فاتن في شارع النجوم

هل بقي دور لم تمثله فاتن حمامة؟
تنشر «الموعد» في «شارع النجوم» مجموعة من المقالات التي كتبها رئيس تحرير «الموعد» الراحل محمد بديع سربيه، وهي لا تتبع التسلسل الزمني، بل تتنوع مواضيعها ومضمونها مع تنوّع النجوم الذين رووا ذكرياتهم وتحدثوا ومشوا في «شارع النجوم». ----------------------------- كتب الراحل محمد بديع سربيه عام 1974: دائماً هناك ظمأ جماهيري الى أفلام فاتن حمامة.. والسينمائيون، والمنتجون منهم بصورة خاصة، يعرفون هذا الظمأ، من خلال تجاربهم مع السوق، وتعاملهم مع الجمهور، وخبرتهم بأمور شباك التذاكر!. وكل السينمائيين المنتجين يقولون لك دائماً إن فاتن حمامة تشكل ظاهرة سينمائية غير اعتيادية، إنها في التمثيل مثل أم كلثوم في الغناء، والجمهور رغم مرور السنين الطويلة، لم يملّ من صوت سيدة الطرب، بل هو يطلب منها المزيد دائماً، وكذلك هو الحال بالنسبة لفاتن حمامة التي بلغ عدد الأفلام التي مثّلتها على امتداد ربع قرن ما يقارب المائة فيلم، ومع ذلك، فإن جمهور السينما في كل بلد عربي يترقب بشوق ملح ولهفة دائمة ظهورها من جديد على الشاشة، وفي كل مرة يراها يحبها أكثر، ويغدق عليها الإعجاب بنفس الحماس الذي كان يظهره نحوها منذ ربع قرن.. وهنا، لست أذيع سراً إذا قلت بأن بعض السينمائيين خيّل اليهم عندما ابتعدت فاتن حمامة عن الشاشة لمدة أربع سنوات أمضتها في أوروبا مع ولديها، انها قد انتهت كممثلة سينمائية ذات رصيد شعبي، وأن الجمهور قد تحوّل عنها نهائياً الى الصاعدات والشابات من نجمات الشاشة اللواتي برزن وتألقن واشتهرن في فترة غيابها، وعندما عادت سيدة الشاشة العربية الى مصر، لتمثّل دور البطولة في فيلم «الخيط الرفيع» ساد اعتقاد في أوساط سينمائية معينة أن هذا الفيلم قد يكون بالنسبة لفاتن حمامة هو الفيلم الذي تودع به الشاشة السينمائية، لأنها قد تؤكد فيه موهبتها الباقية كممثلة، ولكنها لن تنال من الجمهور نفس الحب الذي كانت تناله بالأمس القريب!. والذي حدث منذ حفلة العرض الأولى لفيلم «الخيط الرفيع» هو أن كافة السينمائيين قد اكتشفوا خطأ حساباتهم، فمن جهة كان الإقبال الجماهيري على دور السينما التي عرض فيها الفيلم يفوق كل توقع، ومن جهة ثانية، كانت قلوب المتفرجين تخفق مع فاتن حمامة، والعيون تنطق بها، والأحاسيس الحانية الرقيقة تغمرها كلما تحركت، أو بكت، أو ضحكت، أو أحبت.. وسجلات الدوائر السينمائية تؤكد أن الفيلم الأول الذي ظهرت فيه فاتن حمامة على الشاشة بعد غيبة السنوات الأربع، قد أعطى ايرادات لم تكن في الحسبان، وأن النجاح الذي تحقّق له مادياً ومعنوياً ما تحقّق لأي فيلم عربي آخر في تلك الفترة التي كانت تعاني فيها السينما المصرية من حالة ركود قاسية.. وفي بيروت بالذات فإن منطقة «شارع الحمراء» وعدد دور السينما فيها يفوق العشرين، كانت بمثابة منطقة محرّمة على الأفلام المصرية والعربية عموماً، كانت وقفاً على الأفلام الأوروبية والأميركية التي كان أصحاب دور السينما فيها يعتقدون أنها وحدها هي التي تجتذب الجمهور الراقي المثقف والمتفرنج الذي يقبل على شارع الحمراء.. ومن قبيل