ذات يوم جمعت فيه أغراضي ولوازمي في حقيبتي مع كتابي وقلمي قصد الذهاب إلى محطة قطار الزمان والأيام والسبب هو رحيلي إلى عالم الأحزان والإنكسار.
سمعت صوت صفير القطار معلنا لحظة الرحيل...وقفت قبالة النافذة أتأمل الجموع الغفيرة وأن أستعد للكروب...جلست وبقيت أصلح عطب ساعتي...ترى لماذا توقفت هي الأخرى ؟ هل ترفض الرحيل أم أن الموت جثم عليها ليكتم نبضاتها ودقائقها وثوانيها ؟...ثم تحرك القطار وعم السكون الموحش...أربكني وبعث بداخلي الخوف...لماذا هي النهاية رغما أنها البداية ؟ بداية عالم آخر ونهاية أحلامنا البريئة ...وأشحت ببصري نحو البعيد نحو الأفق...ترى كيف سأعيش وقد فارقتها ؟ كيف وأنا أحي لأجلها ؟ ماذا عساها الأيام تخفي لي ؟
ثم أسبلت جفني أحاول النوم وغلبني النعاس...وماهي إلا لحظات حتى وجدت نفسي في حديقة ذكرياتنا الجميلة ولكن أين هي؟ إنها تفارقني ؟ تودعني؟ لقد هربت مني ؟ وحاولت الإمساك بها ولكني لم أستطيع...ثم رحلت عني وأفقت من غفوتي وبقيت وحيد أبكي...فمن تكفكف دموعي ومن عساها تؤنسني...لقد تعودت على الوحدة والإنكسار في زمن الخداع والخيانة والكذب وحب الذات...ثم سمعت صوتها يناديني...حبيبي أحبك جدا ولن أتخلى عنك أبدا...ففرحت كثيرا وسعدت جدا...ثم عانقنا بعضنا شوقا وحبا وعشقا...وماهي إلا لحظات حتى أيقظني صوت مراقب القطار يطلب التذكرة...فصرخت عيناي بالدموع
إنه الفجر لاح...إنها البداية ولكن حتما هي النهاية
قصة من قصص عاشق العندليب
لطفي النفاتي السجومي تونس