دعــــــــاء الكـــــــــــروانمن إنتاج «أفلام بركات»، عام 1959، من بطولة فاتن حمامة، وأحمد مظهر، وأمينة رزق،
وزهرة العلا، وسيناريو وحوار، يوسف جوهر وهنري بركات، عن قصة
عميد الأدب العربي طه حسين.
ويعد من بين أفضل الأفلام التي قدمتها السينما المصرية وجاء في الترتيب السادس في قائمة
أفضل 10 أفلام في تاريخها، واختير في المرتبة الـ 14 ضمن قائمة أهم 100 فيلم مصري
في القرن العشرين، فضلا عن ترشيحه لجائزة «أوسكار»، ضمن 5 أعمال أجنبية،
ومثّل مصر في مهرجان برلين السينمائي.
«وين هنادي يا خال؟» تتساءل «آمنة»، التي أدت دورها فاتن حمامة، في رعب عن مصير
أختها «هنادي»، التي أدت دورها زهرة العلا، مخاطبة أمها، أمينة رزق، وخالها اللذان
يقفان في شموخ المنتصر بعد إخفائهما لعار الأخت الذي لحق بالعائلة هكذا اتخذ الخال،
عبد العليم خطاب، قرار النهاية، يجب أن تقتل «هنادي» قبل أن يصبح السر فضيحة.
هكذا اختار «بركات» بداية فيلمه الرائع «دعاء الكروان» عن رواية طه حسين التي تحمل
نفس الاسم وتدور قصته عن «آمنة» التي لم تنل حظا من التعليم ومن فقراء الريف
الذين دفعهم الفقر للعمل في الخدمة في البيوت.
وتلعب «آمنة» دورا مؤثرا عندما تتمرد على العادات والتقاليد في الصعيد بعد مقتل شقيقتها
«هنادي» على يد خالها، لدخولها في علاقة عاطفية مع المهندس العازب الذي تعمل عنده
خادمة فتقرر «آمنة»، بعد أن عاهدت نفسها مع الكروان في القرية، الانتقام لأختها من
ذلك المهندس، لكنها لا تقو بعدما تعلق قلبها به، وفي الوقت نفسه لا يمكن أن تصفح
عنه لأن طيف أختها «هنادي» سيبقى حاجزا بينها وبينه.
أجمع النقاد على أن «دعاء الكروان» من أعظم أدوار فاتن حمامة التي كانت وقتها في
أواسط العشرينيات من عمرها، ونجحت ببراءة وطفولة ملامحها، وعفوية حركاتها في
تجسيد دور «آمنة» الفتاة المراهقة الأمية، التي كانت في مستهل الحكاية ذات حضور
غير ملفت، لكن ببراعة مذهلة تجسد «حمامة» التحول الجذري في حياة «آمنة» بعد
وقوع الحادثة المأساة المودية ظلماً بحياة شقيقتها الكبرى، لنرى تلك الشخصية القوية، العنيدة ،
الساعية للانتقام والثأر، لنعيش في الصراع النفسي بين «آمنة» التي كرهت، و«آمنة»
التي أحبت، «آمنة» التي تريد الانتقام، و«آمنة» التي يغلبها الحزن، فجسدت «جمامة»
بطريقة السهل الممتنع تحول الغضب إلى ضعف، والضعف إلى شك، والشك إلى حب.
وبراعة «حمامة» دفعت الأديب العالمي نجيب محفوظ لأن يقول في مقابلة صحفية:
«دور آمنة الذي قدمته فاتن حمامة في دعاء الكروان كان شيئاً رهيباً ورائعًا».