ذات يوم كان عبد الحليم حافظ جالسا فى بلكونة شقته فشاهد رجلا عجوزا جالسا امام حديقة الاسماك بالزمالك وفى حالة يرثى لها ويبكى بشدة فهبط عبد الحليم من شقته بسرعة وذهب الى ذلك الرجل وتحدث معه ثم اخرج من جيبه مظروفا واعطاه للرجل ولم يتركه الابعد ان تبسم
ويقول الشاعر محمد حمزة : كان عبد الحليم حافظ كل اول شهر يضع مبالغ مالية فى مجموعة من الخطابات ويرسلها الى الافراد الذين تعاملوا معه خلال اقامته فى الزقازيق ومنهم العجلاتى والحلاق والبقال .. وذات يوم كتبت فى المجلة التى اعمل فيها هذا الامر كسبق صحفى وعندما قرأ عبد الحليم ذلك غضب غضبا شديدا ولم يكلمنى لمدة 14 يوما وكانت اول مرة يزعل منى وبعد ذلك تصافحنا وقال : يامحمد عندما تتعامل معى اترك الجانب الصحفى فما ارسله الى هؤلاء الناس هو واجب على فانا عندما كنت اذهب اليهم كان منهم من يقدم الى الشاى والمجلات والصحف .
وفى الستينيات عندما بدأ التفكير فى انشاء جامعة الزقازيق بالشرقية تحمس عبد الحليم واقام الحفلات لصالحها ووضع بذرة الجامعة مع الدكتور فؤاد محيى الدين محافظ الشرقية انذاك ثم كثف الاتصالات حتى ترعرعت البذرة وظهرت جامعة الزقازيق .
كما قدم عبد الحليم حافظ العديد من الخدمات لمسقط رأسه ( الحلوات ) فقد كان له الفضل فى بناء الوحدة الصحية بها عام 1969 وانارة القرية حيث تبرع بشراء ماكينة انارة وكانت الحلوات اول قرية تدخلها الكهرباء فى ذلك الوقت .
و في احدي زيارات العندليب عبد الحليم حافظ الي قريته ( الحلوات ) استوقفه عند مدخل القرية احد فلاحي القرية و طلب منه شراء راديو حتي يتمكن من سماع اغنيات عبد الحليم حافظ التي تذيعها الاذاعة ، و علي الفور ذهب عبد الحليم الي الزقازيق و اشترى الراديو و اهداه للفلاح البسيط .
كما تبرع لبناء المساجد بالقرية و خارجها ففي الزقازيق تم بناء مسجد الفتح و يطلق عليه الناس .. جامع عبد الحليم .
وفي احدى رحلات العندليب عبد الحليم حافظ الي الولايات المتحدة الامريكية راي في منامه رؤية فاستيقظ من النوم و اتصل بشقيقه محمد وطلب منه شراء بعض الخراف و ذبحها وتوزيع لحومها علي اهالي قريته ( الحلوات ) وكان العندليب في كل مناسبة يقوم بشراء الملابس و الهدايا و يهديها لاهالي قريته .. وقد قال الحاج شكري .. ابن خال عبد الحليم حافظ : كان عبد الحليم ينفق علي كثير من ابناء القرية و الاسر الفقيرة دون ان يعرف احد حتي لا يجرح شعور اي انسان ، و كنت ازور عبد الحليم كل اسبوع لانني كنت اقوم بالاشراف علي عزبته التابعة لمركز الحسينية ، و لكن الورثة باعوها بعد وفاته .
وفي يوم من الايام طلب احد عمال المسرح القومي بالاسكندرية من عبد الحليم حافظ اقامة حفلة لصالحه ببورسعيد ، فقال له عبد الحليم : حاضر ، وفرح العامل وحدد تاريخ الحفلة وباع تذاكرها ، ومع مرور ايام لم يتذكر عبد الحليم هذه الحفلة ، وقبل موعدها بيوم واحد حضر العامل الي عبد الحليم يذكره بالوفاء بالوعد ، وهنا اخذ عبد الحليم مشورة صديقه مجدي العمروسي فقال له : لا بد ان تنفذ وعدك ، وبالفعل سافر عبد الحليم من الاسكندرية الي بورسعيد واحيا الحفلة للعامل ولم يتقاض منه اجرا .
