عندما ينتصر المال عن الحب
لقد كتبت لكم حكايتى مع الزمان وعذاب حبها الذى مزقنى وآلمنى والذى لم أستطع نسيانها أبداا مادمت حيا
لقد تعرفت على فتاة وأنا في العقد الثانى من عمرى...الفتاة التى غنى عنها عبد الحليم ..عيناها سبحان المعبود فمها مرسوم كالعنقود...ضحكتها أنغام وورود..وشعرها الغجرى المجنون..الذى سافر في كل الدنيا..والذى هواها قلبي...هى تماما يا إخوتي...تعرفت عليها جيدااا وأعجبت بها كثيراا وأعطيتها مما أملكه من حنان وعطف وغرام وأعطيتها قلبي وكلى مشاعري نحوها وهى كذلك بادلتنى نفس الشعور وهمنا في الحب سويا وقررنا أن لا يفرقنا الزمن مهما كانت الطوارئ والأسباب لأننا لا نستطيع العيش بدوننا نحن الاثنين..
لقد أحببنا بعضنا كثيراا وصرنا نتقابل بلهفة ملحوظة ونتفارق برجفة مكروهة لقد أصبحنا محيطي الأنظار من الأصحاب والأقارب وأنا مثلا صرت شاعرا من أجلها
لقد كنت سعيداا معها بلى كنت أسعد انسان في هاته الحياة...عندما نتقابل أطير من الفرح وأحس بأنى أعيش وأنى موجود في هذا الوجود...مع امرأة جعلتنى سعيدااا ومبتهجاا من حيث جيد جدااا
لقد كنت أحلم عندما كنا نتفاهم ونقرر مصير حياتنا ونفكر في ماذا ستخفى لنا الأيام..وأنا مثلاا أخاف من الأيام..
عندما أهيم ساعيا لخطبتها من بيتها ..تقول امها أنها لازالت صغيرة ويعمل الله في وقت لاحق ومع العلم أن عمرها..18
عندما سافرنا سنوات مع بعضنا في عالم الحب والهيام وصناعة الأحلام....بعد نجاح علاقتنا ورضاء أمى بها وإخوتى جائت المفاجأة الكبرى أو المفاجعة المفزعة لطرفين يحبوا بعضهم ولا يستطعون فراق بعضهما.
جاء أحد من أقربائها وتقدم لخطبتها ...خطبة فتاة أحلامى وأيامى...جاء دون سوابق عاطفية أو حتى معرفة قديمة..؟ ولكن حتما المادة والجاه حكموا على حبنا بالاعدام وتبخرت أحلامى البرئية وقالت لى أمها انه المكتوب يا ولدي...وأصبحنا عندما نرغب في شيئ نقول له..انه المكتوب ولكن حتما المكتوب أصبحنا نكتبه بأيدينا
وقلت له على لسان العندليب...حبيبها لست وحدك حبيبها حبيبها أنا حبيبها أنا قبلك وربما جئت بعدك وربما كنت مثلك حبيبها...وهنا كلمتنى فاتنتى بأنها تحبني ولن ولم تنسانى ولكن الله غالب هذا الانسان اشترى علاقتنا بالمال واشترى العائلة بالجاه
وهي الوحيدة المغلوبة على أمرها وقالت لى بالحرف الواحد أنها لن تكون سعيدة مع انسان لا تحبه وهو غنى وحتما أنها ستكون سعيدة أكثر مع انسان تحبه حتى لو كان فقير ..وهو انا...وقالت أنا آسفة يا حبيبي لا أستطيع فعل شيء لأننا لسنا في مسلسل مكسيكي او فيلم هندى حتى أهرب إليك أو أنتحر وألعب دور البطلة ولكن نحن الآن في أمر الواقع والإستجابة للقدر..وهنا أدركت أنهم حرقوا زواج سفري إليها وجواز عبورها لي....لقد رميت نفسي في حضنها بالعطف والحنان وسقانى حضنها حزنا بالانكسار والالام...وحتى في أحضان غيرها من الحبايب شوك شوك على قلبي...صدقوني أن العندليب غنى بالتمام والكمال عنى.وهى من عشاق العندليب..وأصبحت حزينا كالصفصاف وحيدا كالأصداف و أدركت أن زمنى قد راح وقررت أن أرحل عنها وأن أسافر الى عالم النسيان إلى مدينة الأحزان..ولكن لم أستطع أن أنساها رغم أنى تعرفت على الكثير من الفتيات ولم استطيع أبداا نسيانها ونسيانها يعنى موتى ...وأتذكر كلمات نزار قبانى عندما قال...فحياتك يا ولدى دنيا مرعبة وأسفار وحروب...ستحب ملايين المرات وستعشق كل نساء الأرض وترجع كالملك المخلوع...وسترجع يوما يا ولدى مهزوما مكسورا الوجدان وستعرف بعد رحيل العمر بأنك كنت تطارد خيط دخان..وهنا عرفت أن المال انتصر على الحب مهما كان ثمنه وأدركت أيضا أن هناك عدد من الأمهات يعشقون الأثرياء لتزويجهم لبناتهم وصدقوننى أن معضم البنات بريئة من تهمة حبهم للمظاهر والأموال والسيارات والفيلات...والأمهات أو الأباء لا يهتمون بالعلاقة بين الطرفين وهم لا يستعرفون بالحب الحقيقي النقى والصادق...الحب عندهم المال والجاه والمظاهر وطبعا أجمع وأطرح ليسوا كلهم سواسية ...وأختم في حكايتى مع الزمان والحب اللى كان أننى حزين جداا لمثل هذا الصنيع من قبل الناس الذين يرغبون في اختيار أزواج لأبنائهم...وأقول لفتاة أحلامى أنك سافرتى ولكن بقيت أحلى وأمتع وأجمل الذكريات معك..تؤلمنى وتفرحنى في نفس الوقت ...وأختم بهاته الكلمات
إذا لم تجمعنا الأيام...جمعتنا الذكريات
وإذا العين لم تراك...فالقلب لن ينساك
هاته قصة من قصص صديقكم عاشق العندليب...لطفي النفاتي السيجومى تونس