** بشارة واكيم يأكل الحلوى بالشطة على يد مارى منيب.
** زميل القصرى يتوقف عن الاستظراف بعد علقة ساخنة .
تتعالى ضحكاتنا نحن جمهور المسرح على ما نشاهده من مواقف و ما نسمعه من حورات طريفه غير مدركين ان كثيرا من هذه المواقف و الحورات فى واقع الامر غير موجودة بالنص و انها وليدة المشاكسات بين النجوم و محصلة المقالب التى يدبرونها بعضهم البعض ... طرائف النجوم القدامى فى هذا الشأن و حالات خروجهم عن النص كانت على وجه العموم مهذبة و محترمة و ليس بها كما يحدث كثيرا هذه الايام من خروج على الاداب او جرح للمشاعر ...اليوم نستعيد جانبا من المشاهد المسرحية الطريفة التى كانت وليدة ظروف بعينها و التى اداها نجومنا ايام زمان.
زميل غير عزيز
لعل جميعنا مازال يذكر ذلك المشهد السينمائى العبقرى للراحل انور وجدى مع " الطفلة المعجزة " فيروز" امام العملاق شفيق نور الدين الذى كان يؤدى دور بقال يحاول كلا من انور و فيروز الاحتيال عليه من خلال تذوق اصناف الاطعمة المختلفة موهمين اياه انهما يتخيران الافضل لشراء عشائهما ثم ينصرفا فى نهاية الامر حين يكتشف حيلتهما ما لا يعلمه الكثيرون ان هذا المشهد تم اقتباسه من مسرحية سابقة كانت تحمل عنوان " الشايب لما بيدلع " و كانت مارى منيب تقوم بالدور الذى اداه شفيق نور الدين فى حين كان بشارة واكيم هو المفلس الجائع و كان يؤدى الدور باتقان شديد و صدق اشد لانه كان يحرص على تناول عشائه الفعلى فى هذا المشهد من خلال التنقل بين الاصناف التى تعرضها عليه مارى منيب ، التى حاولت اكثر من مرة ان تجعله يؤدى المشهد بسرعة لاعطاء الفرصة لغيره من الممثلين لاداء ادوراهم و لكن كل محاولاتها كانت بلا جدوى مما جعلها تقرر ان تلقنه درسا قاسيا بعد ان فاض بها الكيل، و فى الليلة الموعودة المحددة لتنفيذ العقاب قامت بحشو قطعة حلاوة طحينية و هو الصنف الذى كانت تعرف غرام بشارة به ، و قامت بحشوها بالشطة السودانى و ما كاد بشارة يضع الحلاوة فى فمه حتى انتابته حاله هيسترية من شدة الالم "الطبيعى" و تعالى صراخه لاعنا مارى و الحلاوة معا و فى هذه الليله صفق الجمهور كما لم يصفق من قبل لصدق بشارة فى الاداء غير مدركين انه لم يكن يمثل بالمرة .
اما قاطرة الكوميديا التلقائية عبد الفتاح القصرى فقد رزقه الله فى احدى مسرحياته القديمة بزميل " غير عزيز " كان يحلو له ان يقوم بعرقلة القصرى اثناء خروجه و عودته للكواليس بعد ادائه لدوره فى احد المشاهد و كان يرتدى فيها " بلغة " مما كان يتسبب فى وقوعه او على الاقل فقدانه لاتزانه و كان الجمهور يضج بالضحك متخيلا ان المشهد جزء من المسرحية و كثيرا ما حذر القصرى زميله للتوقف عن "الاستظراف" و الاقلاع عن هذه الحركة دون جدوى و كانت النتيجة و بعد ان ضاقت به كل السبل ان قام فى احدى الليالى و بعد ان حاول الزميل عرقلته مثل كل ليلة ،قام بالامساك به من رقبته و القاءه على ارض خشبة المسرح ثم انهال عليه ضربا و انفجر المشاهدون بالضحك و كانت هذه الليلة هى المرة الاولى التى يسمع فيها الجمهور عبارة "و الله العظيم المشهد ده مش فى المسرحية" مما جعل الجمهور ينفجر بالضحك اكثر و اكثر و جعل هذا الممثل يتوقف عن ايذاء الراحل عبد الفتاح القصرى .
الطربوش الفاخر
من القصرى الى فؤاد شفيق الذى تعرض هو الاخر لموقف مماثل و لكنه قام بالرد و الحصول على حقه بطريقة مختلفة و كان يؤدى فى احدى المسرحيات دور المهرج البسيط الذى يقوم زملاؤه بالسخرية منه و قد اعتاد واحدا من هؤلاء الزملاء ان يتمادى فى سخريته و يضربه بشده على طربوشه و كان يرفض بشده ان يستجيب لتوسلات فؤاد شفيق و يتوقف عن الضرب المؤلم و فى احدى الليالى فؤجى بفؤاد يرتدى طربوشا جديدا فخما غالى الثمن مما جعله يزيد من ضرباته فخلع فؤاد الطربوش و القى به على الارض و داسه بقدميه و تهالت ضحكات الزميل و هو يكمل ما بداه فؤاد و لكن ضحكاته توقفت مثلما توقف اداءه لهذا المشهد عندما فؤجى بفؤاد يهمس فى اذنيه بأن الطربوش الذى تمت بهدلته هو طربوش الزميل المؤذى شخصيا بعد ان اخذه فؤاد من غرفة الممثلين.
نختتم عرضنا لمشاهد نجوم زمان المسرحية بتلك القصة التى كان بطلها محمد كمال المصرى "شرفنطح" الذى اعتاد ان يتلقى المقالب من احد زملاءه مما كان يضعه فى مأزق متتاليه امام الجمهور لذا قرر الرد من خلال تجهيز مقعد متهالك تقتضى احداث المسرحية ان يجلس عليه زميله فى مواجهته اثناء احد المشاهد فقد خلع " رجلين" من ارجل الكرسى الاربعة ثم اعاد تثبيتها بنقطة واحدة من " الغراء" يحيث ينهار الكرسى و من فوقه الزميل بمجرد جلوسه عليه و ما ان بدا المشهد حتى فؤجى شرفنطح بأن كرسيه هو الذى تمايل و سقط اخذا اياه الى الارض فى وقعة اليمة كادت ان تكسر عظامه و كادت اهاته ان تغطى على ضحكات الجمهور ليكتشف بعد نهاية المسرحية ان المشرف على تجهيز خشبة المسرح و ما عليها من اثاث و كان المشهد هو المشهد الافتتاحى قد اعاد ترتيب المقاعد فكان المقعد المكسور من نصيبه ليزداد ايمان المصرى بان من حفر حفرة لاخيه وقع فيها !
بقلم / موفق بيومى
مجلة اخبار النجوم العدد 908 بتاريخ 25/2/2010