ولكن يد الإرهاب إغتالتهم فى أماكن عدة فى أثناء قيامهم بواجبهم المقدس فلم يتركوا مكانا إلا واستهدفوا ضباط الشرطة أمام جامعة القاهرة وقصر الاتحادية سالت دماؤهم الزكية واشتدت جرائم الإرهابيين بشاعة عندما فجروا سياراتهم فى أثناء خروج الضباط من منازلهم بل تتبعوهم فى الأكمنة وسيناء ووضعوا المتفجرات فى الطرقات أمام المدرعات ليصلوا إلى غرضهم و هو محاولة زعزعة إستقرار الوطن ولم يمر شهر خلال عام ٢٠١٤ إلا وقدم رجال الأمن بمصر أحدهم أو عدد منهم قربانا لألهة الشر التى تحيك لمصرنا الإرهاب وتخطط للفوضى إلا أن جميع خططهم باءت بالفشل.
ففى شهر يناير قام مسلحون باستهداف اللواء محمد السعيد مدير المكتب الفنى لوزير الداخلية عندما أطلقوا عليه الرصاص عقب نزوله من منزله ليستقل سيارة العمل متجها إلى عمله وتلك الجريمة التى أثارت الذعر والرعب بين سكان المنطقة التى يقيم بها فى الهرم
ولم تكد تمر أيام وفى أثناء حملة أمنية لتنفيذ أحكام بمركز كفر الدوار وفى أثناء القبض على عدد من هؤلاء الهاربين قاموا بإطلاق الرصاص على القوات ليستشهد النقيب مازن إبراهيم
و بعد عشرة أيام قام مجهولون باعتراض سيارة شرطة كان يستقلها النقيب أحمد حسين عقب إنتهاء خدمته بكمين أول طريق السويس وفى أثناء مروره بكوبرى السماكين بالإسماعيلية قاموا بإطلاق الرصاص على القوات ليستشهد النقيب أحمد وما بين يد الإرهاب والعصابات المسلحة كانت أرواح رجال الشرطة فداء للشعب المصرى
وكانت مصر كلها على موعد مع الحادث الأليم الذى أدمى قلوب المصريين يوم ٢ إبريل وهو تفجيرات جامعة القاهرة عندما انفجرت عبوتان عن بعد بمقر ارتكاز الكمين الأمنى المكلف بتأمين جامعة القاهرة أمام البوابة الرئيسية للجامعة ليستشهد اللواء طارق المرجاوى رئيس مباحث قطاع غرب القاهرة و أصيب ٨ من الضباط والأفراد فى حادث أثار حزن المواطنين ورجال الشرطة لدماثة خلق اللواء طارق المرجاوى الذى كان يحبه جميع زملائه
و بعد ٤ أيام يلقى الرائد محمد أحمد خلاف نفس المصير على يد ٣ أشخاص محكوم عليهم فى أثناء قيامه بالقبض عليهم
و بعد ٥ أيام من هذا الحادث البشع قام مجهولون بزرع عبوة ناسفة بنقطة المرور بميدان لبنان وهو ما أدى إلى إستشهاد المقدم محمد جمال بالإدارة العامة لمرور الجيزة
وبعد الحادث الإرهابى قامت أيضا عناصر إجرامية وإرهابية باستهداف الرائد أشرف القزاز بطريق مصر ــ أسيوط الصحراوى .
أما أبشع تلك الجرائم عندما كان اللواء أحمد زكى قائد الأمن المركزى متوجها
ليستقل سيارته أمام منزله بمدينة أكتوبر إنفجرت السيارة وتحولت جثته إلى أشلاء
بعد أن قام الإرهابيون بزرع القنبلة أسفل السيارة
ولم تمض سوى أيام معدودة حتى نجح فريق البحث الجنائى الذى أمر به اللواء سيد شفيق مساعد وزير الداخلية لقطاع الأمن العام بالاشتراك مع قطاع الأمن الوطنى من الوصول إلى الخلايا الإرهابية وبالتحديد ما يسمى أجناد مصر الذين نفذوا جريمة المرجاوى وأحمد زكى بالإضافة إلى محمد جمال ومدير المكتب الفنى لوزير الداخلية اللواء محمد سعيد ويتم تقديمهم إلى نيابة أمن الدولة العليا ومحاكمتهم.
