم في الداخل والخارج درساً أن إرادة هذا الشعب لا يضللها أحد وأنه انتصر لمبادئ الحرية والديمقراطية واحترام حقوق الإنسان، كما قرر الشعب في 25 يناير و30 يونية.
ويري «الجمل» أن الدعوة لعدم نزول الشعب جزء من الحرب العامة علي الشعب المصري يتزعمها التنظيم الدولي للإرهاب ومن المحتمل أيضاً كما نري من تصريحات وشعارات المنافس للسيسي باعتباره في حقيقة الأمر إما يغازل الإخوان ويتعاطف معهم للحصول علي أصواتهم.
ويؤكد المستشار «الجمل» أن ما يحدث جزء من الحرب النفسية ضد الوطن وضد الشعب الذي أراد التغيير، لذا لابد أن ينزل الشعب ليشارك في الانتخابات لكي يكون حراً مستقلاً في إدارة دولته نحو التقدم.