عبد الحليم حافظ كان ثلاثة أشخاص فى شخص واحد، الفنان الذى يطمح فى نشاط أسطورى صاعدًا المجد بالعمل المضنى، قمم بعد قمم، ثم حليم اليتيم الحزين الذى يجتر فى وحدته قسوة دنياه وأحزان عمره، ثم حليم الشاب المرح الضاحك الذى يخفى صرخة جريح وصوت استغاثة ودمعة عذاب.
قال عنه كبار الكتاب والأدباء والمفكرين، عندما اختفى الوجه الضاحك لحليم صدقوا آلامه وصدقوا أنه مات لأن الموتى لا يضحكون. "أحمد رجب".
- حامل الألم يتناسى وجيعته ليخفف عن غيره ألمه ويجمل له الحياة، أيامه القصيرة الهاربة أمام عينيه يعطيها لغيره آمالًا عريضة فى غد طويل ضاحك. "موسى صبرى".
- تلميذى فى مدرسة الحياة يرى العالم من خلال أذنيه وكان عنده فضول غريب للمعرفة، لذلك كان يسعى إلى الأدباء والصحفيين والمثقفين ورجال السياسة يسمع لهم ويتحاور معهم ليعرف الكثير، وعبد الحليم يكذب إذا تكلم ويصدق فقط عندما يغنى وذلك لأنه ولد فقط لكى يغنى. الفنان كامل الشناوى.
- عبد الحليم له مظهر يخدع الناس , فلا هو شاب ككل شاب , ولا هو سعيد كما يحسبه الناس ,فعبد الحليم كان عنده هم يساوى المجد والشهرة والمال , والحقيقة انه كان لديه المجد بغير متعة ,ولديه المال بغير حرية , ولديه الشهرة بغير صحة .. فما الذى تبقى له بعد ذلك , هو اسطورة الحنجرة الذهبية , او الحنجرة والذهب , الحنجرة التى بقيت والذهب الذى ذهب.. "انيس منصور".
- ان سر مرض عبد الحليم انه لايرحم نفسه, لان اعصابه لا ترحمه, وهو يعيش على اعصابه, واعصابه تدفعه الى ان يقطع حياته جريا, انه يجرى دائما كانما يخشى ان يفوته القطار, كان يومه لا يكفيه ..كان يريد ان يصل الى اخر الدنيا. "احسان عبد القدوس".
- انه يستحق كل الحب الذى مازال فى قلوب الجماهير حتى اليوم, فهو صوت مؤثر فى القلوب يبعث دفئا, رقيقا حينا فى الاغنيات العاطفية, وقوى هادر حينا اخر, كله حماس حين يغنى فى الاغانى الوطنية, وكان صادقا مائة فى المائة وهو يغنى, وكان لديه قدرة كبيرة على إشعارك انه يغنى لك وحدك دون سواك , كان يعبر باحساس عما فى الصدور ولذلك تعلقت به القلوب.. "نجيب محفوظ".