اعترف.. انني ارتبط مع عبدالحليم حافظ بعلاقة تمتد الى سنوات طويلة، منذ الصبا، ولم اكن اعرف سواه من المطربين العرب، فقد ادخلني صوته الى عوالم جديدة كنت اجس بها نبضات الاشياء بعواطفي التي تتحول الى مساحات واسعة من الاخضرار والاشراقات، كانت اغانيه تحاكي ما في النفس، اشعرها مثل مطر يبلل تربة القلب وانطلق مع ترانيم صوته محلقا في رياض من الحنين والمتعة والاستئناس، واعترف ان التعبير يخونني في كيفية اظهار ما بداخلي من مشاعر في الاصغاء اليه. ولهذا كان طوال السنوات معي.. حتى بعد ان تعرفت على مطربين غيره ورحت استمع اليهم واحس بعذوبة اصواتهم، فلم اشعر الا بصوته مهما تكاثفت الاصوات،ولم يمر صوته مني عابرا.. بل كنت اقف صاغيا ومتاملا وراغبا في المزيد.. ويشكل استثناء في نفسي لا يمكن تجاوزه مهما كانت الظروف، فكل اغانيه كنت ادركها ولا اعتقد ان هناك اغنية مذاعة من اغانيه لم اسمعها او لم احفظ منها شيئا على الاقل. ولهذا.. اجدني كل عام في ذكرى رحيله استذكره بكل تلك المحبة، ولا اعتقد انني وحدي الذي افعل ذلك بل هناك الملايين التي تتزايد كل عام، وفي ذكرى رحيله الثلاثين نقدم هذه الصفحة عنه.
أغاني عبد الحليـم المنسيــة
خيرى الكمار
لم تكن الاغانى التى يحفظها جمهور العندليب عن ظهر قلب هى كل رصيده وانما يضاف اليها العديد من الاغانى التى لم تذع ولم يسمعها أحد ويزيد عددها على الثلاثين أغنية وهى التى غناها فى بداياته منذ أن كان طالبا بمعهد الموسيقى ولأنه لم يكن معتمدا بالاذاعة كمطرب فى ذلك الوقت فلم تعرف عنها مكتبة الاذاعة شيئا ومنها 'الجمال هوه'، صباح الخير يا نهار بلدي، ظالم وكمان رايح تشتكي، ليه تحسب الأيام، لو كنت يوم، أروح لمين وأشكي، يا رايحين الغورية، قاهر الظلام، نداء الماضي، ساعة لقلبك، خليك معايا، سلامات ازيكم، لقاء، ربيع الشاعر، بدلتى الزرقا، الجدول، أنشودة الحياة، صحبة الورد، نسيم الغجرية، الليل أنوار وسمر، صحبة الورد، فرحتنا يا هنانا، العيون بتناجيك، أنت غريب، القرنفل، يا ناكر المعروف، الحق على اللى عرفتك، ريح دمعك، الاصيل الذهبي
اما الاغنية الوحيدة الممنوعة فى الاذاعة فهى أغنية 'المسيح' والتى اعترض عليها الازهر وواجهت العديد من المشاكل ولكنه غناها فى العديد من الحفلات خارج مصر وتعاون فى عدد كبير من هذه الاغانى مع شعراء كثيرين منهم صلاح عبدالصبور وإمام الصفطاوى ومحمود اسماعيل جاد وابراهيم كامل ومصطفى الريس ومرسى جميل عزيز ومصطفى عبدالرحمن ومحمد حلاوة وابراهيم رجب وسمير محجوب وفتحى قورة وأحمد السمرة وقام بتلحينها على اسماعيل ومحمد الموجى وعبدالحليم على وحسين جنيد وعلى فراج وكمال الطويل وفؤاد حلمى وعبدالحميد توفيق زكى وأحمد صبرة وعبدالحليم نويرة وصلاح محمود يقول الموسيقار د طارق شرارة: اعتقد ان هناك ظروفا خاصة هى التى اسقطت هذه الاغانى من اجندة أغانى عبدالحليم حافظ فهناك ظروف سياسية وأخرى شخصية تدخلت بشكل فعال فى هذا الموضوع فقد يكون عبدالحليم فعلا على خلاف مع صناع هذه الاغانى كالمؤلف أو الملحن، وبالتالى فضل حليم عدم عمل دعاية كافية للاغنية وبالتالى اختفت أو أن يكون عبدالحليم قد قدم فى نفس التوقيت أغانى أفضل وبذلك طغى نجاح الاغانى الاكثر تميزا على هذه الاغانى التى نعتبرها مجهولة رغم جودتها، الا أن ظهورها فى نفس توقيت ظهور أغان جيدة أدى لاختفاء هذه الاغانى مثل 'أروح لمين واشكي' و'خليك معايا' و'سلامات ازيكم' و 'نداء الماضي' و'ليه تحسب الايام' وغيرها من الاغانى الرائعة التى لم تأخذ حقها حتى الآن وكما هو معروف فالاغانى التى لا تحقق الانتشار فى وقت نزولها تختفي الى جانب ان هذه الاغانى قد لا تكون قد سجلت على أشرطة أو اسطوانات الامر الذى يزيد من اختفائها ويضيف د طارق شرارة: الاذاعة أيضا لها دور كبير فى عدم انتشار مثل هذه الاغانى المنسية على أساس انها لا تذيعها وبالتالى الناس لا تسمعها واعتقد أن الجمهور لو سمع هذه الاغانى سيعجب بها وسيطلب سماعها باستمرار ويشير د طارق شرارة الى أن الظروف السياسية لها الاثر الاكبر فى اختفاء أو نسيان مثل هذه الاغاني، فمثلا قد يقدم عبدالحليم حافظ أغانى سياسية وأخرى عاطفية لكن الناس فى ذلك الوقت الذى سيطرت عليه الحياة السياسية كانت تريد سماع الاغانى السياسية ورفضت العاطفية ولذلك اختفت بعض الاغانى فى ظل انتشار البعض الآخر لذلك اطالب أن نعيد اكتشاف هذه الاغانى عن طريق سماعها فى الاذاعة بشكل مستمر ويرى د طارق شرارة أن هذه الاغانى التى لم تحقق الانتشار اختفت لان انتاج عبدالحليم حافظ الفنى غزير جدا وبالتالى طغت أغان على حساب أغان أخرى وأذكر ان العندليب كان قد قدم فى بداية حياته الفنية أغنيات لم تحقق النجاح فى البداية لانها لم تكن تذاع، ولكن بعد أن تم تقديمها فيديو كليب حققت نجاحا كبيرا وأرى انها وسيلة جيدة لاعادة ابراز الاغانى المنسية للعندليب والتى لم تجد حظا كافيا للانتشار عن طريق تقديمها فى فيديو كليب واعتقد أن الجمهور سيحب هذه الاغانى لانها جيدة