التجربة فقط رضخت إدارة إحدى دور السينما أن تعرض فيلم «الخيط الرفيع» في نفس الوقت الذي كان يعرض فيه هذا الفيلم في إحدى دور ساحة البرج، التي تعتبر منطقة الثقل بالنسبة لجمهور الأفلام العربية، وكانت المفاجأة أن جمهور شارع الحمراء أقبل على مشاهدة فيلم فاتن حمامة أكثر من إقباله على مشاهدة الأفلام الأجنبية التي كانت تعرض في الدور الأخرى، ومن يومها رُفع الحظر عن الأفلام العربية في كل الدور السينمائية الباذخة الأناقة في شارع الحمراء.. وهناك الذين يقتنعون بسرعة، والذين يظلون بلا اقتناع مهما تراكمت أمامهم الدلائل، وهم على مثال العنيد الذي وصف بأنه اختلف مع رفيق له حول ما يراه أمامه، وهل هو عنزة أم حمامة، الى أن طارت الحمامة، فالتفت الرفيق اليه وقال له: أرأيت وتأكدت أنها حمامة!! فرد الأستاذ العنيد قائلاً: إنها عنزة ولو طارت!. أقصد أن أقول بأن أمثال هذا الأستاذ العنيد من السينمائيين، لم يقنعهم كل النجاح الذي حققه فيلم «الخيط الرفيع» بأن فاتن حمامة ما زالت المتألقة والمشرقة والمحبوبة من الجمهور السينمائي، فقالوا إن هذا النجاح لا يعدو أن يكون سببه الفضول، ورغبة الناس في رؤية فاتن حمامة بعد الغياب الطويل، ولكن، هذه موجة ومرت، ولا يمكن لفيلم آخر لها أن يحقّق أي نجاح!! ثم، وبعد الفيلم الثاني لفاتن حمامة وهو «امبراطورية ميم» لم يعد هناك من مبرر للعناد فرفع السادة الذين كانوا يرفضون الاقتناع بالحقيقة والاعتراف بها، رفعوا قبعاتهم، كما رفعوا الصوت قائلين بأن التي طارت هي حمامة فعلاً وليست عنزة!!. ولو أرادت فاتن حمامة أن تلبي طلبات السينمائيين التي تنهال عليها لكانت قد مثّلت خلال الأعوام الثلاثة الأخيرة، أي منذ عودتها الى مصر حتى الآن، أكثر من عشرة أفلام، ولكنها هي التي لا تريد الإكثار من عدد الأفلام التي تظهر فيها، وهي التي تقضي شهوراً وشهوراً في دوامة كل قصة سينمائية يعرض عليها تمثيلها، ثم تجيب بعد فترة الدرس الطويلة بالاعتذار عن عدم رغبتها في تمثيلها، وإذا حدث وكان جوابها بالقبول، فهي لا بد وأن تأخذ شهوراً أخرى في دراسة كل مشهد من القصة، وكل كلمة في الحوار الى أن تصل الى الشكل الذي ترى أنه يصلح لأن يكون الإطار السينمائي الجديد الذي تظهر فيه أمام الناس!. ولكن، لماذا كل هذا التدقيق؟ بل، ما هو السبب الذي يجعل فاتن حمامة لا تمثّل إلا القليل القليل من الأفلام، وهي القادرة على أن تمثّل الكثير الكثير لو أرادت، وتساءلت واختصرت الشروط! هل هي خائفة على رصيدها الشعبي؟ في الواقع أنها لا تخاف على هذا الرصيد ولكنها تحرص عليه، وربما ازداد حرصها الآن أكثر، وبعد أن أعطاها الجمهور مزيداً من الحب!! اذن هل هي في حالة مادية جيدة بحيث لم تعد بحاجة الي فلوس السينما؟ والحقيقة أيضاً أن فاتن حمامة قد لا تكون في حالة عوز الى المال، ولكنها أيضاً لا تملك الكثير منه، وإذا زاد ايرادها من الأفلام فإن ذلك ربما يوفر لها راحة مادية أكثر!! اذن، لماذا تعقد سيدة الشاشة الأمور؟ وتغلق الأبواب في وجوه السينمائيين الراغبين في إنتاج أفلام لها بدلاً من فتحها على مصراعيها؟ سؤال ربما لا تجيب عليه فاتن حمامة إذا وُجّه اليها من أي صحفي او سينمائي إلا بالقول إنها لا تعقد الأمور ولا تغلق أبوابها في وجه أي منتج ولا ترفض تمثيل أية قصة سينمائية جيدة.. ولكن الذين عايشوا سيدة الشاشة العربية على امتداد السنين والأيام، وبوسعهم أن يفهموا من خلال فواصل كلماتها، كيف تفكر؟ وبماذا تفكر؟ يستطيعون أن يجيبوا على السؤال، دون حاجة الى انتظار سماعه منها.. إن فاتن حمامة ترى نفسها بعيون الجماهير. إنها تدرك أن فاتن حمامة في عام 1974 هي غيرها في عام 1950، أي أنها لا تستطيع، بل ولا تقبل، أن تمثّل الآن نفس الأدوار التي كانت تمثّلها قبل عشرين عاماً. وأكثر من هذا!! إن الممثلة الكبيرة، منذ أن كانت طفلة على الشاشة، وهي تعيش كل دور تمثّله، وتعبّر بكل أحاسيسها عن الشخصية التي تمثلها، ومن هنا، فهي لم تنس أي دور من الأدوار التي مثلتها في أفلامها، بل هي تحفظها عن ظهر قلب. و.. هنا أزمة فاتن حمامة.. لقد مثّلت خلال ربع قرن، أي منذ عام 1949 وحتى اليوم، كل الأدوار والشخصيات التي يمكن أن تتضمنها أية رواية. مثّلت أدوار الزوجة السعيدة، والزوجة الشقية.. ودور الموظفة، والسكرتيرة.. ودور بنت البلد، وبنت الذوات.. ودور المشرّدة، واليتيمة، والعمياء.. ودور البنت المرحة.. والفتاة الحزينة.. ودور الملكة، ومعه دور الخادمة.. بل وكانت مغنية في فيلمين هما «لحن الخلود« و«موعد مع السعادة».. وماذا يمكن أن تمثّل بعد ذلك؟ هذا هو الموضوع الذي تناقشه الممثلة الكبيرة الناجحة مع كل مخرج يجيء اليها بقصة جديدة ما أن تطالعها حتى تضعها جانباً وتسأله: • ألا تذكر أنني مثلت نفس الشخصية في فيلم كذا؟ ويجيب المخرج: - وماله.. ده كان زمان، والجمهور لا بد وأن يكون قد نسي الفيلم.. وتضحك فاتن وتقول: • يمكن؟ ولكن أنا لم أنس.. وأنا لا أستطيع أن أكرّر نفسي، وأعيد تمثيل نفس الأدوار التي مثّلتها من قبل.. ويفهم المخرج أن فاتن حمامة، إذا كانت قد رضيت بالسير من جديد في الدروب السينمائية، فهي لن ترضى بـأن تكون شخصيتها السينمائية الجديدة، نسخة طبق الأصل عن شخصيتها السابقة، وإنما تبحث عن شخصية تبرزها على الشاشة وتتفق مع نضوجها، وتجاربها! ولقد دهش الكثيرون عندما وافقت فاتن حمامة على أن تمثّل في فيلم «امبراطورية ميم» دور أم لستة أولاد بلغ أكثرهم سن الصبا والشباب، وكان السر في هذه الدهشة أن هناك ممثلات، أكبر سناً من فاتن حمامة، ما زلن يرفضن حتى الآن أن يمثّلن أدوار الأمهات، ويصررن على تمثيل أدوار العاشقات المراهقات، وقد ردت فاتن على مظاهر الدهشة بالقول إن المهم عندها أن تعطي شيئاً جديداً ومقنعاً في أي دور تمثّله، وسيان عندها بعد ذلك إن قيل بأنها كبرت أو أنها ما زالت في ربيع الشباب!. وتضحك سيدة الشاشة وتقول: - إنّ ما أفهمه هو أن السينما لا بد وأن تكون صورة عن الواقع، وما دمت في حياتي أم لفتى في مطلع الشباب، ولي ابنة متزوجة، فلماذا لا أمثّل على الشاشة أدوار الأم؟ وبعد.. فمن كان لديه اعتراض على ظهور فاتن حمامة على الشاشة، فليقرأ هذا المقال من أوله، وعندئذٍ سوف يعرف لماذا بقيت منذ ربع قرن وحتى الآن سيدة الشاشة السينمائية العربية. «محمد بديع سربيه»

