فريق البحث: لا نصدق أنفسنا.. هزمنا «العدو الصعب»
20عسكرياً ومدنياً وراء الابتكار.. واللواء إبراهيم عبدالعاطى:تقدمت بالفكرة
منذ 22 عاماً.. والمخابرات تولت الإشراف على تنفيذها
اللواء إبراهيم عبدالعاطى مخترع الجهاز بصحبة فريق العمل
الأربعاء 26-02-2014
كشفت مصادر سيادية أن اختراع وتصميم جهاز الكشف عن وعلاج فيروس «سى» الكبدى، والإيدز، الذى أعلنت عنه القوات المسلحة مؤخراً، بدأت فكرته قبل 22 عاماً عندما تقدم اللواء الدكتور إبراهيم عبدالعاطى، أحد أبناء القوات المسلحة، بالفكرة للأمانة العامة للقوات المسلحة وقتها، والذى بدأ بحثه بدافع ما لمسه بنفسه من معاناة للمرضى فى المستشفيات وارتفاع أسعار العلاج، وأجرى بحثاً وافياً عن الجهاز وإمكانية علاج فيروس «سى» ومرض الإيدز، وأن وزارة الدفاع تحمست للفكرة، وأُحيل الملف بالكامل لجهاز المخابرات الحربية ليتولى الإشراف على المشروع، لضمان تيسير الأمور وتوفير كافة أوجه الرعاية والإمكانيات لإنجاحه.
وأوضحت المصادر أنه تم تشكيل فريق بحثى من أكثر من 20 طبيباً ومتخصصاً من العسكريين والمدنيين، للبدء فى تنفيذ الاختراع الجديد، ووفرت الهيئة الهندسية للقوات المسلحة المعامل والمواد الخام وغير ذلك، لتسهيل عمل فريق البحث، وأكدت أن التجارب الأولية على الجهاز استغرقت أكثر من 15 عاماً، لتفادى كافة الأخطاء، وضمان دقة عالية للجهاز.
وقالت إنه على مدار 7 سنوات أجرى الفريق البحثى تجارب للجهاز على حالات مختلفة داخل مصر وخارجها، فى دول مثل «اليابان والهند وباكستان» للتأكد من مدى كفاءته، وتعدت نسبة نجاح التجارب على 1000 حالة أكثر من 98%.
وكشفت المصادر عن أن نظام «كومبليت كيور» وباختصار «سى سى دى»، يعتمد على آلية مشتركة تجمع بين العلاج الدوائى متمثلاً فى أدوية رفع المناعة، وجهاز يستخدم الموجات الكهرومغناطيسية التى يتم توجيهها إلى المريض بفيروس «سى» فتعمل على تدمير جزيئات الفيروس، وتبدأ رحلة العلاج بحصول المريض على كبسولات تعمل على رفع مناعة المصاب قبل البدء فى جلسات على الجهاز لمدة 10 أيام متتالية، ثم البدء فى الجلسات التى تتراوح بين 15 و25 جلسة لمدة ساعة للجلسة وبحد أقصى لمدة شهر، ويتناول خلالها المريض الكبسولات، وبعد انتهاء فترة الجلسات يستمر المريض فى أخذ الكبسولات لمدة إجمالية نحو 6 أشهر، على أن تجرى المتابعة والتحاليل الدورية على المريض خلال مدة العلاج وبعدها بـ6 أشهر.
وذكرت المصادر أن مدة العلاج تتوقف على عدة عوامل منها عدد الفيروسات وطبيعة الوظائف الحيوية وكيمياء دم المريض، ويمكن لبعض المرضى الشفاء خلال فترة من شهر إلى 6 أشهر طبقاً للعوامل المذكورة، كما أن النظام العلاجى يمتاز بعدم وجود أى آثار جانبية للعلاج أثناء أو بعد العلاج.