أغان ليست مجهولة
الشاعر محمد حمزة يصف هذه الاغانى انها ليست مجهولة ولكنها سجينة فى مكتبة الاذاعة لانهم يقومون باذاعتها مرة كل 15 عاما لكن يمكن أن نطلق عليها اغانى المرحلة الاولى وعبدالحليم قدمها لانه لم يكن بيده شيء فالموضوع كان خارجا عن ارادته لان الاذاعة فى اواخر الاربعينيات وبداية الخمسينيات كانت تخصص ما يسمى 'بالاركان' وهى عبارة عن ربع ساعة يخصص لبعض الملحنين أمثال فؤاد حلمى وعبدالحميد توفيق زكى وعلى اسماعيل فهؤلاء كانوا يقومون باختيار المؤلف والفرقة الموسيقية والمطرب ويعطوهم أجورهم فقدم عبدالحليم أغانى عديدة فى تلك الفترة منها 'الجمال هو' ويا مغرمين والبدلة الزرقا و'يا ترى انت ولا مش انت' وكان دويتو مع مطربة اسمها حافصة حلمى توفيت وأيضا سجل دويتو آخر مع سعاد مكاوي
المصدر:موقع مدارات
عبد الحليم حافظ والفنانة شادية
" في فيلم لحن الوفاء وجد عبد الحليم نفسه يقف امام شادية والعمالقة حسين رياض وزوزو نبيل وغيرهم.... وذلك في اول لقطة سينمائية له .. وارتبك عبد الحليم واخطأفي الحوار من فاعاد المخرج تصوير المشهد مرة اخرى.. واراد عبد الحليم ان يتقن الاداء فنسي كلمة من الحوار.....
وهنا صاح المخرج بعصبية .. وبعدين يا استاذ عبد الحليم .. احنا لسه في اول مشهد
وهنا احست شادية بان عبد الحليم لا يخطئ لانه ممثل غير جيد ... لكنه يخطئ من رهبة الموقف .....
فاقتربت شادية من المخرج وهمست في اذنه ببعض الكلمات .. وهنا قال المخرج ..... طيب يا جماعة نستريح شوية لان شادية جايبة لنا بسبوسة..
وذهب المخرج وحسين رياض وزوزو نبيل وعبد الحليم وشادية الى غرفة شادية وقامت شادية بفتح علبة واخرجت منها بسبوسة ووزعت على الموجودين ثم التفتت الى عبد الحليم وقالت له ضاحكة ... زي ما اكلت البسبوسة ..عايزين نسمع جزء من اغنية على قد الشوق.....
والمعروف ان اغنية على قد الشوق كانت مشهورة جدا قبل الفيلم وهذا هو سر وضعها في الفيلم....
وبدأعبد الحليم يغني مقطع من على قد الشوق وبدأت شادية تشاركه الغناء وانضمت اليهم في الغناء زوزو نبيل وهنا قال حسين رياض ... انا خايف اغني معاكم بصوتي الناس تكره الاغنية .... وضحك الجميع ..
ثم قال المخرج لشادية وعبد الحليم... ياللا بينا نصور .. بس عايزين تمثيلك يا عبد الحليم يمتعنا زي غنائك....
وعاد الجميع للوقوف امام الكاميرا وقام باداء المشهد السابق وعقب انتهاء تصوير المشهد صفق الجميع لعبد الحليم ..... وفجأة قال عبد الحليم لمخرج ... انا ممكن اعمل المشهد ده احسن من كده لو الاساتذه يوافقوا....... ووافق الجميع على اعادة المشهد مرة اخرى و كانت بداية نجومية عبد الحليم كممثل
المصدر:موقع زرياب
عبد الحليم حافظ في سطور
يونيو 1929 :ولد عبد الحليم شبانة فى قرية الحلوات، مركز فاقوس ، الزقازيق ، بمحافظة الشرقية.
1945 إلتقى عبد الحليم بالفنان كمال الطويل فى المعهد الأعلى للموسيقى العربية، حيث كان عبد الحليم طالباً فى قسم تلحين ، و كمال فى قسم الغناء والأصوات ، و قد درسا معاً فى المعهد حتى تخرجهما عام 1949.
1951: عمل كعازف لآلة الأوبوا فى فرقة موسيقى الإذاعة .
1951: تقابل مع صديق و رفيق العمر الأستاذ مجدى العمروسى فى بيت مدير الإذاعة فى ذلك الوقت الإذاعى الكبير فهمى عمر.
1952 "العهد الجديد" أول نشيد وطنى غناه عبد الحليم حافظ فى حياته، من كلمات محمود عبد الحى و ألحان عبد الحميد توفيق زكى ، وقد غناها عبد الحليم بعد قيام ثورة 23 يوليو.
1953 ظهر بصوته (فقط) بأغنية "ليه تحسب الأيام" كلمات فتحى قورة و ألحان على فراج فى فيلم "بعد الوداع".
1953: شارك عبد الحليم للمرة الثانية بصوته فقط فى فيلم سينمائى، هذه المرة مع فيلم "بائعة الخبز" ، حيث غنى شكرى سرحان بصوت حليم أغنية "أنا أهواك"، و ذلك أمام ماجدة التى غنت بدورها فى الفيلم بصوت المطربة برلنتى حسن.
