تحدث الفنان والمطرب محمد رشدى فى مذكراته لى عن غضب العندليب الأسمر عبدالحليم حافظ منه حين قال له: «أنت فيك حاجة من حليم الرومى»، فاحتد عبدالحليم عليه قائلاً: «أنا مش شبه حد، أنا لون».
يتذكر رشدى حين ذهب إليه عبدالحليم فى مسكنه بالسيدة زينب ليوضح له حقيقة غضبه عليه: «لازم كل واحد فينا يطلع شخصيته ويكون عنده لونه الخاص به، ومش معقول نكون ظل المطربين اللى سبقونا» يسرد رشدى بعض هذه الأسماء، إبراهيم الحجار، محمد عزت، إسماعيل شبانة، محمد عوض، عبدالعزيز محمود، عبدالغنى السيد، ويضيف: «عبدالحليم قال لى هذا الكلام لكنه طار منى، هو حدد هدفه لكن أنا استسلمت للطريق السهل، تعرفت على شلة سوء، انغمست فى اللهو والعبث ولعب الكوتشينة، وسلمت نفسى لمتعهد أفراح، وأذهب كل شهر إلى الإذاعة لتسجيل أغنية لا أبدع فيها، كانت مجرد تسديد خانة».
يواصل محمد رشدى ذكرياته المرة عن هذه المرحلة فى حياته، قائلاً: «كنت سجلت أغنية «قولوا لمأذون البلد»، وأصبحت بالنسبة لى ماركة مسجلة لكنها هى فى حقيقتها «أغنية مناسبة» ليس أكثر تضعنى فى منقطة ضيقة، منطقة مطرب الأفراح وخلاص، وخلاف ذلك كنت أقدم باقى أغنياتى بنفس اللون الذى يؤدى به محمد عبدالمطلب، يعنى أنا بلا شخصية مستقلة ولا لون زى ما قال عبدالحليم».
تقليد محمد عبدالمطلب استدعى ذكريات رشدى معه: «تأثرت به من بدايتى وأنا فى دسوق، مغرم بصوته بالذات وهو يغنى: «ودع هواك وانساه وانسانى/عمر اللى فات ما ح يرجع تانى /كان حلم وراح وانساه وارتاح/ ودع هواك / ودع»، أغنية فيها شجن، وجمال صوت مفيش بعد كده، وكلام فتحى قورة هايل، ولحن محمود الشريف عبقرى فى ضبط قوة ومساحة صوت عبدالمطلب على الجملة الموسيقية.
يذكر رشدى ألحانا أخرى لـ«عبدالمطلب»، لكنه يبقى مفتونا بـ«ودع هواك» أكثر من «السبت فات والحد فات /وبعد بكره يوم التلات» المعجب بها أيضا، و«حبيتك وهحبك على طول» و«ساكن فى حى السيدة /وحبيبى ساكن فى الحسين/ وعشان أنول كل الرضا / يوماتى أروح له مرتين/م السيدة لسيدنا الحسين».
كان رشدى يذكر هذه الأغنيات للرجل الذى تعلق به كثيرا وطويلا، كان «يدندن» ببعضها وهو يدلل على جمال صوت عبدالمطلب، ثم بدأ فى الحديث عن شخصيته.