وأُجريت جميع الدراسات على النظام العلاجى الخاص بجهاز القضاء على الفيروسات، من خلال إجراء اختبارات على عيّنات الحيوانات، واختبار درجة «السُمّية» والثبات للكبسولة، والتحليل الكيميائى لعناصر الكبسولة، وإجراء التجارب الإكلينيكية على المرضى المتطوعين الحاملين لفيروس «سى» بمستشفى «حميات العباسية»، بعد الحصول على إجازة من «لجنة أخلاقيات البحث العلمى».
وأكدت المصادر أن القوات المسلحة حصلت على ترخيص استخدام الجهاز المذكور فى علاج مرضى التهاب الكبد الوبائى «سى» ومرضى نقص المناعة «الإيدز»، من وزارة الصحة، لافتة إلى أن النظام الجديد يتميز بعدم وجود أى آثار جانبية أثناء أو بعد العلاج، إلى جانب تحسينه الوظائف الحيوية للمريض وكيمياء الدم، مثل علاج الأنيميا، وزيادة المناعة، وتحسين وظائف البنكرياس والكلى والكبد، وزيادة صفائح الدم، بالإضافة إلى انخفاض تكلفة العلاج بالمقارنة بنظيره الأجنبى. وأوضحت أنه سيتم تصنيع الجهاز الذى يطلق تلك الموجات داخل مؤسسات القوات المسلحة وتحت إشرافها؛ لتأمينه، ولتحمل تكلفة الجهاز التى ما زالت غير محددة؛ لأنها ما زالت قيد البحث والدراسة، فى الوقت الذى يزيد فيه الإصرار على سرعة تطبيق العلاج وتوفيره لكل المواطنين.
وعبر أعضاء الفريق البحثى المشرف على ابتكار القوات المسلحة «كومبليت كيور» لعلاج مرضى الإيدز وفيروس «سى» وإنفلونزا الخنازير، عن سعادتهم بالاختراع الجديد، مؤكدين أنهم تمكنوا من هزيمة عدو صعب وهو فيروس «سى».
أعضاء الفريق البحثى أثناء الإعلان عن اكتشاف الجهاز المعالج
قالت الدكتورة سالى عمارة، عضو الفريق البحثى لابتكار جهاز «كومبليت كيور» لعلاج فيروس «سى»، إن طبيعة عملها تمثلت فى متابعة المرضى وإجراء الفحوصات الطبية الدورية لوظائف الجسم المختلفة لدى المرضى قبل وبعد العلاج. ووصفت نتائج التحاليل الطبية بعد العلاج على الجهاز بـ«الباهرة»، موضحة أنها لم تصدق هذه النتائج فى بداية الأمر فى ظل التعافى السريع للمرضى فى فترة لم تتجاوز 10 أيام، مؤكدة أن النتائج انعكست على التحاليل المعملية التى تابعتها طيلة فترة الاختبارات السريرية على عينة عشوائية من المرضى.
وأوضحت «سالى» أن دهشتها من نتائج التحاليل كان يفسرها الدكتور إبراهيم عبدالعاطى، رئيس الفريق البحثى، بابتسامة عريضة يشرح بعدها بعض الأمور المتعلقة بكيفية إحداث الجهاز لمعجزة عجز الكثيرون حول العالم عن تحقيقها. مختتمة بأنها تعمل بمستشفى حميات القوات المسلحة منذ 20 عاماً، لم تر خلالها مثل هذه النتائج فى علاج المرضى. مشددة على أن مصر أصبح لديها الآن علاج نهائى لمرض الإيدز وفيروس «سى».
وفيما يتعلق بتحاليل وظائف القلب، التى اختص بها الدكتور وائل أحمد، إخصائى القلب والرعاية المركزية، الذى عمد إلى الفحص الدورى لعينة الدراسة من مرضى فيروس «سى» والإيدز - كشف «وائل» لـ«الوطن» أن المريض الذى يعانى من ارتفاع ضغط الدم أو داء البول السكرى ويتناول حبوب الأنسولين كان يتوقف عن تناول هذا الدواء أثناء تلقى العلاج.