يوم 18 يونيو 1953 :أحيا حفلة اضواء المدينة بحديقة الأندلس فيما يعتبر بإنها حفلته الرسمية الأولى ، و التى كانت أيضاً أول احتفال رسمى بإعلان الجمهورية. حيث كان يوسف وهبى فنان الشعب قد قدم ذلك المطرب الشاب بقوله "اليوم أزف لكم بشرى ميلاد الجمهورية، و أقدم لكم الفنان عبد الحليم حافظ".
1953 :تعاقد الموسيقار محمد عبد الوهاب مع الشاب عبد الحليم حافظ على بطولة فيلمين وهما "بنات اليوم" ، و "أيام و ليالى" و لكن لم يتم تنفيذهما ، و بدأ فى تصوير فيلم أول أفلامه بعد ذلك بعامين.
1954 :أول قصيدة تغنى بها عبد الحليم "لقاء" التى كانت من كلمات صلاح عبد الصبور و ألحان كمال الطويل.
1954 :ظهرت أغنية "على قد الشوق" فى الإذاعة للمرة الأولى، من كلمات محمد على أحمد و ألحان كمال الطويل ، والتى ظهرت بعدها بعام فى "لحن الوفاء" أول أفلام عبد الحليم حافظ المعروضة.
1955: بدأ عبد الحليم فى تصوير أول افلامه "أيامنا الحلوة" مع المخرج حلمى حليم و فى نفس الوقت بدأ تصوير فيلم "لحن الوفاء"مع المخرج ابراهيم عمارة ، وقد تم عرض الفيلمين فى فترة متزامنة ، إلا أن "لحن الوفاء" تم عرضه قبل "أيامنا الحلوة" بأسبوع واحد فقط.
1955 :لحن الموسيقار محمد عبد الوهاب أول أغانيه لعبد الحليم مع أغنية "توبة"، و التى ظهرت بعد ذلك فى فيلم "أيام و ليالى" فى نفس العام، الذى شهد عرض أربعة أفلام كاملة للعندليب، فيما وصف بأنه عامه الذهبى سينمائياً.
1956: موعد أول لقاء فنى بين الثلاثى عبد الحليم و المحلن كمال الطويل و الشاعر صلاح جاهين ، و ذلك مع أغنية "إحنا الشعب"، أول أغنية يغنيها حليم للرئيس جمال عبد الناصر بعد اختياره شعبياً لأن يكون رئيساً للجمهورية.
1956: محمد عبد الوهاب يقدم على تعاونه الأول مع عبد الحليم فى مجال الأغانى الوطنية، و ذلك مع أغنية "الله يا بلدنا" ، والتى تغنى بها عبد الحليم بعد العدوان الثلاثى.
1956 : عبد الحليم حافظ يصاب بأول نزيف فى المعدة. وكان وقتها مدعواً على الإفطار بشهر رمضان لدى صديقه مصطفى العريف.
1956 خرج إلى النور فيلم "دليلة" أول فيلم مصرى ملون بطريقة السكوب، و تقاسم بطولته عبد الحليم مع شادية فى ثانى لقاء سينمائى بينهما، و هو الفيلم الذى راهن مخرجه محمد كريم أن يقود عبد الحليم بعده جيلاً جدسداً من المبدعين و الفنانين.
1957: موعد أول لقاء فنى بين عبد الحليم حافظ و الملحن بليغ حمدى مع أغنية" تخونوه" التى ظهرت بفيلم "الوسادة الخالية" . و كان عبد الحليم قد لفت نظره لحن هذه الأغنية للمرة الأولى عندما كان يؤدى بروفاته الخاصة للفيلم، حيث كان يقوم بليغ يؤدى بروفة خاصة به لأغنية "تخونوه" مع النجمة الكبيرة ليلى مراد. فنال اللحن إعجاب عبد الحليم الشديد، حتى إنه استأذن من المطربة الكبيرة أن يرفق الأغنية فى فيلم "الوسادة الخالية"، لتصبح واحدة من اهم أغانى أفلام العندليب على الأطلاق.
1960: تكونت شركة "أفلام العالم العربى" بين عبد الحليم و مجدى العمروسى و مدير التصوير وحيد فريد، ليصبح فيلم "البنات و الصيف" باكورة أعمال الشركة ، و الذى كان عبد الحليم بطلاً لقصته الثالثة.
1960 : غنى عبد الحليم "حكاية شعب" من كلمات أحمد شفيق كامل و لحن كمال الطويل، و ذلك فى حفل أضواء المدينة الذى أقيم بمدينة أسوان للإحتفال بوضع حجر الأساس بيناء السد العالى، وقد حضر الحفل جمال عبد الناصر. و ظل الجمهور صامتاً طوال فترة الأغنية مما أثار إحساساً بالقلق من فشلها ، و عندما أعطى إشارة نهاية الأغنية حدثت المفاجأة فقد قوبلت هذه الأغنية بعاصفة من التصفيق الشديد، خاصة من رجال الثورة.
1961 :دخل الموسيقار محمد عبد الوهاب شريكاً مع عبد الحليم فى شركة إنتاج اسطوانات، لتصبح جزءاً من شركة أفلام العالم العربى ، ثم تغير إسم الشركة لتصبح "صوت الفن".
1961 :حدث الخلاف الوحيد الذى وقع بين أفراد شركة "صوت الفن" و هى عندما أنتجت الشركة فيلم "الخطايا" ، كانت أغنية "قوللى حاجة" التى لحنها عبد الوهاب من ضمن أغانى الفيلم ، و عندما وضعها المخرج حسن الإمام فى سياق دراما الفيلم قرر أن يقطع الموسيقى لمدة عشر ثوانى عندما تتلاقى نطرات عبد الحليم و حبيبته نادية لطفى ، فثار عبد الوهاب على ذلك و قرر إعادة مونتاج الفيلم الذى كان قد تم نسخ عدد كبير منه من أجل وضع أغنيته كاملة.
1962 :أغنية "الجزائر" غناها عبد الحليم ليحيي فيها كفاح أهل الجزائر اللذين نالوا إستقلالهم فى نفس العام.
