حكايـــــــــــات أم كلثـــــــــوم

حكايـــــــــــات أم كلثـــــــــوم

برع الكاتب الكبير محفوظ عبدالرحمن فى رسم ملامح شخصية كوكب الشرق

السيدة أم كلثوم خلال المسلسل الذى كتبه عنها ولأن كتابة مثل هذا العمل الدرامى الكبير

تحتاج إلى دراسة متعمقة لتاريخ هذه الشخصية وتفاصيل حياتها، فقد اكتشف الكاتب فى

أثناء رحلة بحثه العديد من الأسرار والحكايات التى ربما لم تكن معروفة عن أم كلثوم.

والتى لم يتسع وقت المسلسل لعرضها. فماذا عن هذه الأسرار؟.

فى البداية يقول الكاتب محفوظ عبدالرحمن: أم كلثوم من أهم شخصيات القرن العشرين فهى

رمز للطرب فى الوطن العربى بل والعالم ورائدة من رواد الطرب الأصيل، ومازالت أغانيها

مسموعة حتى الآن ويختارها الشباب كأفضل مطربة، فبالتالى يهمهم معرفة تفاصيل حياتها

وقصة كفاحها التى أوصلتها إلى القمة. أما بالنسبة لى فلقد كانت تمثل ذكريات أسرية جميلة

عندما كنا نجتمع فى الخميس الأول من كل شهر للاستماع إلى حفلها الشهير.

ولقد كانت أغانيها تمثل لى ولشباب جيلى رمزا للحب الصادق. والإحساس الدافئ المتدفق،

ولهذا فكرت فى كتابة هذه القصة التى تحكى تفاصيل حياتها ومشوارها مع الفن الجميل ولا أخفى

أننى كنت شديد الخوف والتردد خاصة أن القصة تعرض فى التليفزيون فى شهر رمضان إلى

جانب عدد من المسلسلات الأخرى، ومن ثم كنت أخشى المقارنة بين هذا العمل وباقى الأعمال

الأخرى، لكن الذى شجعنى على الكتابة هو أن حياة أم كلثوم مليئة بالأحداث والمواقف التى

توفر عنصر التشويق لمثل هذا العمل الدرامى الذى يحكى قصة حياتها.

ولقد قمت بجمع كل ما كتب عنها سواء أكان جيدا أم سيئا، وعرفت أدق تفاصيل حياتها وسلوكها

الشخصى قبل أن أبدا فى الكتابة، وبعد ذلك استخدمت المنهج التاريخى وكل أدوات المؤرخ من

تمحيص ومقارنة وكذلك المنهج الدرامى العلمى الواقعى عند الكتابة، ولأننى كنت أكتب عن

أم كلثوم بتاريخها الكبير فلم يكن من الممكن أن أكتب عنها بمعزل عما يدور حولها

من أحداث سياسية واجتماعية، فلقد مثلت عصورا عديدة، وعاشت فترة طويلة من أيام

الملكين فؤاد وفاروق إلى عهد السادات ودخلت خلال هذه الفترة الطويلة فى علاقات عديدة

مع السلطة والمثقفين ورواد الحركة الفنية والثقافية وعاشت معهم وتأثرت بهم. فجمع كل

هذه الشخصيات والأحداث فى عمل درامى يحتاج إلى مئات الحلقات وهذا مستحيل ولذلك

بدأت من الأسرة الريفية البسيطة التى استشعرت حلاوة صوت الابنة فحافظت عليها فتعتبر

بذلك البذرة الأولى لنشأة كوكب الشرق، ثم تحدثت عني الشخصيات الرئيسية فى حياتها

بدءا بالشيخ أبوالعلا محمد الذى أحضرها من قريتها بالدقهلية إلى القاهرة فكان ذلك نقطة

الانطلاق الحقيقية لها، ثم أحمد رامى الذى تعرفت عليه منذ قدومها إلى القاهرة عام 23

إلى أن توفيت فى عام 75 ونشأت بينهما صداقة استمرت أكثر من خمسين سنة، قام خلالها

بكتابة أغانيها وكان مستشارها وصديقها. وأحبها حبا من طرف واحد وكانت ملهمته.

فهذه شخصية لا يمكن تجاهلها وأيضا محمد القصبجى الذى قام بتكوين فرقتها الموسيقية كما

لحن لها مجموعة من أغانيها وكان عازف العود فى هذه الفرقة، كذلك السنباطى لأنه أكثر

من لحن لها، وبليغ حمدى وكثير ممن كانت لهم أدوار رئيسية لا يمكن إغفالها فانتقيت من

كل هذه الشخصيات من يخدم الهدف الأساسى وهو أم كلثوم.

ولقد حاولت عرض شخصية أم كلثوم وعرض كل مزاياها وعيوبها، وعرضت ذلك بمنتهى

الصدق وقد قادنى البحث فى هذه الشخصية وتاريخها إلى الوصول إلى عدة حقائق وأسرار،

منها أنها كانت تحب الغناء والتفوق فيه إلى حد المرض النفسى.

