مع التمثيل
أثبت عبدالحليم أنه ممثل قدير، وقدم نحو 16 فيلما أولهم “لحن الوفاء”، وآخرهم “أبي فوق الشجرة” عام 1969، وشاركه التمثيل كبار الفنانات في ذلك الوقت، وكان ممثلا متميزاً جداً حيث أقنع الناس أنه ممثل حقيقي جدير بالتقدير، كما كان صادقاً بشكل كبير جداً وهو يغني أغانيه بكل أشكالها العاطفية، الوطنية، الدينية، الوصفية، وكان دائماً الصدق في تعبيره الفني هو سر نجاحه سواء في التمثيل أو الغناء، فكما يقال “كان بيغني ويمثل من قبله”.
اتجاهه الجديد في الغناء
نفع عبدالحليم ذكاءه الحاد لأنه كان يخطط لنفسه أن يكون له أسلوب متميز على الرغم من أنه خرج وسط عمالقة الغناء، إلا أنه سحب منهم الجمهور بعد أن غنى “صافيني مرة” و”على قد الشوق”؛ حيث ألتف حوله الشباب وعشقوا أغانيه، إلا أنه تم مهاجمته في ذلك الوقت، وعندما أدى اختبار الإذاعة كانوا لا يريدوا نجاحه باعتبار أنه يغني غربي، لكنه قدم تجربة ناجحة ولوناً جديداً في الغناء لم يخرج كثيرا عن الموسيقى العربية، وذلك في أسلوب غناءه نفسه، فمن لحن له أفضل أغانيه هم الموجي والطويل، والموجي كان يتعلم في قصائد عبدالوهاب وأم كلثوم ومتمرس في الموسيقى العربية. كما كانت موهبة عبدالحليم عالية جداً من الناحية الموسيقية، لكنه كان مريضاً من الناحية الصحية قبل وفاته بفترة طويلة، وكان ذلك يعوقه عن الانطلاق، لكنه عوض ذلك في التفكير باختيار كلمات جيدة، وارتباطه بالجانب الوطني حيث أن أغانية الوطنية غطت على أغلب أعماله، وهذا على الرغم من تعلق الجمهور بأغانيه الرومانسية.
مرحلة التدريس
بعد تخرجه من المعهد العالي للموسيقى المسرحية، عمل بالتدريس في وزارة التعليم، وكان يسافر إلى طنطا كل يوم لأنه يعمل مدرس في الصباح وعازف في الليل، فصحته أرهقت جداً؛ لذلك ساعده كمال الطويل في العمل بأوركسترا الإذاعة لأنه كان مساعد لمدير الموسيقى في الإذاعة وقتها، وتوسط له أحد الأشخاص كي يقوم وزير التربية والتعليم أحمد نجيب هاشم برفده من الوزارة لأنه كان ممنوع رفد من يعمل بالتدريس وقتها، وعندما قابل هاشم بعد ذلك عبدالحليم في إحدى الفيلات بروما مازحه وصرّح له “شوفت بأة أما رفدتك نفعتك أزاي”. وساعده التحاق عبدالحليم بالأوركسترا على تحسن حالته المادية والصحية والتفكير في اقتحام عالم الغناء.