1962 :أغنية "لست أدرى" التى غناها عبد الحليم فى فيلم الخطايا ، أهداها إليه الموسيقار محمد عبد الوهاب الذى غناها من قبل فى فيلم "رصاصة فى القلب" عام 1944.
1963 :بدأ تصوير فيلم "معبودة الجماهير" ، وكانت من ضمن أغانيه "بلاش عتاب" التى إستغرق كمال الطويل فى تلحينها مدة الأربعة سنوات التى إستغرقتها مدة تصوير الفيلم.
1964 :وقع خلاف بين عبد الحليم حافظ و السيدة أم كلثوم عندما أخرت دخوله على المسرح فى حفلة عيد الثورة ، وقال يومها قبل غنائه فى الميكروفون "إنه لشرف عظيم أن يختم مطرب حفل بعد أم كلثوم و لكنى لا أدرى إذا ما كان غنائى اليوم شرف أم مقلب من أم كلثوم"
1965 :منع عبد الحليم فى هذه السنة من الغناء فى حفلة عيد الثورة بسبب ما حدث منه تجاه أم كلثوم ، إلا أن جمال عبد الناصر رد له إعتباره عندما أعلن عن إقامة حفلة أخرى فى الإسكندرية بعد الأولى بيومين ، والتى أصدر أمر أن يقوم عبد الحليم بإحياءها مع من يشاء من المطربين ، وكانت هذه هى الحفلة الأولى و الأخيرة التى تقام لإحتفالات الثورة فى الإسكندرية.
1967 :ظهر فيلم "معبودة الجماهير" بعد أربع سنوات من التوقفات و المشاكل الإنتاجية و الذى كان بطولة مشتركة بين عبد الحليم و الفنانة شادية و من إخراج حلمى رفلة.
يونيو 1967 : أقام عبد الحليم حافظ خلال الأيام التالية لوقوع النكسة فى مبنى الإذاعة، و ذلك برفقة الكاتب عبد الرحمن الأبنودى و الملحن كمال الطويل. لتكون الحصيلة فى النهاية عشرة أغنيات متعلقة بالمعركة، أهمها أغنية "أحلف بسماها" التى وعد حليم أن يغنيها فى كل حفلاته إلى أن تتحرر أرض مصر فى سيناء.
1967 : موعد حفلته التاريخية أمام 8 ألاف شخص فى قاعة ألبرت هول بلندن لصالح المجهود الحربى لإزالة آثار العدوان. و قد قدم عبد الحليم فى هذا الحفل أغنيته "المسيح" لعبد الرحمن الأبنودى و بليغ حمدى فيما كانت أيضاً نسخة الحفل من أغنية "عدى النهار" واحدة من ابرز أغانى حفلات عبد الحليم على مدار تاريخه الطويل.
1969: قدم العندليب برفقة المخرج حسين كمال فيلم "أبى فوق الشجرة" آخر عمل سينمائى له، و الذى حقق رقماًَ فلكياً فى عدد أسابيع عرضه الأول، حيث ظل فى دور العرض المصرية لمدة 52 أسبوعاً كاملاً .
1973 قام عبد الحليم ببطولة المسلسل الإذاعى "أرجوك لا تفهمنى بسرعة"، و هو المسلسل الوحيد الذى شارك فيه عبد الحليم كبطل للحلقات، و ذلك برفقة نجلاء فتحى و عادل إمام و إخراج محمود علوان.
1973 أغنية "عاش اللى قال" أول أغنيه غناها عبد الحليم بعد نصر أكتوبر 73 . من كلمات محمد حمزة و ألحان بليغ حمدى. ، و كانت أول أغنية أشاد فيها بدور الرئيس محمد أنور السادات فى إنتصار مصر
1974: موعد أخر عمل بين عبد الحليم و كمال الطويل مع أغنية "صباح الخير يا سينا".
1975 : بعد إعادة إفتتاح قناة السويس للملاحة العالمية غنى عبد الحليم آخر أغانيه الوطنية "النجمة مالت على القمر" كلمات محسن الخياط و ألحان محمد الموجى. و أغنية "المركبة عدت" من كلمات مصطفى الدمرانى و ألحان محمد عبد الوهاب .
30 من مارس 1977 : رحل العندليب الأسمر عبد الحليم حافظ عن
عالمنا عن عمر يناهز 48 سنة.
المصدر:موقع سماعي
عبد الحليم حافظ والمرض
اصيب العندليب الأسمر بتليف في الكبد وكان هذا التليف سببا في وفاته عما 77 م .. وكانت أول مرة عرف فيها العندليب الأسمر بهذا المرض عام 1956 م .. عندما أصيب بألام حادة اضطرته للسفر إلى بريطانيا لإجراء فحوصات هنا مما أثبت إصابته بتليف في الكبد سببه البلهارسيا .. وبعد حوالي عشرين عام من إكتشاف المرض الذي لم يكن له علاج حينها توفي العندليب الأسمر تاركا الجميع يبكون على فقد هذا الصرح العظيم ..وقد كانت وفاة العندليب الأسمر كارثة للفن في مصر وفي الوطن العربي بأكمله .. كما انها كادت تودي بحياة الموسيقار محمد عبد الوهاب .. فالوفاة كانت غير متوقعة أبدا فقد إعتاد الجمهور على تواجد العندليب في المستشفيات وفي مستشفيات لندن على وجه الخصوص بشكل مستمر .. بل ان البعض تجاوز ذلك بقوله ان عبدالحليم حافظ قد سافر إلى لندن لعمل دعاية إلى شريطه الجديد ومنهم من قال انه يدعي المرض ليكسب عطف الجمهور .. ويالها من قسوة .. فقد ذهب ليموت هناك وليس لعمل دعاية أو لكسب عطف الجمهور
عبد الحليم والمرض
صارع عبد الحليم لمدة سنوات المرض الذي لم يثنه عن شق طريقه وخلق نجومية لم يكن هو نفسه يتوقها.
