كتابات في مدخل بيت العندليب

كتابات في مدخل بيت العندليب

يوسف القعيد – عمان - 20 سبتمبر 2014م
عندما كان المخرج الشاب محمد الشناوي. نجل الفنان كمال الشناوي يملي عليَّ عنوان بيته. وما إن قال عمارة زهراء الجزيرة. المطلة على حديقة الأسماك في الزمالك. نبهني أن رقم العمارة يقع في شارع حسن صبري. سألته عن الدور، فأكد لي أنه الدور السادس.
قلت له على الفور، هذا العنوان هو عنوان شقة عبدالحليم حافظ. قال لي بهدوء تليفوني يغيظ: فعلاً. سألته: وما علاقتك أنت بهذه الشقة؟ قال لي أنه متزوج من ابنة الحاجة علية. شقيقة حليم -هكذا كان ينطق الاسم- اكتشفت بعد ذهابي أن كل من في البيت ينطقه بهذه الطريقة. قلت له:
– انت حكاية إذن. ولا حواديت ألف ليلة وليلة.
كان الموعد في الساعة السادسة مساء. وهذا وقت متأخر بالنسبة لمن ينام مبكراً مثلى. وكان معنا السيناريست أشرف توفيق. وكاتب السيناريو ماهر عواد. وكان اللقاء لمناقشة عمل سينمائي ما زال فى رحم وطور الإعداد. حيث كان ينوى محمد الشناوى تحويل روايتي: لبن العصفور. وهي الرواية الوحيدة التي كتبتها بالعامية المصرية إلى فيلم سينمائي. ولكن المشروع تعثر. وهذه حكاية أخرى لا أريد الاستطراد فيها حتى لا أبتعد عما أكتبه عن بيت عبدالحليم حافظ.
كنت أمام العمارة. وكان اليوم يودعنا. حيث ضوء الشمس العليل. الذي يذكر الإنسان بنهايات الأشياء يفرش المكان كله. هذه هي العمارة التي سكنتها أسطورة الغناء التي رحلت عن دنيانا في 30 مارس 1977. وكان قد ولد -من باب التذكير فقط – في 21/6/1929، أعود لعمارة حليم. ولأن العباقرة وأبناء العباقرة وبنات العباقرة يتجاورون. فقد كانت عمارة حليم بالقرب من العمارة التي سكنت فيها أمينة ابنة طه حسين. مع زوجها محمد حسن الزيات. وكلاهما يسبق اسمه المرحوم الآن. وبالقرب من المكان عمارة ليبون. أشهر عمارة في مصر. التي سكن فيها إحسان عبدالقدوس. وما زالت تعيش فيها سيدة الشاشة العربية فاتن حمامة. قبل أن تنتقل إلى مرتفعات القطامية عند مدخل التجمع الخامس. وبها أيضاً مقر هيئة الإذاعة البريطانية في القاهرة. وبالقرب منا العمارة التي تعيش فيها نعمات أحمد فؤاد. وفي شقتها تلك المكتبة الغريبة المصممة على شكل معبد فرعوني. وعلى مرمى البصر من ناحية اليمين المجلس الأعلى للثقافة. ومن اليسار وزارة الثقافة. وقريباً من المكان مقر اتحاد الكتاب.
والشارع الذي تطل عليه العمارة التي عاش فيها العندليب صمم خصيصاً من أجل العشاق الذين غنى لهم عبدالحليم. الأرض نظيفة والأشجار تفرش الظلال في كل مكان. وفي هذا الوقت من النهار تطول الظلال حتى تتداخل مع بعضها. حديقة الأسماك. هايد بارك العشاق. من لم يحضر إليها في زمن شبابه وأيام مراهقته مع حبيبة القلب، لكي يبثها حبه. تحت شقة. وربما سمع وبصر من جعل الحب كالخبز والماء والهواء في حياة المصريين والعرب جميعاً. بالقرب منها نهر النيل. الذي نقول عنه نيل الزمالك. وفى الناحية الأخرى عوامات تحتل النيل. وإحدى هذه العوامات تحولت إلى المكان الذي تدور فيه أحداث رواية نجيب محفوظ: «ثرثرة فوق النيل».
