فضيحة "فيفا" تهدد "قطر" بسحب استضافتها مونديال 2022
القاهرة ـ بوابة الوفد ـ محمــود زاهــر:
الاربعاء , 27 مايو 2015 09:13
باتت "قطر" مهددة بقوة، بسحب شرف استضافتها تنظيم كأس العالم لكرة القدم 2022، بعد التطورات المثيرة أعلنتها الولايات المتحدة الأمريكية، اليوم الأربعاء، من خلال لائحة اتهام بالرشى والفساد أصدرتها وزارة العدل، بحق عدد من كبار المسؤولين في الاتحاد الدولي لكرة القدم "فيفا".
لم تتأخر استجابة السلطات السويسرية، حيث مقر "الفيفا"، والتي أعلنت اعتقالها بالفعل مجموعة تضم 14 من كبار مسؤولي الفيفا، في زيوريخ، حيث ستقام اجتماعات الاتحاد الدولي لكرة القدم لاختيار الرئيس المقبل للفيفا الجمعة.
وكان ملف قطر قد حاز على أغلبية تأييد أعضاء اللجنة التنفيذية بالفيفا ليتغلب على ملفات أستراليا، الولايات المتحدة الأمريكية، كوريا الجنوبية واليابان ويتم إعطاء الدولة العربية الصغيرة حق التنظيم.
وواجه الملف القطري منذ اليوم الأول لإعلان فوزه بشرف تنظيم مونديال 2022 الكثير من الاتهامات بدفع رشاوى إلى المصوتين إضافة إلى الكثير من الشكوك حول إمكانية استضافتها للبطولة خصوصا مع درجة الحرارة المرتفعة في البلاد صيفًا وعدم وجود البنية التحتية والملاعب التي ستستضيف البطولة إلا على ورق حتى الآن.
وفي حال التوصل إلى إدانة هؤلاء المسؤولين، قد تدفع التحقيقات بأدلة جديدة تدين قطر وشبهات التصويت على اختيارها لتنظيم المونديال، ما قد يدفع بقوة لسحب التنظيم من "الدوحة" وإعادة التصويت على الدولة المستضيفة للبطولة مرة أخرى، وهو أمر مرجح للغاية في ظل التطورات الأخيرة.
وكانت وزارة العدل الأمريكية قدمت للسلطات السويسرية لائحة اتهام إلى كبار مسؤولي الفيفا بتهم تتعلق بالفساد، وقد تم إلقاء القبض على بعض هؤلاء المسؤولين في زيوريخ، حيث ستقام اجتماعات الاتحاد الدولي لكرة القدم لاختيار الرئيس المقبل للفيفا الجمعة.
وذكرت مصادر أن سيب بلاتر، الرئيس الحالي للفيفا، والمرشح لولاية خامسة، ليس على قائمة المتهمين، غير أن القائمة تشمل مجموعة من المقربين له.
ولم يتم الكشف عن هويات المسؤولين الذين تم توجيه التهم إليهم، بعد تحقيقات قادها مكتب التحقيق الفدرالي لثلاث سنوات.
ولطالما حامت الشبهات حول الاتحاد الدولي لكرة القدم، وتورط عدد كبير من المسؤولين فيه بشبهات فساد، غير أن الفيفا كثيرًا ما نفى مثل هذه الاتهامات، والتي كان آخرها في ديسمبر الماضي، حين أعلنت لجنة الأخلاقيات في الفيفا إغلاق تحقيق حول شبهات فساد في عملية منح كل من روسيا وقطر شرف استضافة نهائيات كأس العالم 2018 و 2022 على التوالي، وقد خلصت اللجنة إلى أنها لم تجد أي دليل يثبت تورط أحد مسؤولي الفيفا في مثل هذه الشبهات.
غير أن مكتب التحقيقات الفيدرالي لم يكن مستعدًا للتوقف بعد، خصوصًا بعد إعلان مايكل جارسيا، الذي كان مكلفا بالتحقيق في قضايا فساد داخل الفيفا، بالانسحاب من مسؤوليته والنأي بنفسه عن النتائج التي توصلت إليها لجنة الأخلاقيات في الفيفا.
ولم تتأخر السلطات السويسرية في شن حملة اعتقالات غير عادية، اليوم الأربعاء، في صفوف المسؤولين المطلوبين، حيث سيتم تسليمهم للولايات المتحدة الأمريكية لمحاكمتهم.
وكان 12 رجل أمن سويسري بزي مدني، دخلوا إلى الفندق الذي يتجمع فيه أعضاء المكتب التنفيذي تمهيدًا لانتخاب رئيس للاتحاد يوم الجمعة المقبل، وشوهدوا وهم يقتادون أحد المسؤولين في الفيفا إلى خارج الفندق.
وقالت السلطات السويسرية إن لديها لائحة اتهام ضد أكثر من 10 مسؤولين، بعضهم غير موجود في زيوريخ، ومن بين هؤلاء جيفري ويب من جزر كايمان، وهو نائب رئيس اللجنة التنفيذية للفيفا.
وتشمل القائمة الأوروجواني يوجينيو فيجيريدو، الذي يشغل منصب نائب الرئيس التنفيذي، وكان رئيس اتحاد كرة القدم في أميركا الجنوبية حتى وقت قريب، بالإضافة إلى جاك وارنر من ترينيداد وتوباغو، وهو عضو سابق في اللجنة التنفيذية، والذي اتهم بالعديد من الانتهاكات الأخلاقية.
ومن ضمن التهم الموجهة لهؤلاء المسؤولين على مدى العقدين الماضيين، تلقي رشاوى بخصوص استضافة بعض الدولة لبطولة كأس العالم، وكذلك تمرير صفقات تتعلق بالتسويق وحقوق البث التلفزيوني للمباريات، كما وتشمل التهم أيضًا الاحتيال والابتزاز وغسل الأموال.
وتعد حملة الاعتقالات ضربة مفاجئة وقوية للاتحاد الدولي لكرة القدم، الذي يعتبر من المنظمات الأكثر ثراء في العالم، ويتحكم بالرياضة الأكثر شعبية عالميًا.
يذكر أن هذه الاعتقالات تأتي قبل يومين فقط من اختيار رئيس جديد للفيفا في انتخابات يتنافس فيها السويسري جوزيف بلاتر الذي يرأس الاتحاد الدولي لكرة القدم منذ 1998، ونائبه الأردني الأمير علي بن الحسين.