في سنــواته الأخيرة إثّر المرض على عبد الحلـيم فسافر إلى لندن وتحـــديدا لمســـتشفى «سان جيمس» وهو من أرقى المستشفيات في بريطانيا.
وعلى الــرغم من أنه قام بعدة عمــليات ألا ان عبد الحليم لم يستطع أن يـــقاوم المرض الذي أزهق أنفاسه في الغربة.
كانت وفاة عبد الحليم بمثابة الصدمة على كل الأجيال التي أحبته وغنت أغانيه في أشد لحظاته فرحا وحزنا.
أحدثت وفاته بلبلة في الوسط الفني ودهشة وجم لها كل محبي العندليب كانت جنازته أسطورية فلقد شيعه شعب مصر إضافة إلى كل شعوب العالم العربي الذين طافت قلوبهم وعبرت كل الحواجز تبادله اللحن بالكلمة والحزن بالعبرة والحب بالهمسة.
محمد عبدالوهاب
*********
ومادمنا أوردنا ان وفاة العندليب كادت تودي بحياة موسيقار الأجيال محمد عبدالوهاب .. فلابد من ذكر الأحداث التي صاحبة معرفة الموسيقار بالخبر .. عندما توفي العندليب الأسمر في مستشفى بلندن كانت حرم الموسيقار عبدالوهاب موجودة بجوار العندليب لحظة إعلان وفاته .. وفي اليوم التالي كانت ربة منزل الموسيقار قد علمت بوفاة العندليب وكانت تعرف أن الموسيقار لن يتحمل الخبر وقد نصحها البعض أن يكون طبيبه الخاص موجودا ساعة إخباره فقد لايتحمل المفاجاة فقد كان يحب العندليب بشدة .. لذا قامت ربة منزله بإخفاء الصحف عنه وقررت عدم إخباره حتى يحضر طبيبه .. وكان صوتها مختنقا وتكاد تجهش بالبكاء وهي تقدم له الإفطار مما جعل الموسيقار يسئلها مابك ؟؟ فأخبرته أنها مصابة بنوبة برد .. فأخبرها بأن تبتعد عنه حتى لاتعديه ولم يشك في الأمر .. ولكن بعد مدة قصير إتصلت زوجته وكانت تظن زوجها قد علم بالأمر وأخبرته وهي تبكي بموت العندليب .. فسقط مغمى عليه فورا .. فإستدعت ربة منزله دكتوره الخاص في الحال ليسعفه .. وعندما أفاق أخذ يردد هذه الجملة أكثر من عشرين مرة حليم مات ؟؟ مش معقول
وقد توفي العندليب الأسمر يوم الأربعاء 30 مارس 1977 م .. وقد شيع العندليب الأسمر ومشى في جنازته اكثر من 250 الف شخص ..
وللأسف الشديد فقد حدثت حالات إنتحار كثيرة بعد موته خصوصا من الفتيات ممن سحرهن صوت العندليب الأسمر فلم يردن الحياة بعده
غنى عبد الحليم للحب.. غنى للألم ... غنى للوطن بصوته العذب الحزين وكانت وفاته صدمة هزت الوسط الفني في العالم العربي . استلهم عبد الحليم عذوبة صوته وإحساسه المرهف من اليــــتم والخصاصة اللذين ميزا طفــــولته وصباه إذ عاش بعد وفاة والدتـه وهـــو رضيع لدى الجيران. وهو طفــل أخذه خاله للقاهرة ومن ثمة دخل إلى ملجإ للأيتام عــاش داخله رفــقة الأطفــال الأيــتام الذين يشــكون الألـم والحرمان
المصدر:موقع سماعي
التاريخ الحقيقى لوفاة عبد الحليم حافظ
GMT 23:15:00 2005 السبت 16 أبريل
د. خالد منتصر
[تعمدت ان أكتب بعد إنفضاض المولد السنوى لعبد الحليم، وذلك لأننى أعتقد أننا لابد أن نعيد النظر فى فى توقيت الإحتفال بذكرى وفاة عبد الحليم حافظ، فعبد الحليم لم يمت فى مارس 1977 ولكنه مات قبل ذلك بفترة طويلة وبالتحديد أثناء حفلة قارئة الفنجان الأولى، هذه الأغنية التى بذل فى الإعداد لها وفى بروفاتها مجهوداً خارقاً تعرض بسببه للنزيف القاتل عدة مرات، فقد إحتشد لها بكل عناصر النجاح، أولاً إختياره لكلمات أشهر شاعر عربى حديث كتب عن الحب وهو نزار قبانى، ثانياً لحن محمد الموجى الذى تم التحفظ عليه لحين الإنتهاء من لحنه العبقرى المتفرد والذى نكتشف فى تفاصيله مايدهشنا حتى هذه اللحظة، ونأتى إلى أهم تلك العناصر وهو صوت حليم الذى وصل فى تلك الفترة إلى قمة تألقه ونضجه وشجنه وسحره.
[بإختصار إجتمعت فى تلك الأغنية كل عناصر النجاح، ولكن وآه من لكن هذه، فقد كانت الحفلة خاسرة بكل المقاييس وخصمت من رصيد عبد الحليم الكثير والكثير، ففى هذا الحفل تأكد عبد الحليم من أن الزمن لم يعد زمنه، وأن جمهوره القديم قد تغيرت ملامحه بحيث أصبح من الصعب على حليم أن يتونس به، وأن مجتمعه الذى تشكل منذ منتصف الخمسينات وإنتمى هو إليه بكل كيانه وتم تأميم حنجرته لصالح توجهاته الثورية، هذا المجتمع كان قد رحل فى سفينة الإنفتاح مودعاً إياه وملوحاً له بشيكات الصفقات والعمولات والسمسرة، ليتركه على الشاطئ وحده يعانى من برد الغربة وصقيع الرحيل المفاجئ الغادر، إكتشف حليم أن أحلامه قد تم إغتيالها وأن غناءه الوطنى كان مجرد كذبة كبيرة سرعان ماتم التضحية بكل معانيها، وإكتشف أيضاً أن جمهوره لم يعد يعترف بشئ إسمه المجهود والكفاءة والإتقان، فكل هذه الأشياء قد صارت فى عداد الأساطير والخرافات وجاء زمن الأغنية الساندويتش واللحن الحواوشى وهز الوسط وليس مس القلب والوجدان.
