علاء الدين أحمد المدير العام
الأوسمة : العمر : 58 تاريخ التسجيل : 04/10/2013 العمل/الترفيه : محامى عدد المساهمات : 8652 الموقع : حبيب الملايين المزاج : هادى مع العندليب
| موضوع: عبدالحليم حافظ وخلفاؤه.. غناء الموتى وغناء الأحياء السبت 04 أبريل 2015, 12:00 am | |
| عبدالحليم حافظ وخلفاؤه.. غناء الموتى وغناء الأحياء [rtl]الجمعة 3 أبريل 2015 / 11:08[/rtl]
لا يزال "عبدالحليم حافظ" بعد ما يقرب من أربعين عاماً على رحيله في 30 مارس 1977 - حياً، ليس فقط في ذاكرة من عاصروا زمنه المتخم بالأفراح والأحزان والمجد والأخطاء، لكن - كذلك - في ذاكرة الأجيال التي ولدت بعد رحيله، وعاشت في أزمنة متخمة بالفجاجة والخيبة.
وعلى عكس كثيرين ممن رحلوا قبله أو بعده من نجوم الفن والأدب والسياسة لا تزال وسائل الإعلام المختلفة تجد في كل عام يمر على رحيله ملايين من المستمعين والمشاهدين يغرونها بإعادة عرض أفلامه السينمائية القليلة وبث أغانيه المصورة بالأبيض والأسود ولا تزال تجد جديداً تقوله عنه وقلوبا تفتقده وتحن إلى زمنه بكل أفراحه وأحزانه ومجده وخيباته، استثناء من قول الشاعر القديم: وما سمى الإنسان إلا لنسيه.. ولا القلب إلا لأنه يتقلب.
وحتى الآن لا تزال أغنيات "عبدالحليم حافظ" المسجلة على أقراص مدمجة، لم تكن معروفة في حياته، تجد من يقتنيها ويعيد سماعها ولا يزال ما يوزع منها عند المستوى نفسه، على الرغم من أنها أصبحت متاحة بلا ثمن، على الشبكة العنكبوتية ومن أن آلافاً غيرها من الأغنيات التي غناها خلفاؤه، وزعت فور طرحها في الأسواق مئات الأضعاف مما وزعته بعض أغنياته مع فارق بسيط، هو أنها لمعت بسرعة البرق واختفت بالسرعة نفسها، فلم يعد أحد يذكرها أو يرددها أو يفكر في استرجاعها وماتت وهم أحياء، بينما لا يزال هو - أو بتعبير أدق أغنياته - حياً، على الرغم من تقادم الزمن وتباعد العهد.. و"إن كنت ناسي أفكرك" بطابور طويل من المطربين الأكثر مبيعاً في زمن ما بعد "عبدالحليم حافظ"، ليس ابتداء بـ"أحمد عدوية" و"كتكوت الأمير" و"شعبان عبدالرحيم" وليس انتهاء بـ"أبو الليف" و"أوكا وأورتيجا" وما تنسل!
وربما لم يكن أحد يتوقع - بما في ذلك "عبدالحليم حافظ" نفسه - أن يتلألأ نجمه في سماء الأغنية العربية بهذه السرعة خلال عامين أو ثلاثة، استقبله الجمهور في بدايتها أسوأ استقبال حين غنى لأول مرة في إحدى الحفلات التي نظمتها محطة الإذاعة اللاسلكية للحكومة المصرية في صيف عام 1953 بمناسبة الاحتفال بإعلان الجمهورية وبالعيد الأول لثورة 23 يوليو 1952، إذ لم يكد يغنى مطلع أغنيته الشهيرة "صافيني مرة.. وجافيني مرة.. وماتنسانيش كده بالمرة" حتى تعالت صفافير الجماهير تطالبه بالنزول عن خشبة المسرح، إذ لم تعجبهم كلماتها ولم يجذبهم صوت المطرب الجديد واللحن الذى يغنيه ولم يعجبهم شكله بقامته القصيرة وقوامه النحيل ووجهه الشاحب.. مع أن مطلع الأغنية لم يكن بعيداً عن دور لحنه وغناه "سيد درويش" هو "زورونى كل سنة مرة.. حرام تنسوني بالمرة".
