خلال مشواره السينمائي القصير الذي يصل إلى 16 فيلمًا التقى العندليب الأسمر عبدالحليم حافظ بمعظم نجمات عصره، ولكن الصداقة التي جمعت بينه وبين الصعيدية الشقراء نادية لطفي كانت من نوع خاص للغاية.
الصداقة المميزة بينهما هي التي جعلت حليم يرشحها للوقوف أمامه في أول فيلم جمعهما وهو «الخطايا»، ليس هذا فقط بل رفض ترشيح المخرج حسن الإمام لـسعاد حسني لدور البطولة مؤكدًا أنه يريد «نادية»!!
ولكن صداقة العندليب والشقراء لم تكن هي السبب الوحيد في تحقيق الثانية لرغبة قوية طالما تمنتها، بل هناك أسباب أخرى، أولها أن هذا الفيلم كان الإنتاج الأول لشركة «صوت الفن»، التي أسسها مع موسيقار الأجيال محمد عبدالوهاب والمصور السينمائي وحيد فريد.
والسبب الثالث أن هذا الفيلم علّق عليه الجميع وخاصة حليم وعبدالوهاب أملًا كبيرًا في أن ينجح وأن تستمر الشركة في إنتاج الأفلام وحتى لا يقتصر نشاطها على تسجيل الاسطوانات التي بالكاد تغطي أرباحها نفقات الشركة.
«الخطايا» لم يكن بالنسبة للعندليب الأسمر مجرد مشروع فني وتجاري بقدر ما كان يمثل له تحدي عصيب أمام ذاته وأمام الجماهير؛ فقد عزم على أن يتحول من مطرب يمثل إلى ممثل يغني، أي أن يتعامل معه الجمهور كممثل في المقام الأول وليس كمطرب كما اعتاد في أفلامه السابقة.