إلى «أمّ» حليم المنسيّة.. أمنح لقب الأمّ المثاليّة!

إلى «أمّ» حليم المنسيّة.. أمنح لقب الأمّ المثاليّة! – منى حلمي

في ذكرى عبد الحليم حافظ.. نشرت جريدة «الأهرام».. في عددها 46862 ليوم 27 مارس 2015.. المقال الجميل رفقته.. فألف شكر للأستاذة منى حلمي.. صاحبة المقال.. ومعذرة إن كان مرفوعاً من قبل.. وقراءة ممتعة!.. (منقول بتصرّف)

إلى «أمّ» حليم المنسيّة.. أمنح لقب الأمّ المثاليّة! Efb59a19e31bab1

سهل جدّاً، الكتابة عن الأموات.. سهل جدّاً، الكتابة عن الأحياء..
الصعوبة هي الكتابة، عن أموات لا يذهبون مع توقّف القلب. لا تحجبهم رقدة التراب. لا تسجنهم قبضة الكفن.
صعب جدّاً، الكتابة، عن أموات لا يموتون. فكيف يمكن أن تجتمع، لغة «الموت»، مع لغة «الحياة»، بأبجديّة واحدة؟؟
من الصعب جدّاً، الكتابة عن أموات، أكثر حياة من ملايين يتنفّسون، ويأكلون، ويتكاثرون، ويستهلكون الحياة، كأنّها قطعة من اللحم، أو الصابون.
ماذا أكتب عن «العندليب»، في الذكرى الخامسة والثمانين، للميلاد؟
ماذا أكتب، عن «حليم» ، الّذي لم يكن أبداً «حليما» بنا. فقد قَلب مشاعرنا، وغَيّر نفوسنا، وبدّل أمزجتنا. وتركناه بكلّ طيب خاطر، يعيد تعريف الغناء، والحبّ، والثورة والوطن.
وأتساءل عن تلك المرأة، الّتي حملت «العندليب»، في أحشائها. هل شعرت بأنّ «الجنين»، الّذي يتحرّك بداخلها، سوف يحرّك يوماً، قلوب، وعقول، الملايين؟ هل شعرت بقلب الأمّ، الّذي لا يخطئ، أنّها تحمل في بطنها، وجدان شعب، كان متعطّشاً للغناء، والتمرّد، والعشق؟
منْ تلك المرأة، المجهول، في التاريخ، المنسيّة من الذاكرة، الّتي تحمّلت آلام الولادة، لكي تمنحنا، «العندليب»، ثمّ رحلت؟؟ وكأنّها أدركت بإحساس الأمّ، أنّ حياتها، وحياة طفلها، لا يجتمعان.
وقد اختارت مثل جميع الأمّهات، أن تذهب هي، ويبقى الابن. مثل جميع الأمّهات، ارتضت أن يطويها النسيان، حتّى يجد ابنها، مكانه تحت الشمس.
أتذكّر «أمّ» العندليب، بكلّ شكر، وامتنان. أضع على رأسها، تاج «الأمّ المثاليّة»، ونحن نحتفل، بعيد الأمّ. رغم أنّني، لا أعرف اسمها، أو لون عينيها، أو شيئاً من طباعها.
أحببت العندليب، لأنّه حين يغنّي، يجعلني أكتشف الغناء بداخلي. يغنّي العندليب، فأعثر على الأنشودة المفقودة، في صخب الكذب، والقبح، وعدم العدالة. يجعلني أرغب أكثر، في تغيير العالم، حتّى يصبح، جديراً، بصوته الساحر.
كان يغنّي، مثلما يتنفّس، ويتكلّم، ويغضب، ويتألّم، ويحزن، ويفرح. يغنّي، فلا نعرف، أين ينتهي الغناء، وأين يبدأ هو. لم يكن يغنّي، بصوته. وإنّما بدمه، وأعصابه، وبكلّ ما تبقّى، من الكبد المنهك. الغناء، عند «حليم»، ليس مجرّد استجابة، للموهبة المولودة معه. وليس وسيلة للشهرة، وكسب المال. غناؤه، كان «موقفاً»، من الحياة. و«رأياً»، في الوجود. وكان سلاحه الوحيد، لقهر المرض.
هو الّذي ينهش المرض، في جسده النحيل، ويعرف مصيره المحتوم، كان أكثر إشراقاً، وحبّاً للحياة، من الملايين الأصحّاء. وكان يؤمن، بأنّ الحياة جميلة، وتستحقّ أن تُعاش، رغم كلّ آلامها، وأحزانها. كان المرض، سبباً أقوى، للمزيد من الاستمتاع بالحياة.
في حفلات شمّ الربيع، كان «فريد»، و«حليم»، يتنافسان، أيّهما يجذب الجمهور حوله.
لكن «حليم»، رغم موهبته المرموقة، وشعبيّته الضخمة، لم يضع نفسه، أبداً، في مقارنة، مع «فريد». كان يُكذّب الشائعات المغرضة، الّتي تقول، إنّ هناك، عداوة، أو خصومة، بينه، وبين «فريد». ومن أجمل الأشياء، الّتي قالها، وأنهت الشائعات، «أنا مغنّ ومطرب فقط.. لكنّ فريد، مغنّ ومطرب وملحّن ومؤلّف موسيقى، والمقارنة غير واردة».
مرّة، سُئل «عبد الوهاب»، عن أمنيّته. فقال «أتمنّى أن أظلّ هاوياً للفنّ». أحد أسرار العندليب، أنّه ظلّ، وهو في أوج شهرته، «هاوياً»، للفنّ. كما تمنّى عبد الوهاب.
والفارق بين، الهواية، والاحتراف، كبير. الهواية، هي دفقات العشق، وعنفوان الفرح، وحبّ المغامرة، وجرأة المخاطرة، والدهشة الطازجة، دون حسابات المكسب، والخسارة. بمعنى آخر، الهواية، هي أن يبدع الفنّان، بمحض اختياره، دون أن «يجنّده» أحد. أي أنّ الفنّ خالص لوجه الفنّ.
إذا خُيّرت بين أغنيّات «حليم»، سوف أختار البدايات، الّتي شهدت أغنيّات، مثل «لحن الوفاء».. «على قدّ الشوق».. «صافينى مرّة».. «يا مواعدنى بكره».. «لا تلمني».. «لايق عليك الخال».. «يا حلو يا أسمر».. «أسمر يا أسمرانى».. وهى أيضا، المرحلة، الّتي شهدت بدايات، «محمد الموجى»، و«كمال الطويل». وفى القصائد أختار، «أنت قلبي»، و«حبيبها».
ليس «العندليب»، واحداً من المغنّين، أو المطربين. لكنّه، الغناء «شخصيّاً»، في ذروة تأنّقه، وفخامته، وشياكته، وحكمته، وأسراره.
يغنّي «حليم»، فأشعر أنّ «الدنيا»، مازالت بخير.. وأنّ «الحبّ»، لا يزال بخير.. وأنّ «الوطن»، مازال بخير.. وأنّ «قلبي» مازال بخير. وأكتشف، أنّ «حليم»، مثل النبيذ، يزداد روعة، مع مرور الزمن.
يغنّي «حليم» ، فأهمس أحياناً، وكأنّني أوجّه رسالة إليه.. «نم مطمئنّاً فوسادة الغناء لاتزال خالية».