الله يا علاء موضوع حلو جدا عن سيدة الشاشة العربية

قرأته كتير و إستمتعت بالقرأة

سبحان الله أى موضوع عن الزمن الجميل يجذبنا بسرعة

ونحاول رفعه لإنه بيكون حوار صادق ليس فيه مجاملات

حوار من القلب

شكرا لك حبيب الكل

جنة النعيم كتب:: الله يا علاء موضوع حلو جدا عن سيدة الشاشة العربية

قرأته كتير و إستمتعت بالقرأة
سبحان الله أى موضوع عن الزمن الجميل يجذبنا بسرعة
ونحاول رفعه لإنه بيكون حوار صادق ليس فيه مجاملات
حوار من القلب

شكرا لك حبيب الكل

انا كمان عجبني اوي الموضوع يا جنة
لقيته في عدد الموعد الأخير وشدني
خصوصا في كلام فاتن عن أداءها دور الام وانه اللي يهمها
أن تعطي شيئا جديدا ومقنعا
وفعلا هي عشان كده سيدة الشاشة
ربنا يحفظها
وشكرااااااااا جنتنا الجميييييييلة

موضوع راائع جداااا عــــلاء
وفاتن فنانه رائعه ولم تكرر الادوار في افلامها وكلها هادفه ولها معنى
ومجله الموعد مجله فنيه رائعه قدرت النجوم على مر الزمن وما زالت في قمه روعتها

سلمت الايادي علاء على رفع الموضوع الجميل
شكرا والك اغلى تحيااااتي

فاطمه كتب:: موضوع راائع جداااا عــــلاء
وفاتن فنانه رائعه ولم تكرر الادوار في افلامها وكلها هادفه ولها معنى
ومجله الموعد مجله فنيه رائعه قدرت النجوم على مر الزمن وما زالت في قمه روعتها

سلمت الايادي علاء على رفع الموضوع الجميل
شكرا والك اغلى تحيااااتي

صح يا فاطمه كلامك كله

والموعد فعلا من أرقى المجلات الفنية

رحم الله مؤسسها وصديق العندليب

محمد بديع سربية

وشكراااااااااااااا زهرتنا الجمييييييييييلة

واحلى تحيااااااااااااااتي

شكرا لك اخى علاء
موضوع جميل عن سيدة الشاشه العربيه

أشرف كتب:: شكرا لك اخى علاء
موضوع جميل عن سيدة الشاشه العربيه

ربنا يخليك يا اشرف

تسلم يا غالي يا جمييييييل

أشكرك أخى الكريم علاء على هذا الموضوع الرائع

عن سيدة الشاشة العربية فاتن حمامة

أفلام فاتن من أجمل الافلام كانت بتختار أدوارها

ببراعة دورها كان جميل جدا فى نهر الحب موعد مع الحياة

وموعد مع السعادة وأنا الماضى وانا بنت ناس ولحن الخلود

وبرعت فى دورها صراع فى الميناء وافواه وارنب فى دور البنت

الشعبية البسيطة وطبعا دعاء الكروان ادوار متعددة غير متشابه

برعت فى تمثيلها بإتقان هى دى فاتن حمامة اللى مازلنا نشاهد

أفلامها ونتفاعل مع ادوارها كأنها حقيقة خلتنا نصدقها فى كل دور قامت به

أشكرك مرة اخى أخى علاء

ولك تحيــــــــــــــــــــــاتى

فاتن فؤاد كتب:: أشكرك أخى الكريم علاء على هذا الموضوع الرائع

عن سيدة الشاشة العربية فاتن حمامة

أفلام فاتن من أجمل الافلام كانت بتختار أدوارها

ببراعة دورها كان جميل جدا فى نهر الحب موعد مع الحياة

وموعد مع السعادة وأنا الماضى وانا بنت ناس ولحن الخلود

وبرعت فى دورها صراع فى الميناء وافواه وارنب فى دور البنت

الشعبية البسيطة وطبعا دعاء الكروان ادوار متعددة غير متشابه

برعت فى تمثيلها بإتقان هى دى فاتن حمامة اللى مازلنا نشاهد

أفلامها ونتفاعل مع ادوارها كأنها حقيقة خلتنا نصدقها فى كل دور قامت به

أشكرك مرة اخى أخى علاء

ولك تحيــــــــــــــــــــــاتى

شكرااااااااااا فاتن على تعليقك الجمييل

وانا معاكي طعا فاتن دايما تختار بعناية

وانا بحبها جدااا هي ممثلتي الاولى

» شارع النجوم ...أخر كلام سمعته من عبد الحليم
» سمير صبري يتحدث عن العندليب في شارع النجوم
» جمعية كتاب ونقاد السينما تكرّم فاتن في حفل غاب عنه النجوم
» فيلم شارع الحب
» لماذاهدد العندليبب بالإنسحاب من شارع الحب