[ما أن بدأ عبد الحليم بالغناء فى ذلك الحفل حتى إنطلقت الصفافير وبدأ الرقص فى منتصف الصالة مما إضطره لترك الغناء للتفرغ لتنظيم الجمهور، وعندما فاض به الكيل صرخ فى هذا الجمهور المزيف الغريب قائلاً جملته الشهيرة والتى حذفت من التسجيلات فيما بعد "ماأنا كمان باعرف أصفر وأزعق !"، وصعد أثناءها إلى المسرح شخص من الصالة حاملاً معه بدلة عجيبة ذوقها متدنى وشاذ، كانت البدلة ذات ألوان فاقعه ومرسوم عليها أربع فناجين قهوة وكأن عبد الحليم يغنى إعلاناً عن البن البرازيلى لاقصيدة من أجمل ماكتب نزار !!!، والمأساة أن هذا الشخص كان مصراً على أن يرتديها عبد الحليم مما زاد من توتره.
[لم يصدق عبد الحليم أن هذا هو جمهوره وتخيل أن المطربة وردة الجزائرية هى التى بعثت بهؤلاء البلطجية لكى يفسدوا حفلته، وظل حتى آخر لحظة من حياته مقتنعاً بأنها مؤامرة خلقها التنافس، وذلك الإقتناع نتج عن أنه لم يشك للحظة أو بالأصح رفض التصديق بأن رياح الزمن الردئ قد عصفت بكيان المجتمع وزلزلته من الداخل فتناثرت على شوارعه وبشره أوراق الخريف الذابلة.
[وبعدها تضخمت المأساة عندما سخر منه سيد الملاح فى وصلة تقليد مهينة على الهواء مباشرة، ونال تصفيق الناس حين نقل إليهم أن عبد الحليم صار عدوهم ويريد تأديبهم وضربهم بالعصا، وبالطبع صدم طفل الثورة المدلل وهو يرى نفسه بهلواناً فى التليفزيون وكان للأسف لم يعرف أن زمن البهلوانات قد دقت ساعته وحان أوانه وأن زمن القامات الفنية العملاقة قد ولى تاركاً المكان لليل الأقزام !، وتزامن فى هذا الوقت ومع كل تلك الفوضى سيطرة التيارات الدينية المتطرفة على قطاعات واسعة من المجتمع فى الشوارع والجامعات والنقابات وبالتالى على توجهات الفن الذى يمثل ألد أعداء هذه التيارات، وعندما غنى عبد الحليم ياولدى قد مات شهيداً من مات فداء للمحبوب، هاجت الدنيا وماجت وأطل ذوو الأفق الضيق والخيال المجدب العقيم من جحورهم ليحاولوا تحطيم تمثال عبد الحليم الذى نحتته أنامل البسطاء وأسكنوه حبات القلوب، ولم يكتفوا بذلك بل هداهم تفكيرهم الشاذ المنغلق المتربص وبتحريض من الغوغاء إلى أن يقنعوا الإذاعة والتليفزيون بحذف جملة من أغنية قديمة هى قدر أحمق الخطى من أغنية كامل الشناوى لست قلبى .
[توالت تلك الأحداث على العندليب الذى لم يستطع أن ينقلب إلى صقر، وأحس حليم بأن التجاعيد والبثور قد زحفت على وجه الوطن الذى صار غريباً عليه، وحاول أن يعافر ببضع أغنيات وطنية عند إستعادة الأرض ولكن هذه الأغنيات للأسف كانت قد خاصمت الصدق فى معظمها، وأصبح حليم ضيفاً بعد أن كان صاحب بيت، وصار طريداً بعد أن كان رمزاً، ومطلوباً من المتطرفين بعد أن كان مطلوباً من المحبين، ومتهماً بالتحريض على الكفر والفسوق بعد أن كان متهماً بالتحريض على الحب والعشق والغرام.
ومات عبد الحليم منذ ذلك الحفل ولكن إعلان الوفاة تأجل إلى مارس 77 حين باغته نزيف دوالى المرئ فوجد جسده جاهزاً ومتهيئاً للموت من جراء نزيفه الداخلى السابق، نزيف الغربة والزمن المراوغ، جاءه الموت فوجده لابساً الكفن قبلها بعام وممدداً فى سريره القبر أو قبره السريرى، يشاهد موكب الحزن وعلى شفتيه إبتسامة حسرة فقد كان يتنبأ بزمن قادم، زمن شعبان عبد الرحيم!!
