ماجدة الصباحي
لعبت امامه بطولة فيلم 'بنات اليوم' وقد كان من الغريب على المخرج هنري بركات ان يختار ماجدة بدلعها التقليدي، لتؤدي دور الفتاة المسؤولة التي تحب في صمت بينما كانت مؤهلاتها تؤهلها لاداء دور الفتاة الطائشة، لكن بركات قرر ان يضيف لها لتضيف هي بدورها للبطل الذي يحبها فتخيل ان يصبح كل هذا الدلع رمزا للمسؤولية.
وكانت ماجدة ترى انها احق بان يوضع اسمها على تترات الفيلم قبل حليم لانها بطلة ومنتجة قبل ان يدخل حليم السينما، وكانت خارجة من نجاح مدو لفيلمها 'أين عمري' لكن بركات مخرج الفيلم وشريك عبد الوهاب في انتاجه قال لها: حليم لن يوافق على هذا الشرط.
وقررت ان تنسحب من الفيلم فطلب بركات مهلة حتى يعرض الامر على حليم وعبد الوهاب. وبعد يومين وافق حليم على وضع اسمها قبل اسمه على تترات الفيلم، فسعدت ماجدة وعملت الفيلم.
ولكن عندما عرض الفيلم وجدت ان اسم حليم هو الاول فغضبت، وظلت تسأل حليم وبركات وعبد الوهاب، وكل منهم يلقي بالتهمة على الآخر وانه المسؤول. ولكن هذا الغضب ـ كما تؤكد ماجدة ـ لم يدم طويلا: لان حليم كان انسانا وفنانا حساسا وكنت سعيدة عندما كنت اعمل معه في هذا الفيلم لانه كان يعاملني بمنتهى الرقة والحساسية، وكان مجاملا وخفيف الظل واكثر من ذلك كان فنانا قديرا يقدر قيمة الفن ومن يعملون معه في هذا الفن.
ان حليم شخص مريح جدا في العمل ومجتهد جدا وعندما تراه تشعر وكأنك تعاملت معه كثيرا، ولكن عبد الحليم كان من الاشخاص الذين يهتمون بعملهم كثيرا واصدقاؤه المقربون محدودون جدا فهو كان خجولا.. ويحتاج لوقت طويل حتى يرتبط بعلاقة صداقة مع احد داخل بلاتوه التصوير. فاثناء العمل كان يحتاج الى التركيز لانه كان يفضل عمله ويخلص له كثيرا. وصوته هادىء جدا ومن الصعب ان تجده ثائرا او خارجا عن حدود اللياقة والادب. فهو دائما يتعامل وكأنه يقف خلف حاجز زجاجي، فاذا اعترض فهو يعترض بهدوء وتعقل، واذا طلب التجديد او التغيير يفعل هذا دون ان يراه او يشعر به احد، ويطلب ذلك على استحياء شديد، طريقة مهذبة ومنطقية.
والحق يقال ان فيلم 'بنات اليوم' الذي قدمته مع عبدالحليم كان له مكانة خاصة في اعمالي الفنية، واشعر اني نضجت فنيا لاختياري مثل هذا الدور بشكل خاص.
وفي نفس العام قدم حليم فيلما آخر كان دليلا على نضجه الفني واختياره للقصة والدور المتميز في فيلم 'الوسادة الخالية' الذي مازالت قصته تشغل الكثيرين وهي الحب الاول، وهل هو حقيقة ام سراب؟
وكانت البطولة للفنانة الشابة لبنى عبد العزيز التي كانت تتلمس بداية طريق النجومية في ذلك الوقت.
آمال فريد
ومن ماجدة الى آمال فريد بطلة الفيلم نفسه وفيلم آخر امام حليم هو فيلم 'ليالي الحب'، فقد كانت آمال في قمة تألقها وهي الى جوار عبد الحليم حافظ حيث استغل كل من المخرج حلمي رفلة والمخرج بركات رومانسية ملامحها ورقة صوتها، وحاولا اضفاء بعض الفخامة على حركاتها ليخلقا بذلك انثى تليق بعبد الحليم حافظ.
