الضغط هـنا من فضلكم و شكرا
كتبت دينا الأجهورى "يا بدع الورد يا جمال الورد من سحر
الوصف قالو على الخدّ الورد
يا جمالو"،هذه الكلمات التى تغنت بها النجمة
الراحلة أسمهان تنطبق عليها فهى تمتلك الكثير من
السحر والجمال الذى لا يقاومه أحد، فكل من نظر
إلى عينيها وقع فى غرامهما، بجانب ذلك كان لأسمهان
صوت ملىء بالشجن والفرح فى وقتواحد فعندما تسمعها وهى تغنى
لليالى الأنس التى عاشتها فى فيينا تجد
كل من حولك يرقص ويشع بهجة وفرحة من حلاوة هذا الصوت.
وأيضا عندما قررت أن تدارى آلامها
وأحزانها وغنت "نويت أدارى آلامى. وأخبى دمعى ونحيبى
واحكى شجونى وغرامى.. لحالى ولطيف
حبيبى ويفيدنى إيه النواح.. والناس تشاهد أسايا.. والدمع زاد الجراح..
وكنت فاكره دوايا.. وليه بكايا
وأنينى.. واللى بحبه سعيد.. وان كان يغيب عن عيونى.. كفاية صانله العهود"،
تجد قلبك يعتصر ألما
من قوة صوتها الذى يخترق القلب. أسمهان التى يحتفل جمهورها
وعشاق صوتها بذكرى ميلادها الـ
103 اليوم، ورغم رحيلها منذ 71 عاما إلا أنها تركت ورائها تاريخ
من الفن جعلها حاضرة بيننا حتى الآن
وأيضا علامات استفهام على كثير من الأحداث التى وقعت فى
حياتها ومنها طريقة وفاتها الغامضة التى حتى
الآن لا نعرف من وراء مقتلها؟، وهل كان حادثا مدبرا؟
أم قضاءً وقدرا. أسمهان ولدت فى المياه وانتهت حياتها
فى المياه أيضا، حيث ولدت على متن باخرة كانت تستقلها
عائلتها من تركيا واسمها الحقيقى "آمال الأطرش"،
ووالدها فهد الأطرش وهو درزى من جبل الدروز ووالدتها
علياء المنذر ولها شقيقان هما فؤاد والموسيقار فريد الأطرش
الذى كانت علاقته بها فى منتهى الود والتفاهم، وهو الذى
شجعها ودعمها فنيا. وبدأت أسمهان تشارك فريد الأطرش
فى الغناء فى صالة مارى منصور فى شارع عماد الدين منذ
1931 بعد تجربة الغناء مع والدتها فى حفلات الأفراح و
الإذاعة المحلية، وذاع صيتها فى عالم الفن والغناء. تزوجت
الراحلة أسمهان، من ابن عمها الأمير حسن الأطرش، عام
1933، وانتقلت معه إلى جبل الدروز بسوريا، ولكن أضواء
الشهرة ظلت تراودها، واكتشفت حملها تزامنًا مع قرار عودتها
لمصر، فطلبت من زوجها العودة للقاهرة، لكى تحظى بالرعاية
من والدتها خلال فترة الحمل والولادة. فتحت أسمهان أبواب
الشهرة إلى عالم السينما، فمثلت أول أفلامها انتصار الشباب
عام 1941 جانب شقيقها فريد الأطرش، فشاركته أغانى الفيلم، وفى
خلال تصويره تعرفت إلى المخرج أحمد بدرخان ثم تزوجته ولكن
زواجهما انهار سريعًا وانتهى بالطلاق وفى سنة
1944 مثلت فيلمها الثانى والأخير غرام وانتقام إلى جانب
يوسف وهبى وأنور وجدى ومحمود المليجى وبشارة واكيم
وسجلت فيه مجموعة من أحلى أغانيها، وشهدت نهاية هذا الفيلم
نهاية حياتها. وتعرض الفنان والموسيقار فريد الأطرش
لحالة نفسية سيئة بعد وفاة شقيقته وتوأم روحه أسمهان وقر
أن يبتعد عن كل شىء حتى عمله وجلس فى غرفته لأيام لا
يريد أن يرى أحدا، وبعد فترة أراد أن يخرج من هذه الحالة
السيئة فلم يجد أمامه سوى العودة للعمل مرة أخرى، ولكنه
أصيب بذبحة صدرية منعته من ذلك إلا بعد فترة حيث قدم 3
أغنيات رثاء فى شقيقته، وهم "كفاية يا عين"، "يا منى
روحى سلامًا"، "يا زهرة فى خيالى". كانت آخر مكالمة تليفونية
بين فريد وأسمهان قبل وفاتها بساعات حيث أجرت محادثة
قصيرة قبل استئناف تصوير مشاهدها فى فيلم "غرام وانتقام" حيث قالت
له "فريد أنا مسافرة لمدة 48 ساعة بس وعايزاك
تعمل بروفة مع الموسيقيين لغاية ما أرجع"، وترك رحيل أسمهان
فراغا كبيرا فى حياة فريد الأطرش حتى أن الحزن كان
يكسو ملامحه عند ذكر اسمها فى أى مناسبة وفى آخر
حواراته التليفزيونية مع ليلى رستم ردا على سؤالها عما يتمناه فريد
الأطرش قال: "إن تعود له صحته من جديد ليستطيع أن
يكمل مشواره الفنى وأن يجد موهبة تشبه شقيقته أسمهان التى قال
إنها لو مازالت على قيد الحياة كان قدم معها أروع الأغنيات والأعمال"
، حيث تعاونا سويا فى عدة أغنيات منها أغنية "بدع الورد"
و"يا حبيبى تعالى ألحقنى" و"ليالى الأنس فى فيينا" و"الشمس
غابت أنوارها" و"كان ليا أمل".
اليوم السابع