فالهاجس والرغبة فى حياتها هى أن تغنى وتظل متفوقة منذ كانت طفلة الى أن تنافست

مع مطربات العصر حتى أصبحت المطربة الأولى فى الثلاثينيات الى أن وصلت

إلى قمة الغناء العربى.

فمن بعض المواقف العجيبة وهى فى غيبوبة ما قبل الموت أنها أفاقت للحظة، وطلبت

أن يحضر إليها عبدالوهاب محمد ورياض السنباطى لاستكمال أغنية لم تكن قد أكملتها!.

حتى العلاقات العاطفية والاجتماعية لم تعرف طريقها الى ام كلثوم بسبب تركيزها الشديد

فى فنها ولقد حاولت أن اخترق الستار الحديدى المفروض على حياتها واكتشفت أنها هى

التى صنعته واكتشفت ما هو أروع. فلقد كانت بسيطة ولا يوجد فى حياتها أى قدر من التعقيد،

ولكن كل ما يؤرقها وسواس سيطر عليها ليل نهار وهو الغناء وكيف تصل إلى القمة وكان

المتوقع منها عمل أى شىء فى سبيل الوصول إلى ذلك، ومثال على ذلك عندما لحن لها

فريد غص وهو موسيقار عظيم فى ذلك الوقت أغنية ولم تنجح، أغلقت أبواب الفن فى وجهه

ولم تتعاملي معه مرة أخرى، وهذا يعتبر عقابا قاسيا جدا فى ذلك الوقت لأن أم كلثوم هى الطرب فى.

هذه الفترة، وهذا يدل على أن أم كلثوم كانت قوية جدا. بل أقول إنها لم تكن ملاكا.

وقد رصدت هذا فى المسلسل وحاولت إظهار بعض المواقف التى تبدو فيها متسلطة

وتحارب لتصل إلى ما تريد. لكنها لو لم تكن قد فعلت ذلك لما أصبحت أم كلثوم فى النهاية.

- من خلال دراستك لهذه الشخصية قبل الكتابة عنها ماذا عن علاقات أم كلثوم

لمطربى جيلها أمثال أسمهان وعبدالوهاب وغيرهما؟.

أسمهان لم تكن منافسة حقيقية لأم كلثوم، فلقد كانت لها اهتمامات أخرى بخلاف الغناء

وهى اهتمامات سياسية بعيدة الفن، وليس صحيحا أم كلثوم بعظمتها ونبوغها الفنى كانت

تخشى منافسة أسمهان لها. لكن المنافسة الحقيقية والرئيسية فى حياة أم كلثوم كانت مع

محمد عبدالوهاب ومنيرة المهدية كانت شخصية عابرة وهى التى بالغت فى إظهار وجود

منافسة بينها وبين أم كلثوم. لكن عبدالوهاب كان منافسها اللدود ووصلت المنافسة بينهما

الى حد الغيرة. فإذا قام عبدالوهاب ببطولة فيلم قامت هى بآخر، وإذا قدم أغنية قدمت

أغنية، بل وتنافسا على رئاسة (نقابة الموسيقيين) ووصلت الغيرة بينهما إلى أقصى الحدود.

وقد استمرت هذه المنافسة بينهما حتى بعد أن تعاونا فى تقديم أغنية "انت عمرى"

التى لحنها عبدالوهاب ولهذا اللقاء قصة طريفة، فلقد كانا يشاركان فى حفل يحضره

الزعيم الراحل جمال عبدالناصر الذى طلب منهما العمل معا. ثم سألهما فيما بعد عما فعلاه

فرد عبدالوهاب أنه سوف يلحن أغنية لأم كلثوم فورا. وقال لها إن الرئيس لن ينسى

ما أمرنا به. فكانت أغنية "انت عمرى". لكن المنافسة بينهما بعد ذلك اشتعلت أكثر،

فكان كل منهما يريد التميز عن الآخر. وكانت هذه المنافسة لمصلحة الجمهور بالطبع.

وعن زيجات أم كلثوم يقول الكاتب محفوظ عبدالرحمن. شائعات زواج أم كلثوم كثيرة فلقد قيل:

إنها تزوجت من بلدتها قبل مجيئها إلى القاهرة، وقيل إنها تزوجت من أحمد رامى. وقيل إنها

تزوجت من أحد الأشخاص على الورق لأنها كانت تريد السفر إلى فلسطين ولا يجوز السفر

دون زواج وطلقها بعد ذلك مباشرة وقيلى: إنها خطبت لمحمود شريف وأن شريف صبرى

خال الملكة نازلى والدة الملك فاروق كان يريد الزواج منها، لكن الثابت بالأوراق الرسمية

أنها لم تتزوج من أحد سوى من الدكتور حسن الحفناوى فقط!.

بصراحة احلى مسلسل عن سيرة فنان ذاتية
من كل النواحى
كتابة و سيناريو و إخراج و أخيرا تمثيل كل فنان فى المسلسل أبدع بإتقان شديد
ليس فيه أى عيوب مثل المسلسلات الأخرى
كامل من جميع الجوانب
شكرا على موضوعك القيم
وشكرا ثانية لمعرفتنا أسرار جديدة علينا

تحياتى إشراقتنا تونتنا المبدعة