المصدر:موقع ايلاف
عبدالحليم فى زمن الفيديو كليب
يكتبها : طارق الشناوي
سألت الموسيقار الكبير الراحل كمال الطويل : لو امتدت الحياة بعبدالحليم حافظ وتجاوز السبعين من عمره ما الذى كان من الممكن أن يقدمه الناس فى عصر 'الفيديو كليب'؟
أجاب 'كمال الطويل' : سيقدم الفيديو كليب بأسلوب عبدالحليم
تأملت كلمات كمال الطويل ووجدت أن سر عبدالحليم أنه كان ابنا للزمن الذى يعيشه، بل سابقا أيضا للزمن، يراهن على الكلمة واللحن القادم، كنا نعيش فى مطلع الخمسينيات ثورة سياسية وتحررا وطنيا، وجاء عبدالحليم ومعه كمال الطويل ومحمد الموجى وصلاح جاهين وانضم اليهم من الجيل السابق عليهم الشعراء مأمون الشناوى ومرسى جميل عزيز وحسين السيد فأحالوها الى ثورة عاطفية أيضا اطلق عبدالحليم باغنيته 'يا سيدى أمرك أمرك يا سيدي' التى غناها فى فيلم 'ليالى الحب' أول احتجاج ساخر على الاغنية التى كانت سائدة قبل الخمسينيات، فهو مثلا يقول: 'بحقك أنت المنى والطلب' ثم يكمل: 'والله يجازى اللى كان السبب'! الكلمات كتبها فتحى قورة ولحنها محمود الشريف و'بحقك أنت المنى والطلب' قصيدة شهيرة من تلحين الشيخ 'أبوالعلا محمد' غناها كل المطربين والمطربات وعلى رأسهم 'أم كلثوم' تلميذة الشيخ 'أبوالعلا، ويتابع السخرية بموشح أكثر شهرة وهو 'بالذى أسكر من عرف اللما' ويضيف: 'كان فى حاله جاتله داهية من السما' والمقصود ب 'عرف اللما' الرائحة التى تخرج من الفم، وفى النهاية يقول: 'خايف أقول على قد الشوق لا تطلع روحي، يقصد أغنية 'على قد الشوق اللى فى عيونى يا جميل سلم' التى حققت فى مطلع الخمسينيات شهرة غير مسبوقة، وهذه الكلمات تستحق أن نسقطها على هذا الزمن الذى تترصد فيه الرقابة لأية سخرية وتعتبرها اعتداء على التراث القديم مثل بيت شعر 'امريء القيس': 'مكر مفر مقبل مدبر معا كجلمود صخر حطه السيل من عل' الذى كان يصف فيه 'امرؤ القيس'الفرس، وكنا ندرس هذه القصيدة فى المرحلة الاعدادية رغم غلظة الكلمات التى تنفرنا من لغتنا الجميلة وهكذا كان المجتمع فى الماضى يسمح بثورة ضد الجمود و'عبدالحليم' هو ابن شرعى لزمن التمرد فى عام 1953 عند اعلان الجمهورية رسميا قال 'يوسف وهبي' فى حفل لأضواء المدينة: اليوم تعلن الجمهورية ويعلن أيضا مولد مطرب جديد، لهذا ارتبط اسم 'عبدالحليم' بالثورة المصرية وغنى لها: 'ثورتنا المصرية عدالة اشتراكية'، تلحين 'رءوف ذهني' و'إنى ملكت فى يدى زمامي' تلحين كمال الطويل والقصيدتان من تأليف 'مأمون الشناوي' بعد تولى 'جمال عبدالناصر' رئاسة الجمهورية عنى له من كلمات صلاح جاهين وتلحين كمال الطويل 'احنا الشعب اخترناك من قلب الشعب، يا فاتح باب الحرية يا ريس يا كبير القلب' وغنى له من كلمات اسماعيل الحبروك وتلحين الطويل 'يا جمال يا حبيب الملايين' واستمرت رحلة عبدالحليم الوطنية مع الثورة، وفى نفس الوقت كان عبدالحليم حافظ زعيم الاغنية العاطفية فى مصر والعالم العربي حلق عبدالحليم بجناحى الوطن والحب وغنى للوطن فى لحظة المد الثورى العربى وأيضا للحب حديث كان هو رسول العشاق بأغنياته وأدرك عبدالحليم من البداية أن صاحب الثورة ينبغى ألا يدخل فى معارك مع الكبار قبل أن يشتد عوده، لهذا لم يستمر خلافه الاول مع محمد عبدالوهاب أكثر من عام، وذلك عندما تعاقد معه عبدالوهاب على تقديم فيلمين مقابل مائتى جنيه للفيلم الواحد، وتقاعس عبدالوهاب عن التنفيذ خوفا من ألا يملك اسم عبدالحليم جاذبية للجمهور، وعندما جاءت الفرصة لعبدالحليم مع ابراهيم عمارة قدم فيلم لحن الوفاء ونجح الفيلم وارتفع أجر عبدالحليم الى ألف جنيه فى ثانى أفلامه 'ليالى الحب' لكنه ارتضى بتنفيذ عقده مع عبدالوهاب مقابل مائتى جنيه حتى يكسب عبدالوهاب الى صفه ويشاطره نجاحه وبعد بطولة فيلم 'أيام وليالي' انتاج عبدالوهاب تحولا الى شريكين فى شركة صوت الفن وكان الشاعر مأمون الشناوى هو صاحب مبادرة الصلح بين الطرفين فأصبح صوت عبدالحليم يدر ربحا على عبدالوهاب وألحان عبدالوهاب تدر ربحا على عبدالحليم ظل عبدالحليم يمتلك ترمومترا يدرك من خلاله الخطوة التالية فهو يقدم الاغنية المتطورة، وفى نفس الوقت ينبغى أن تحقق رواجا جماهيريا، لهذا التقط فى عام 1957 الموسيقار الشاب بليغ حمدى وضمه الى رفيقى الكفاح الطويل والموجى وإلى الاستاذ محمد عبدالوهاب وإلى الملحن صاحب الالحان خفيفة الظل منير مراد هؤلاء كانوا هم القوة الغنائية الضاربة لعبدالحليم حافظ وعبدالحليم يستخدم أى سلاح للبقاء على القمة والاستحواذ على اللحن الاجمل كان بليغ يجرى بروفات أغنية 'تخونوه' التى كتبها اسماعيل الحبروك فى معهد الموسيقى العربية لكى تغنيها ليلى مراد واعجب عبدالحليم باللحن وكان بصدد تصوير فيلم 'الوسادة الخالية' لصلاح أبوسيف واستوقفت اذن 'عبدالحليم' تلك المسحة المليئة بالشجن فى لحن بليغ حمدى ولا