رابط مباشر:

http://www.ahram.org.eg/NewsQ/373632.aspx

والله مقال رااااائع جدا استاذنا الجميييل نعيم

منى حلمي ابدعت في الكتابة عن حليم

وعبرت بتعبيرات رااائعة جديدة عن العندليب

كما ان عنوان مقالها اكثر من رائع

اوجه لها التحية الكبيرة

واتوجه لك عميدنا الكبير بكل الشكر والتقدير

المقال اول مرة اقراه

مع احلى تحياااتي

اشكرك بشدة عميدنا على الروائع

أنا أول مرة أقرا المقال

بالرغم من أن منى حلمى لست من الصحفيات اللاتى أفضلهن

لكن المقال رائع

وأظن أن السطور الأخيرة وضحت كلام غريب

اقتباس :: وأكتشف، أنّ «حليم»، مثل النبيذ، يزداد روعة، مع مرور الزمن.

كان يمكن ان تقول مثل البرفان او مثل العطور لكن التشبيه بالنبيذ هذا هو الغريب
هى تخاطب جميع الاعمار و الفئات
عموما ليس هو موضوعنا نقد كتاباتها
لكنها ابدعت فى الكتابة عن العندليب
احييك و احنى رأسى لك إحتراما و تحية أمام شخصك الكريم
الله لا يحرمنا منك يارب

العندليبيّ الكبير.. أخي الغالي الأستاذ علاء الدّين
سعيدٌ جدّاً بحضورك الموضوع وثنائك عليه..
ورغم أنّ الدّكتورة منى حلمي "أطرشيّة" العشق والهوى..
فقد أبدعت في الموضوع غاية الإبداع..
دمت بألف خير..
وتقبّل خالص المودّة والتّقدير

درّة المنتدى.. مدام جنّة النّعيم
أشكرك من كلّ قلبي على حضورك الجميل..
ولقد أبدعت الدّكتورة منى حلمي في الموضوع غاية الإبداع..
أمّا عن تشبيهها لحليم بالنّبيذ الّذي لا يزداد مع مرور الزّمن إلاّ روعة.. فهو الأسلم..
ذاك أنّ النّبيذ المعتّق يزداد حلاوة.. ومفعولاً.. وقيمة.. كلّما طال عليه الزّمن..
أمّا "البرفان".. ومهما غلا وندر.. فلا يدوم عطره إلاّ قليلاً..
وشأنه شأن الورود والأزهار الّتي تذبل بسرعة..
وتقبّلي.. أختي الغالية.. صادق ثنائي وتقديري..

شكرا مسيو نعيم على التوضيح

إقتنعت بكلامك

تمام عندك حق

شكرا عميد حبيب الملايين و عميدالزمن الجميل

أسعدني
كتابة
الكاتبة السريالية
منى حلمي
التي لم يسبق لي
الشرف بمعرفتها
.
.
.
عن العندليب
رغم حبها الشديد للبلبل
وأسعدني نقلك
أستاذي نعيم المامون
لهذا الإبداع
الذي يُسكر العقل
.
.
.
قرأته في حينه
كعادتي
لكني تأخرت
اكل شيء بقدر
.
.
.
ما شاء الله عليك
لك قدرة هائلة
في التواصل
و الإبداع
أدام عليك الصحة و الهناء
تعيش عميدنا
و عفوا على الإطالة

نجم حبيب الملايين.. أخي الغالي الأستاذ مراد
شكراً لك على لحظات المتعة الّتي تمنحني إيّاها..
أسعد بقراءة ردودك وتعليقاتك..
دمت متألّقاً..
وتقبّل صادق ثنائي وتقديري

» ابن شقيق حليم يكشف في ندوة بـ"صدى البلد" أسرارجديدة عن حليم
» تصاميم حليم من حبيبة حليم(2)
» صور حليم من حبيبية حليم
» الى حليم
» عيد سعيد مع حليم