فما الذى حدث وجعل أغنيته التالية "على قد الشوق اللي في عيوني يا جميل سلم" تخطف أسماع الناس وتنبههم إلى التجديد الذى تحمله الكلمات والألحان الت" يغنيها وتكشف لهم عما تحمله أوتار صوته من جمال يختلف عن كل الذين سبقوه والذين يعاصرونه وتضفى على شكله جاذبية تؤهله لكى يتولى بطولة أول فيلم سينمائي له، مما دفع موسيقاراً بحجم ومكانة "محمد عبدالوهاب" إلى توقيع عقد احتكار معه لبطولة ثلاثة أفلام بأجر زهيد، لم يتمسك بتنفيذه، لكى يترك لغيره المخاطرة بتقديمه للناس فما كاد يضع قدمه على بداية سلم النجاح حتى وضع كل ثقله خلفه منتجاً وملحناً.
ما حدث هو أن الناس قد تنبهت إلى أن "عبدالحليم حافظ" يقدم لها غناء مختلفاً عما تعودت أن تسمعه في كلماته وألحانه وبصوت متفرد يختلف عما ألفوه من أصوات على جمالها وتنوعها، وأنه على نحو ما يعبر عن الجديد الذى جاءت به ثورة 1952 والذى كان لا يزال يتخلق يوماً بعد آخر، من الإصلاح الزراعي إلى كورنيش النيل ومن قطار الرحمة وأسبوع التسليح إلى صفقة الأسلحة التشيكية ورفض الأحلاف.
كانت مصر أيامها - كما قال عبدالرحمن الأبنودي فيما بعد - على الترعة بتغسل شعرها وكأن من الطبيعي أن تغسل أيضاً صوتها وأن تستمع إلى غناء مختلف في كلماته وألحانه وأصواته.
وكما حدث في أعقاب ثورة 1919 حين انتفضت مصر لكى تحقق استقلالها وتقيم نظاماً سياسياً ديمقراطياً عصرياً، فتعددت محاولات التجديد في كل مجال دون تخطيط مسبق من أحد لتشمل كل نواحي الحياة من تأسيس بنك مصر وفرض الضريبة الجمركية على الواردات حماية للصناعة الوطنية وتأسيس بنك التسليف الزراعي إلى تحويل الجامعة الأهلية إلى جامعة حكومية وتحويل المدارس والمعاهد العليا إلى كليات للطب والتجارة والزراعة تابعة لها ومن تأسيس مجمع اللغة العربية وتجديد النقد الأدبي وتجديد الشعر وظهور مدرسة أبوللو إلى اشراق يشرق فجر القصة المصرية القصيرة والرواية على أيدى شحاتة وعيسى عبيد ومحمود تيمور ومحمود كامل ويحيى حقّي.. ثم يأتي من بعدهم نجيب محفوظ وعادل كامل ويتأسس معهد التمثيل والفرقة القومية للفنون المسرحية وفرقة رمسيس.
وكان ذلك ما حدث أيضاً في الغناء، لمع اسم سيد درويش وعبدالوهاب وأم كلثوم ومحمد القصبجي وزكريا أحمد وأحمد رامي وبيرم التونسي في الغناء والتلحين والتأليف وبدأ استلهام التراث الشعبي في كلمات الأغاني وتلحينها وتخلصت الأغنية من البشارف التركية التي كانت تسيطر على أغنيات الجيل السابق.