وأضاف أن الفريق البحثى لاحظ أن جهاز «كومبليت كيور» يساعد فى ضبط ضغط الدم ومعدل السكر ووظائف القلب، ما يفتح الباب أمام دراسات مستقبلية تحاول تفسير ذلك. لافتاً إلى أن أهم الصعوبات التى واجهت الفريق تمثلت فى وضع المرضى على الأجهزة والتجهيز النفسى لهم والقدرة على إقناعهم فى وجود الأمل.
من جهته، قال الكيميائى أحمد على، إن «اختيار المرضى، عينة الدراسة على الجهاز، كان بطريقة عشوائية وغير منظمة عن طريق الاستعانة بالمرضى الموجودين بالمستشفيات أو الذين يأتون للفريق البحثى مطالبين بإجراء التجارب عليهم»، موضحاً أن فريق الباحثين كان يحتجز المرضى -الذين لم يعطِ رقماً محدداً لهم- فى مستشفى حميات القوات المسلحة لمدة شهر قبل بدء التجارب لإجراء عدد من الفحوصات الطبية عليهم.
فيما كشف الدكتور إبراهيم عبدالعاطى، رئيس الفريق البحثى لابتكار جهاز «كومبليت كيور»، عن رفضه 2 مليار دولار للتخلى عن الجهاز. مشيراً إلى أن الدافع الرئيسى وراء استمرار البحث عن علاج لفيروس «سى» طيلة 22 عاماً، كان المعاناة التى كان يشاهدها يومياً فى صعيد مصر، إلا أنه استطاع أن يردد كلمة «هزمت الفيروس».وأشار إلى أن هناك مئات من المرضى ترددوا طيلة 15 شهراً على مستشفى حميات القوات المسلحة والعباسية، للمشاركة فى الدراسات الإكلينيكية. لافتاً إلى أن المريض يحظر عليه تناول اللحوم بجميع أنواعها خلال 3 أشهر، مدة العلاج، وذلك لأن العلاج يحول الفيروس لغذاء على شكل أحماض أمينية لصالح جسم الإنسان، بعد تفكيك الموجات الكهرومغناطيسية الصادرة من الجهاز للجزيئات الكربونية والنيتروجينية المكونة للفيروس، ودمجها كيميائياً فى عملية الهدم والبناء (metabolism).
وقال «عبدالعاطى» لـ«الوطن» إن «رجال القوات المسلحة يعتبرون فيروس سى عدواً سهل الهزيمة، بعد قدرة الجهاز الجديد على علاج 5 حالات إيدز وحالة فيروس سى بالجلسة الواحدة»، موضحاً أن الجهاز لن يكلف المصريين عناء استيراد أدوية من الخارج تزيد من عبء ميزانية الدولة، أو تخلف وراءها مضاعفات للمرضى.
امتدت قدرات جهاز «كومبليت كيور»، بحسب «عبدالعاطى»، لعلاج فيروسات أخرى منها «إنفلونزا الخنازير»، ونجحت التجارب المعملية داخل مستشفى حميات القوات المسلحة فى شفاء المرضى بنسبة 90%، ومن المنتظر إجراء تجارب موسعة على عدد من المرضى المصابين بالفيروس خلال الأشهر المقبلة. واختتم رئيس الفريق البحثى تصريحاته قائلاً: «أهدى بحثى لمصر، وقريباً سيشهد العالم بحثاً جديداً يقلب موازين العلم، وعام 2014 لن يشهد مريضاً بفيروس سى بمجرد إنتاج الجهاز محلياً بكميات تسمح بعلاج 20 مليون مصرى مصابين بالفيروس، ولن تلجأ مصر لبيع الجهاز إلا بعد شفاء المرضى المصريين».