مشاريع سينمائية عن العندليب لم تخرج للنور
من جريدة الأهرام في الذكرى 39
مشاريع سينمائية كثيرة تحكى قصة حياة العندليب الأسمر عبدالحليم حافظ قرأنا عنها بعد رحيله، لكن كل هذه المشاريع، تجمدت، ولم تخرج للنور باستثناء فيلم « حليم» تأليف محفوظ عبدالرحمن، وسيناريو وإخراج شريف عرفه، وبطولة أحمد زكي، والسؤال الآن أين هذه المشاريع خاصة إنها كانت لأسماء كبيرة فى عالم التأليف والإخراج والانتاج؟!، الطريف أن كل هذه الأعمال لجأ أصحابها إلى النجم الأسمر أحمد زكى ليقوم ببطولتها.
أول هذه المشاريع فيلم كان من المقرر أن يقوم ببطولته عبدالحليم نفسه بعنوان « تائه ما بين السماء والأرض» تأليف الكاتب الكبير إحسان عبدالقدوس، ويحكى قصة حياة حليم بصورة غير مباشرة، وبعد رحيله تم ترشيح المطرب هانى شاكر ليقوم بهذا الدور، لكن الفيلم دخل ثلاجة التأجيلات،ولم يظهر حتى الآن، الفيلم الثانى كتبه المخرج السورى أنور القوادرى عن قصة لشاب عاشق عبدالحليم حافظ يتقمص شخصيته فى حياته اليومية، ويعانى الكثير من الصعوبات فى تعامله مع الناس، خاصة أن زمن العندليب يختلف عن الزمن الذى يعيش فيه الشاب، وعرض القوادرى الفيلم على أحمد زكى بعد أن شاهده فى مهرجان دمشق يتقمص شخصية عبدالحليم فى أسكتش كوميدى غنائى على المسرح لإضحاك ضيوف المهرجان، لكن الآخير كان يرغب فى تجسيد شخصية العندليب نفسه، وعندما لم يتفق القوادرى مع زكى تأجل العمل ولم يخرج للنور حتى الآن.
المشروع الثالث كان فيلم كتبه الشاعر والسيناريست الراحل عبدالسلام أمين، تحت عنوان «حكاية شعب»، حيث اتفق معه المنتج مجدى العمروسى والنجم أحمد زكى على كتابة فيلم عن حليم، وبالفعل تفرغ أمين على مدى سنة كاملة لكتابة الفيلم الذى يعتبر تأريخا للفترة التى عاشها العندليب من خلال بعض أغنياته العاطفية والوطنية، ودوره الشخصى فى كل الأحداث الوطنية التى عاصرها.
ووافقت الرقابة على السيناريو الذى أجازته بدون أى تعديلات، وبعد إجازة الرقابة سلمه المؤلف الراحل، لأحمد زكى ومجدى العمروسي، وعندما جلس معهما، ومعهم المخرج دواد عبدالسيد الذى كان مرشحا لإخراج الفيلم، كانت هناك بعض التعديلات لأسماء وشخصيات أقتنع بها عبدالسلام أمين ونفذها، وكانت هناك تعديلات رفضها وكتب فى مقدمة السيناريو أن أى حذف أو إضافة أو تعديل أو تقديم أو تأخير فى الأحداث لابد أن يتم بقلمه شخصيا.
لكن نظرا لطول السيناريو الذى كتب فى 500 صفحة، رأى العمروسى وزكى أن يتم عرضه كحلقات تليفزيونية، واتفقا زكى والعمروسى مع دواد على كتابة فيلم جديد، وبالفعل كتب عبدالسيد الفيلم وقرأه للعمروسى وزكي، واتفقوا على إجراء بعض التعديلات ولكنه تجمد لأسباب غير معلومة!
وفى فترة من الفترات وبالتحديد عام 2001 إشتغل السيناريست والكاتب الكبير وحيد حامد على حياة عبدالحليم حافظ، لكنه لم يكمل الكتابة ولا ندرى لماذا؟ ولم يقتصر الأمر على المؤلفين والمخرجين، فقد سعت كثير من شركات الإنتاج لإنتاج فيلم عن حليم، فالكاتب والسيناريست والمنتج ممدوح الليثى عندما كان مسئولا عن جهاز السينما تحمس للفكرة، ورشح له المخرج مجدى أحمد علي، وأيضا طارق العريان، السؤال الآن أين فيلم عبدالسلام أمين؟ وأين فيلم دواد عبدالسيد؟ وما مصير فيلم القوادري؟ أليست حياة عبدالحليم حافظ مادة خصبة صالحة لتقديمها فى أكثر من فيلم، خاصة أن فيلم « حليم» للنجم أحمد زكى ونظرا لمرض النجم الراحل ووفاته قبل أن يستكمل تصويره، لم يحقق الآمال المرجوه منه!
المخرج الكبير دواد عبدالسيد أكد أن فيلمه لم يخرج للنور لأنه لم يكتمل، حيث كان مجرد مشروع بينه وبين أحمد زكي، وكتب جزءا منه، لكنه توقف عن الكتابة بعد أن علم أن كاتب آخر تولى مسئولية الكتابة، وكتب بالفعل الفيلم. وصرح عبدالسيد بأن مشروعه الذى لم يكتمل صعب يخرج للنور الآن، لأنه لا يرى أحدا غير أحمد زكى فى شخصية العندليب!.