و لم ينته الأمر عند هذا الحد بل إن هناك ضاطا وأفرادا كتبوا أسماءهم بحروف
من النور فى سجل بطولات أبناء هذا الوطن كتبوا بدمائهم شهادة نجاة لباقى
المصريين ففى شهر مايو أستشهد الملازم أحمد حيدر عندما قام مسلحون بقتله
ومحاولة الاستيلاء على سيارته بمنطقة شبين القناطر
وكذلك أستشهد أيضا النقيب رامى الجنجيهى بالأمن المركزى عندما أطلق عليه مهربون الرصاص بمنطقة (ج ) فى أثناء تأمين العلامة رقم ١٧ على الحدود المصرية برفح
و أستشهد أيضا العميد إلهامى عبدالمنعم رئيس مباحث سوهاج فى أثناء مشاركته فى ضبط أحد المشتبه فيهم باختطاف شاب بطما فأطلق اللصوص عليه الرصاص مما أدى إلى استشهاده وضابطين بالحماية المدنية هما العميد أحمد عشماوى مبارك ومحمد أحمد لطفى وذلك فى أثناء قيامهم بإبطال مفعول قنابل وضعها إرهابيون بالقرب من قصر الاتحادية حيث انفجرت بهما هذه القنابل
فرجال الشرطة مابين نيران العصابات المسلحة واستهداف الإرهابيين أصبحوا مستهدفين ليسوا كأشخاص وإنما كان الهدف فى إشاعة الفوضى.
وفى سيناء التى كانت معقلا للإرهاب ومسرحا للأحداث على مدى عام ٢٠١٤ قامت مجموعة إرهابية بإستهداف اللواء محمد سلمى سواركه وهو من ضباط الأمن المركزى وفى نفس الوقت من أبناء سيناء .
وكان طريق مارينا على موعد مع حادث إرهابى عندما قامت العناصر الإرهابية التى نفذت جريمة الفرافرة باستهداف المقدم طارق مباشر وهو ما أدى إلى استشهاده و٥ من الجنود ونجحت وزارة الداخلية فى القبض على مرتكبى هذا الحادث البشع واستهدفت
باقى الإرهابيين بعملية ناجحة أدت إلى مقتلهم جميعا بالسويس
والإرهاب لا يعرف فرقا بين مدينة ومحافظة ففى شهر سبتمر استشهد العقيدان
خالد محمود على ومحمد أبوسريع عندما تم زرع قنبلة أسفل شجرة أمام
وزارة الخارجية فى أثناء قيامهما بمتابعة إجراءات التأمين
و قبل أن ينتهى العام وفى شهر نوفمبر وبالتحديد يوم ٢٦ قام إرهابيون باستهداف
العقيد ابرهيم بدران فى أثناد قيامه بتأمين فوج سياحى بالعريش وهرب الجناة
وفى التاسع من ديسمبر استشهد النقيب محمد نجيب على يد عناصر إجرامية ببلبيس ونجحت وزارة الداخلية فى ضبط مرتكبى تلك الجرائم البشعة ومازالت تواصل جهودها لضبط الباقين.
١٤٧ شهيدا من رجال الشرطة انضموا إلى قائمة الشهداء الذين هم أحياء عند ربهم يرزقون حملهم زملاءهم على أعناقهم إلى مثواهم الأخير ويعودون ليقدموا شهداء جددا ولا يزيدهم الإرهاب إلا تماسكا ولن تنساهم أسرهم ولن تنساهم الدولة ولا الشعب المصرى بكامله حيث كلف وزير الداخلية اللواء محمد إبراهيم اللواء عادل فتيح مدير إدارة العلاقات الإنسانية بمتابعة أبناء الشهداء حتى ينهوا تعليمهم الجامعى وهذا هو أقل ما يمكن أن تقدمه مصر لأبنائها الأبرار.