مريم فخر الدين
ومازلنا نتنقل من شارع الى آخر ومن حكاية الى اخرى من حكايات العندليب ونقترب هنا من 'حكاية حب' تلك الحكاية التي كانت بطلتها مريم فخر الدين الفتاة الثرية المرفهة الرقيقة
كانت مريم فخر الدين في تلك الفترة الثنائي الرومانسي الغالب في افلام فريد الاطرش مثل 'عهد الهوى' و'ماليش غيرك' و'رسالة غرام' و'يوم بلا غد'. ولكنها في فيلم 'حكاية حب' بدت شديدة العاطفة والرومانسية فهي تعرف ان حبيبها محكوم عليه بالموت
رسمت الفنانة الناعمة مريم فخر الدين في فيلمها 'حكاية حب' مع حليم نهاية رومانسية لحياة عبد الحليم التي كان يتمنى ان تنتهي بها حياته في الحقيقة.. فقد كانت احداث الفيلم قد اخذت ملامح كثيرة من حياة حليم الحقيقية الى الشاشة
زيزي البدراوي
اذا كانت كل نجمات السينما مهما كانت نجوميتهن ومهما كانت شهرتهن قد استفدن من العمل في سينما حليم فان فنانة مثل زيزي البدراوي التي وقفت امامه في فيلم 'البنات والصيف' والتي استبدلت دور الاخت الى الحبيبة التي ترفض حب حليم مع الوجه الجديد في ذلك الوقت سعاد حسني.. فان زيزي تكاد تكون الفتاة الوحيدة التي خسرت من عملها مع حليم وهي بنفسها تفسر ذلك بقولها : قدمت هذا الدور في منتصف الستينات وكنت قد قدمت العديد من الافلام في تلك المرحلة، وقصة الفيلم كانت تدور حول فتاة يقع شاب خجول ومهذب في حبها، ولكنه لا يستطيع ان يدخل منافسة مع شاب آخر استطاع ان يخدع الفتاة بكلماته المعسولة وخبرته في التعامل مع الفتيات وينجح في خداع البنت التي رفضت حب عادل او حليم الشاب الخجول الهادئ.
وتضيف زيزي: لقد ظلمت نفسي وقتها بقبولي هذا الدور، فقد فقدت كثيرا من جمهوري لانني رفضت حب شاب رومانسي هو ملك قلوب العذارى، كما اطلقت عليه بعض الصحف في ذلك الوقت.
اما عن علاقتي بحليم فلم تكن تتعدى علاقة العمل داخل الاستديو واثناء التصوير خاصة. عدد المشاهد التي جمعت بيني وبين حليم كانت قليلة، ولكنه شخصية مبهرة عندما تراه لاول وهلة وعندما عملت معه كان نجما كبيرا، ولكن رغم نجوميته كان شديد التواضع والهدوء وهو دائما مثله مثل اصغر فرد في البلاتوه وقادر على استيعاب وتنفيذ توجيهات المخرج من دون اي اعتراض ولديه شفافية في نقد نفسه ربما اكثر من النقاد او المحيطين به، وهو كان شديد التواضع حتى ينتابك شعور بانك النجم وهو شخص عادي وليس النجم الكبير عبد الحليم حافظ.
زهرة العلا
اما زهرة العلا التي اخذت البطولة مع عبد الحليم لتكون هي الزوجة الاولى والاخيرة لحليم على الشاشة، فقد جاء هذا اللقاء بينهما من خلال فيلم 'موعد غرام'. لكن كانت البطولة المطلقة لفتاتين في 'فتى احلامي' وهما لم تكونا قد دخلتا عالم السينما من قبل وايضا لم يستمرا فيها بعد هذا الفيلم اذ اعتزلتا التمثيل وهما منى بدر وسهام فكان رصيدهما السينمائي قد توقف بعد هذا الفيلم
شادية
عندما ظهر هذا الثنائي كان متجانسا في العام الأول سواء من حيث السن والتفاهم، وفي 'لحن الوفاء' بدا كل منهما متشابها في ظروفه، خاصة في ظروف بطلي الفيلم 'جلال وسهام'، فكلاهما يتيم بلا أسرة يبحث عن جذور وحب والزمن ينتظره.. وسرعان ما يتبادلان الحب
وقد تكررت الأجواء نفسها في فيلم 'دليلة' بين البطلين نفسيهما فمحمد هنا موسيقار شاب مبتدئ يرتبط بعلاقة حب مع جارته دليلة التي تشد من أزره وتلهمه وتقف إلى جواره. والفيلم بمثابة رحلة صعود لهذا المطرب الموسيقار أمام الحبيبة فقد رأيناها في امرأتين تحملان الصور نفسها، حيث جسدت شادية دور دليلة الجارة الحبيبة التي تقرر الانتحار عندما تعرف أن حبيبها اضطر لبيع ألحانه في الصالات الوضيعة من أجل أن يصرف عليها. أما المرأة الثانية ـ شادية أيضا ـ فهي فتاة ثرية تتزوج منه ولا تهتم إلا بالمظاهر وبنفسها، فتبدو بمثابة الوجه الشرير لدليلة التي تظهر مرة أخرى.
معبودة الجماهير
ولم تلتق شادية وعبد الحليم إلا بعد أكثر من 9 سنوات وإذا كان هناك فرق طفيف بين الحبيبين في 'لحن الوفاء' ما لبث أن ذاب، فإن هذا الفارق يظهر معكوسا بين سهير المطربة المشهورة وإبراهيم الممثل المبتدئ، لكنه لا يلبث أن يذوب كي يتعرض الحب فيما بعد لأزمة ملحوظة. والتشابه هنا متكرر بين الحبيبين، فهما بلا جذور أو أسرة أو أصل، والحب هنا باق مهما كانت الشهرة. والقضية الرئيسية في حياة العاشقين هي البقاء على عهد الهوى، وهناك جرح ما يصيب الكبرياء وهو الذي يؤخر التقاء الحبيبين من جديد.
