من التحصينات النبوية كما يقول الدكتور مختار مرزوق عبدالرحيم عميد كلية أصول الدين بجامعة أسيوط، فائدة (لا إله إلا الله محمد رسول الله) عند الموت أن من ختم حياته بها دخل الجنة: أخرج أبوداود وغيره أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال (من كان آخر كلامه لا إله الله دخل الجنة).وقد أخذ العلماء من هذا الحديث استحباب تلقين من حضره الموت النطق بالشهادتين ودل على ذلك أيضا قوله صلى الله عليه وسلم (لقنوا موتاكم لا إله الله)، وذلك حتى يكون آخر كلام العبد (لا إله إلا الله) حتى ينال البشرى المذكورة فى الحديث السابق بدخول الجنة.
ويضيف أنه كره أهل العلم الإكثار على المحتضر لئلا يضجر بضيق حاله وشدة كربه فيكره ذلك بقلبه ويتكلم بما لا يليق، وقالوا: وإذا قال مرة لا يكرر عليه إلا أن يتكلم بعد نطقه بالشهادتين بكلام آخر فيعاد التذكير لينطق بالشهادتين ليكون هذا هو آخر كلامه. ويستفاد مما سبق: الحضور عند المحتضر لتذكيره وتأنيسه وإغماض عينيه إذا مات والقيام بحقوقه.
وعن تأثير لا إله إلا الله عند الموت يقول الدكتور مختار مرزوق عبدالرحيم، قال العلامة ابن القيم: لشهادة أن لا إله إ الله عند الموت تأثير عظيم فى تكفير السيئات وإحباطها، لأنها شهادة عبد موقن بها عارف بمضمونها ، قد فاتت منه الشهوات ولانت نفسه المتمردة، وانقادت بعد إبائها واستعصائها، وأقبلت بعد إعراضها وذلت بعد عزها، وخرج منها حرصها على الدنيا وفضولها، واستخذت بين يدى ربها فاطرها ومولاها الحق أذل ما كانت وأرجى ما كانت لعفوه ومغفرته ورحمته ، وتجرد منها التوحيد بانقطاع أسباب الشرك وتحقق بطلانه فزالت عنها تلك المنازعات التى كانت مشغولة بها .
واجتمع همها على من أيقنت بالقدوم عليه والمصير إليه ، فوجه العبد وجهه بكليته إليه وأقبل بقلبه وروحه وهمه عليه ، فاستسلم وحده ظاهرا وباطنا واستوى سره وعلانيته فقال (لا إله إلا الله) مخلصا من قلبه، وهنا يكون قلبه قد تخلص من التعلق بغير الله عز وجل والالتفات إلى ما سواه، وقد خرجت الدنيا من قلبه وشارف القدوم على ربه ، وخمدت نيران شهواته وامتلأ من الآخرة فصارت نصب عينيه، وصارت الدنيا وراء ظهره .
ومن ثم كانت تلك الشهادة الخالصة خاتمة عمله فطهرته من ذنوبه وأدخلته على ربه، وحينئذ يلقى ربه بشهادة صادقة خالصة وافق ظاهرها باطنها وسرها علانيتها .