والعمارة مكتوب عليها من الخارج «ملك صندوق التأمين الخاص بضباط القوات المسلحة». لا بد وأنها تعود إلى الخمسينات. عندما قام طليعة الضباط الأحرار بثورة 23 يوليو. التي غيرت الحياة ليس في مصر وحدها. ولا في الوطن العربي فقط. ولكن أخرجت للدنيا ما عرفناه بعد باسم العالم الثالث.
مطرب يوليو، مطرب الحلم القومى. يسكن في عمارة أقامها صندوق التأمين لضباط صنعوا هذه الثورة. هل هناك التقاء في الرمز والدلالة أكثر من هذا؟! لا أعرف إن كانت الصدفة وحدها هي التي صنعت اللقاء؟ أم أن هناك نوعاً من التعمد قد أخرجه إلى الوجود؟ عموماً اعتبرتها فاتحة خير.
في المدخل. وعلى يمين الداخل. مرايا مهولة وضخمة من مرايا الزمن القديم. والخشب المصنوع منه إطارها. ما زالت تفوح منه رائحة تقول أنه قطع من الأشجار بالأمس فقط. مع أنه هنا. في نفس المكان منذ أكثر من نصف قرن. والخشب الذي صنعت منه صناديق البريد الجميلة. والتي لم يعد لها وجود فى أيامنا، تبدو لمعة الخشب على البعد موحية بالنضارة والبكارة والرخام فوق الأرضية يعطيك الانطباع بالطراوة. كأن المكان قطعة من الجنة.
البواب يجلس وقد مدد قدميه على كنبة كبيرة في غرفة بواب تبدو في اتساع شقة من شقق أيامنا التي ضاقت مثل ضيق الرزق. وفي المواجهة مصعدان. أحدهما معطل. والثاني يعمل. وبين المصعدين. ثمة إعلان عن مقر السفارة الملكية الدانمركية في الدور التاسع. وموعد منح التأشيرات من الساعة العاشرة صباحاً. حتى الثانية بعد الظهر.
أدخل المصعد الذي يعمل. ومنذ أن جئت من بلدي. في منتصف الستينات من القرن الماضي إلى القاهرة. وأنا أخاف من المصاعد. وأصاب بحالة رعب منها. وفى المصعد مقعد أخضر اللون. يذكرني بأن العمارات التي بنيت في القاهرة قبل دخول المصاعد إلى مصر. كان في كل دور مثل هذا المقعد. التي كنت أسميها مقاعد الرحمة.
أصعد إلى الدور السادس. وما إن أخرج من باب المصعد. حتى أفاجأ بما لم أكن أتوقعه أو أتصوره. الطرقة المواجهة لباب المصعد والمؤدية إلى باب شقة العندليب على يدك اليسرى. تحولت حيطانها إلى غابة من الكتابات المدونة بخطوط مراهقة. أقف. أقرأ. وكلما انطفأ النور الذي ينطفئ بصورة أوتوماتيكية. أشعله من جديد.
وقفت أقرأ عناوين الكلمات وأدونها خلسة. لو كنت يوم أنساك، محمد القصبجي. آية من القرآن الكريم كان يحبها عبد الحليم في حياته «لمن الملك اليوم؟!» والآية يدونها له أحد عشاقه. اشتقت إليك. نوال عبد الله. موعود بالعذاب يا حليم. رانيا نور الدين. إلى روح حليم الطاهرة. سلاماً.. سلاماً. باقة ورد محملة بأرق الدعاء 12/11/1996. على – نجوان. حبنا حليم. كلنا نحبك. طارق بسطاروس + دميانة. حبيبي حليم. كلنا نحبك. فافا. أشتركنا واجتمعنا على حبك، هدى + أحمد. من مصطفى حبيب إلى عبد الحليم. أنت الماضي والحاضر والمستقبل. لا قبلك ولا بعدك.
هذه مجرد عينة من الكتابات. وكلها مدونة فى فترة زمنية تقع بين عامى 1992 – 1996. بعد دخولي الشقة قال لي محمد الشناوي. أن الحاجة علية. يقصد علية شبانة شقيقة عبد الحليم حافظ. كانت قد تعودت أن تحتفل بذكراه في المقبرة الموجودة في مقابر البساتين. ولكن في السنوات الخمس الماضية. وبالتحديد منذ سنة 1992. وهي تقيم الذكرى في الشقة. وهكذا يحضر عشاقه ومحبوه إلى هنا.