وعندما علم عبد الحليم باعتزام الشاعر عبد الرحمن الابنودى تسجيل السيرة الهلالية اهداه احدث اجهزة الكاسيت حتي يتمكن من تسجيل كل ما يتوصل اليه من تاريخ السيرة الهلالية .
وعبد الحليم حافظ كان يساعد كل موهبة جديدة وكل شرقاوي فقد غني من اشعار صلاح عبد الصبور ومصطفي عبد الرحمن ومرسي جميل عزيز .
وعبد الحليم حافظ انتج للفنانة سميرة احمد فيلم الخرساء ، وحضر العرض الاول للفيلم وبعد العرض قام بتوصيلها الي منزلها وتسليمها الي والدتها .
وعندما افتتح فريد الاطرش ملهى ليلى فى بيروت ودعا عبد الحليم لزيارته قال عبد الحليم لفريد : هذا الملهى لايليق بك لان الناس بتدفع الملايين لمقابلتك وحضور حفلاتك فهل يقابلوك فى مكتبك بهذا الملهى ؟ ثم انت فنان كبير ؟
وبعد اسبوع باع فريد هذا الملهى .. والجدير بالذكر ان بيروت كانت من الاماكن المحببة لعبد الحليم وكانت تعد الترانزيت له فى سفرياته لاى بلد وكان على صداقة للعديد من الاسر بلبنان يتجاوز عددها السبعين اسرة .
وبعد عودة عبد الحليم حافظ من احدى رحلاته الاوروبية كان معه احدث جهاز استريو في العالم فذهب محمد الموجي لزيارة عبد الحليم .. فقال له حليم : سوف اسمعك يا موجي احدث الالحان الامريكية والاوروبية علي احدث جهاز استريو في العالم .. ثم بدأ تشغيله ، فقال محمد الموجي : جهاز رائع وكده الواحد تتفتح نفسه للشغل ، وعلي الفور طلب عبد الحليم حافظ من سائقه عبد الفتاح ان يعيد الجهاز الي الكرتونة ويذهب به الي بيت محمد الموجي ، فرفض الموجي ولكن حليم اصر وقال للموجي : عندما احب ان اسمع سوف احضر عندك في البيت لاستمع فهذا الجهاز سوف يفيدك اكثر في شغلك ، وذهب الجهاز الي بيت محمد الموجي .
وخلال سفرعبد الحليم حافظ الي لندن والذي توفي فيه كان طوال تواجده بالمستشفي تأتيه الورود بكثرة من محبيه واصدقائه فكان يوزعها بنفسه علي المرضي ليواسيهم
الله يحيى اصلك :
عبد الحليم حافظ لم ينقطع عن مسقط رأسه ( الحلوات ) فقد كان حريصا علي زيارتهم وزيارة اقاربه ، وحرص علي توفير كل شئ لخاله وخالته ( ام فردوس ) من اجل اداء فريضة حج بيت الله الحرام .
وذات مرة كان عبد الحليم حافظ يستقل السيارة بجوار الامير ( طلال ) فشاهد خالته ( ام فردوس ) قادمة في الطريق ، وعلي الفوز هبط عبد الحليم من السيارة واسرع نحو خالته وسلم عليها واخذها الي شقته ولم يتركها الا بعد ان ادخلها وسلمها لإخوانه ثم ذهب الي الامير ( طلال ) الذ ى قال له : من هذه ياحليم ؟
فقال حليم : هذه خالتي ام فردوس .
فقال الامير طلال : الله يحيي اصلك يا حليم
حفلة الوداع