وكان ذلك ما حدث أيضا في أعقاب ثورة 1952 التي كان عبدالحليم حافظ أحد تجليات التجديد الذى جاءت به وشمل كل مناحي الحياة بما في ذلك الغناء ولم يكن ظاهرة منبتة الصلة بما سبقها من تجديد أو مجرد تقليعة فنية عابرة تستهدف الربح التجاري السريع، كما أن هذا التجديد لم يكن قاصراً على صوته المميز فقط، لكنه شمل تجديداً لأدب الأغنية ارتقى بصورها وأخيلتها وعبر عن علاقات اجتماعية مختلفة، نهض به جيل جديد من الشعراء والملحنين كتبوا ولحنوا له ولغيره، كان من بينهم مرسى جميل عزيز وصلاح جاهين وعبدالرحمن الأبنودي وسيد حجاب ومحمد الموجي وكمال الطويل ومنير مراد وحلمي بكر.. وهو تجديد لم يقطع صلته بالماضي، لكنه جمع بين ما نسميه الآن "الأصالة والمعاصرة" واحتفظ للموسيقى الشرقية بطبيعتها المميزة وأضاف إليها إيقاعات العصر.. وهمومه!
وربما لهذا السبب عاش عبدالحليم حافظ، على الرغم من رحيله قبل أربعة عقود ومات آخرون على الرغم من أنهم لا يزالون أحياء يصدعون رؤوسنا بما يغنون.. ويغنون علينا وليس لنا. | |
|
zizighazy نائب المدير
الأوسمة : تاريخ التسجيل : 12/10/2013 عدد المساهمات : 9532 الموقع : حبيب الملاببن المزاج : رائع مع حبيب الملايين
| موضوع: رد: عبدالحليم حافظ وخلفاؤه.. غناء الموتى وغناء الأحياء السبت 04 أبريل 2015, 8:11 am | |
| الموضوع كله قيم وجميل جدا كلام حقيقى من القلب أكثر جملة عجبتنى الأخيرة - اقتباس :
وربما لهذا السبب عاش عبدالحليم حافظ، على الرغم من رحيله قبل أربعة عقود ومات آخرون على الرغم من أنهم لا يزالون أحياء يصدعون رؤوسنا بما يغنون.. ويغنون علينا وليس لنا. شكرا حبيب الكل على مجهودك برفع مواضيع جديدة عن حبيب الملايين العندليب الأسمر شكرا علاء مديرنا النشيط | |
|
فاتن فؤاد اشراقة حبيب الملايين
الأوسمة : تاريخ التسجيل : 02/08/2014 عدد المساهمات : 2680
| موضوع: رد: عبدالحليم حافظ وخلفاؤه.. غناء الموتى وغناء الأحياء السبت 04 أبريل 2015, 11:29 am | |
| أشكرك أخى علاء على موضوعك القيم الجميل
شكرا لاجمل مدير على مجهوده الكبير والمتميز
لك كل الشكر والتقدير
| |
|
علاء الدين أحمد المدير العام
الأوسمة : العمر : 58 تاريخ التسجيل : 04/10/2013 العمل/الترفيه : محامى عدد المساهمات : 8652 الموقع : حبيب الملايين المزاج : هادى مع العندليب
| موضوع: رد: عبدالحليم حافظ وخلفاؤه.. غناء الموتى وغناء الأحياء الأحد 05 أبريل 2015, 3:25 pm | |
| - جنة النعيم كتب:
الموضوع كله قيم وجميل جدا كلام حقيقى من القلب أكثر جملة عجبتنى الأخيرة - اقتباس :
وربما لهذا السبب عاش عبدالحليم حافظ، على الرغم من رحيله قبل أربعة عقود ومات آخرون على الرغم من أنهم لا يزالون أحياء يصدعون رؤوسنا بما يغنون.. ويغنون علينا وليس لنا. شكرا حبيب الكل على مجهودك برفع مواضيع جديدة عن حبيب الملايين العندليب الأسمر شكرا علاء مديرنا النشيط قعلا يا جنة صلاح عيسى كتب مقال جميل ودايما يتكلم حلو عن حليم شكرااااااااا جنتنا الجميييييييلة وأحلى تحيااااااااااتي | |
|