يعنيه أن يغضب ليلى مراد ويستولى على الأغنية ويحتل بليغ بعد 'تخونوه' مساحة مميزة على خريطة عبدالحليم تصل الى حد الانفراد بكل أغانى عبدالحليم منذ منتصف الستينيات لاشك ان عبدالحليم فى اصراره على البقاء متربعا على عرش الاغنية كان بين الحين والآخر يتعرض لمحاولات اقصائه أو استبداله أو على أقل تقدير مشاركة العرش بدأت المحاولات مع كمال حسنى هذا المطرب الذى وقفت وراءه المنتجة مارى كوينى بعد ان رفض عبدالحليم أن يلعب بطولة فيلم لحساب شركتها لانه لم ينس لها أنها فى مطلع حياته الفنية رفضت أن يصور أغنية من فيلم 'فجر' اخراج عاطف سالم وقالت للمخرج بعد ان رشحه ان وجهه ليس 'فوتوجينيك' واكتفت فقط بالتسجيل الصوتي لهذا انتجت لكمال حسنى 'ربيع الحب' بعد عام واحد من تقديم 'لحن الوفاء' لعبدالحليم، وأكثر من ذلك لنفس مخرج لحن الوفاء ابراهيم عمارة ونفس البطلة شادية وصديق البطل عبدالسلام النابلسى ووقف الصحفى الكبير موسى صبرى مؤيدا لكمال حسنى الذى لم يستطع الصمود طويلا لانه كان مجرد تنويعة على صوت عبدالحليم وعندما اختلف حليم مع محمد الموجى اطلق الموجى أصوات 'محرم فؤاد' و'عبداللطيف التلباني' و'ماهر العطار' وصولا الى 'هانى شاكر' وبالفعل انزعج 'عبدالحليم' من صعود 'هاني' فى مطلع السبعينيات خاصة بعد نجاح أغنية 'كده برضه يا قمر' التى لحنها له 'خالد الامير' بتوصية من 'أم كلثوم وكان الرد العملى أن عبدالحليم أخذ بنصيحة كاتب كبير قال له: 'العيل يحاربه عيل' وقدم عبدالحليم حافظ للساحة الفنية 'عماد عبدالحليم' ليواجه به 'هانى شاكر ربما كانت أكثر اللحظات التى عاش فيها 'عبدالحليم حافظ' القلق تلك التى شهدت تألق محمد رشدى وشعبيته الجارفة بعد أغنيات 'وهيبة' للأبنودى و'عبدالعظيم عبدالحق' ثم 'عدوية' للأبنودى و'بليغ حمدي
كان عبدالحليم يغنى كلمات مغرقة فى الشاعرية والتجديد كتبها الاخوان 'رحباني' ولحنها 'محمد عبدالوهاب' وهى 'يا شارع الضباب مشيتك أنا مرة بالعذاب ومرة بالهنا' و'محمد رشدي' يقول فى 'ايديا المزامير وفى قلبى المسامير
المصدر:موقع مدارات
"اشمعنى" المغرب
ويقدم لي الفنان "فاروق إبراهيم" صورة نادرة من أرشيفه الذي يضم عشرات الآلاف من الصور؛ الصورة لـ"عبد الحليم" وهو يسقط على الأرض بعد خروجه من السيارة مغشياً عليه، وكان ذلك في تونس، كما يروي قصصاً كثيرة عن حب شعب المغرب لحليم، ويجيب صديق عمره "مجدي العمروسي" عن سؤال مهم "لماذا المغرب بالذات؟" فقد حفل المغرب بكثير من ذكريات حليم وسفرياته.. فيقول كانت مرحلة الخمسينات والستينات هي مرحلة التأسيس والكفاح في مسيرة عبد الحليم وكذلك شهدت بعض سنواتها شهرته وتألقه.. وراح "عبد الحليم" يجوب الأقطار العربية ويملأ سماءها بالغناء محلقاً في آفاق الشهرة والمجد، لكنه توقف ذات ليلة وهو يتأمل فيما حوله فوجد أنه لم يدع أو يغن في المغرب ولا مرة واحدة، فكان السؤال الذي ألح عليه "اشمعنى المغرب"؟.. ولماذا "فريد الأطرش" هو الذي يكتسح هذه الساحة وحده؟.. وبالفعل طلب حليم من العمروسي أن يذهب إلى هناك؛ إلى المغرب.. فكانت المفاجأة .. بل مفاجآت عديدة واجهها العمروسي وهو يسأل "إيه الحكاية"، وعلم أن جميع أفلام وأغنيات "عبد الحليم" ممنوعة من ست سنوات، وأن هذا المنع جاء من جهات عُليا، وهو ما يرمز إلى أن الملك نفسه هو سبب المنع شخصياً، وبعد محاولاته علم "مجدي العمروسي" سفير "عبد الحليم" أن وشاية خبيثة كانت وراء هذا التوجُّه "الملكي" عندما أبلغ بأن "عبد الحليم" أثناء خلاف الجزائر والمغرب غنى أغنية ناصَرَ فيها الجزائر ضد المغرب، وأن الملك صدق القصة دون أن يسمع الأغنية؛ أما الأغنية فكانت "قضبان حديد اتكسرت" والواقع أن هذه الأغنية أنشدها "عبد الحليم" بمناسبة الإفراج عن الخمسة الذين كانوا معتقلين في الجزائر، وعلى رأسهم "بن بيلا"، ونصحت شخصية مرموقة مجدي أن يكتب "عبد الحليم" خطاباً للملك "الحسن الثاني" يشرح فيه كل الملابسات، وتعهدت هذه الشخصية بتسليم الخطاب للملك بنفسه، وبالفعل كتب "عبد الحليم" رسالته للملك وشرح له حقيقة الأمر، واختتمها باستعداده للمحاكمة باعتباره مغربياً إذا ما ثبتت إدانته.
أُرسِل الخطاب للرباط، ومرت الأيام وفوجئ "عبد الحليم" بمدير الإذاعة المغربية يحضر للقاهرة لدعوته للغناء في عيد ميلاد الملك "الحسن"، فسارع "حليم" بتكليف "مرسي جميل عزيز" بكتابة أغنية للمناسبة، ويلحنها "بليغ حمدي" ليغنيها حليم في عيد ميلاد الملك فكانت :
الماء والخضرة والوجه الحسن
عرائس تختال في عيد الحسن
وانتشرت هذه الأغنية انتشاراً كبيراً في المغرب التي كانت تبثُّها من إذاعتها عشرات المرات، وتتردد في كل مكان، ومن يومها شهدت علاقة "عبد الحليم حافظ" بالمغرب، ومليكها تميزاً خاصاً، وأصبح "حليم" مسئولاً عن تنظيم حفلات القصر يدعو فيها من يشاء من فنانين