شيء آخر
وشادية في 'معبودة الجماهير' شيء آخر.. لكن شادية استطاعت في أفلامها مع عبد الحليم أن تكون هي نفسها وليست الفتاة التي تليق به. ورغم أن فيلم 'معبودة الجماهير' هو معزوفة أخرى على تيمة الفتى الفقير وبنت السلطان، فان أداء شادية اختلف عن بقية بطلات أفلام عبد الحليم اللاتي مثلن دور الأميرة أمام عبد الحليم.
كانت شادية بحكم خبرتها وعمرها ونضجها نموذجا آخر لا يمثل الأميرة بالضبط، ولكن ربما الملكة أو السيدة الناضجة التي تحب بشكل مختلف. ورغم ذلك، وبسبب نجوميتها ونجومية عبد الحليم المطلقة، لم يجد المخرج حلمي رفلة بدا من أن يحولها وفي لحظة واحدة، من سيدة ناضجة ذات إرادة قوية وعزيمة لا تلين إلى امرأة تترك كل شيء وتنهار من أجل حبيب خادع وكاذب.
إن شادية هي الوحيدة التي لعبت بطولة ثلاثة أفلام أمام حليم وكانت أول أفلامه 'لحن الوفاء' الذي بدأ تصويره 1955 ولكن لم يخرج إلى النور إلا مع الفيلم الثاني الذي وضع أيضا ملامح نجاح عبد الحليم في السينما المصرية، حيث انتهى عبد الحليم من تصوير فيلم 'أيامنا الحلوة'، وأصبح بطلا أمام الفاتنة الشقية شادية ونجمة السينما العربية فاتن حمامة.. وكان للتباين بين الدورين اللذين تابعهما الجمهور في عام واحد صدى كبير أضاف الكثير لجماهيرية حليم.
وعن هذا اللقاء في هذا الفيلم تحدثت ن عبد الحليم كان يتميز بالهدوء والإتقان والخجل والتزام هذا الشاب الجديد على الشاشة الذهبية، كان شديد الخجل لا تشعر به أثناء العمل ولا تعرف إذا كان حليم موجودا أم لا.. إلا في حالتين.. الأولى: بدء التمثيل.. والثانية: إذا بدأ في 'الدندنة' مع نفسه فيلتف من حوله الجميع.
وتؤكد شادية أيضا أن نجاحها مع عبد الحليم في هذا الفيلم واستيعاب عبد الحليم لموهبة ونجومية وشقاوة شادية على الشاشة وفي الكواليس هو الذي جعل من السهل عودة اللقاء مرة أخرى في العام التالي مباشرة من خلال فيلم 'دليلة' ثم جاء اللقاء السينمائي الثالث والأخير بينهما في فيلم 'معبودة الجماهير' عام 1967 ليتوج نجاح العلاقة واللقاء الفني ما بين شادية وحليم.
فاتن حمامة
ربما في بداية حليم السينمائية كان لرومانسية حليم أمام شقاوة شادية وهدوء فاتن حمامة صك النجاح لدى جمهور الشاشة الكبيرة، فانطلق حليم يؤكد نجاحه، بان أعاد أيضا تجربة بطولة مطلقة مع فاتن حمامة من خلال فيلم 'موعد غرام' في العام التالي مباشرة. وبدلا من أن يقاسمه بطولة الفيلم نجوم آخرون، كعمر الشريف وأحمد رمزي في 'أيامنا الحلوة'، انفرد حليم بالبطولة أمام فاتن في 'موعد غرام'. وكما ذكرنا أنه أعاد التجربة أيضا في العام التالي مع شادية في فيلم 'دليلة' ليجد حليم نفسه مرة أخرى في فيلمين، والاثنان بطولة مطلقة، أمام شادية وفاتن حمامة.
أما قصص الحب، التي ربطت حليم وفاتن حمامة في الفيلمين اللذين اجتمعا فيهما، قائمة على التضحية في المقام الأول. ففي فيلم 'أيامنا الحلوة' يضحي العشاق الثلاثة من أجل سعادة هدى.. صحيح أن هناك صدمة تصيب الصديقين عندما يكتشفان أن هدى تحب زميلهما أحمد، لكن الثلاثة يتكاتفون من أجل تدبير المال لعلاجها عقب معرفة إصابتها بمرض الصدر.
وفي فيلم 'موعد غرام' كانت التضحية قوية من طرف نوال التي قررت عدم كشف سر مرضها لحبيبها سمير وهو في طريقه إلى النجومية الغنائية إلى أن يعرف الشاب بمقدار التضحية فيسرع إليها ويلحق بها في الطائرة وهي متجهة إلى أوروبا للعلاج.
والواضح أن الحبيبات تتكرر وجوههن وتتشابه حواديتهن ومشاعرهن النبيلة. وفي هذا الفيلم، بدت فاتن خفيفة الظل وهي تضرب المواعيد لسمير كي تعاقبه على تعامله معها مثلما يتعامل مع كل البنات.
[/center]