الله الله على الموضوع الرائع أخى علاء

أستمتعت بقراءته عن بيت العندليت والكتابات المحبه

له على الجدران عبد الحليم كان معشوق الفتيات والفتيان

فى هذا الوقت وكان وفاته صدمة كبيرة لهم عبروا عنها

بهذه الكتابات الصادقة

رحم الله العندليب وجميع أمواتنا

أشكرك أخى على هذا الموضوع

موضوع جميل اخى علاء الف شكر لك
اطيب تحياتى وشكرا لتواصلك

فاتن فؤاد كتب:: الله الله على الموضوع الرائع أخى علاء

أستمتعت بقراءته عن بيت العندليب والكتابات المحبه

له على الجدران عبد الحليم كان معشوق الفتيات والفتيان

فى هذا الوقت وكان وفاته صدمة كبيرة لهم عبروا عنها

بهذه الكتابات الصادقة

رحم الله العندليب وجميع أمواتنا

أشكرك أخى على هذا الموضوع

اللهم ارحمه وارحم جميع موتانا

وشكرااااااا جداااا يا فاتن

أسعدني جدااا ردك الجميييييل

مع احلى تحيااااااااتي

أشرف كتب:: موضوع جميل اخى علاء الف شكر لك
اطيب تحياتى وشكرا لتواصلك

وحضورك كمان لموضوعي جمييييل يا أشرف

تسلم يارب اخي الغالي

مع احلى تحيااااااااتي

و الله يا علاء معرفش ليه إتأثرت بالموضوع جامد

و حسيت إن القيمة الحلوة و الزمن الجميل أصبح بعيدا

ذكريات جميلة فى عقولنا

ايام كان لها ذكرى المعجبون و المعجبات

يذهبوا عند الشقة ليكتبوا كلمات حب و عشق

سبحان الله على العندليب

ربنا حبب فيه خلقه

بدليل أنه مازال متربع على عرش الفن الجميل إلى الأن

شكرا حبيب الكل على الموضوع رائع

جنة النعيم كتب:: و الله يا علاء معرفش ليه إتأثرت بالموضوع جامد
و حسيت إن القيمة الحلوة و الزمن الجميل أصبح بعيدا
ذكريات جميلة فى عقولنا
ايام كان لها ذكرى المعجبون و المعجبات
يذهبوا عند الشقة ليكتبوا كلمات حب و عشق

سبحان الله على العندليب
ربنا حبب فيه خلقه
بدليل أنه مازال متربع على عرش الفن الجميل إلى الأن

شكرا حبيب الكل على الموضوع رائع

والله يا جنة فعلا مع العندليب في كل حاجة خاصة به لا اجد الا

سبحان الله .. رحمه الله حالة متفردة عبر كل الازمان

شكراااااا جدااااا جنتنا الجميييييييييييييلة على تعليقك الراااااااااائع

وأحلى تحيااااااااتي

عبدالمعطي كتب:: 6

17

شكراااا استاذنا الجميييييل عبد المعطي

لك كل تحية وتقدير دائمااااااااا

» .فى ذكرى وفاة العندليب..كتابات محبى "عبد الحليم"
» كتابات شعرية وعاطفية مع...عاشق العندليب لطفي النفاتي
» عاشق العندليب لطفي النفاتي يقول كلام جميل في ذكرى العندليب
» قناة عاشق العندليب على اليوتيب...كلها مخصصة بأغاني العندليب
» قلب «العندليب»!