تمر اليوم الثلاثين من مارس الذكرى السابعة والثلاثين لرحيل العندليب الأسمر عبد الحليم حافظ.
رغم مرور السنوات وظهور اجيال متعاقبة في عالم الفن، فإن مكان العندليب مازال محفوظا بين عمالقة الموسيقى العربية ، ومازال صوت العندليب مغردا عبر الاثير سواء في الاذاعات أو أشرطة الكاسيت أو حتى وسائط الموسيقى الجديدة التي ادخلتها التكنولوجيا بداية من الاسطوانات المدمجة ووصولا الى برامج وتطبيقات اجهزة المحمول المتطورة.
أسرار كثيرة وقفت وراء استمرار العندليب منها إخلاصة الشديد لفنة وعشقة له، وحرصه على تقديم الجديد والمختلف حتى أن اعمالة الفنية كانت طوال مشوارة رمزا للموضة والتجديد والثورة الموسيقية التي اقدها هو وجيل من المبدعين يتقدمهم محمد الموجي وبليغ حمدي وكمال الطويل وبالطبع الأب الروحي لهؤلاء موسيقار الاجيال محمد عبد الوهاب .
ولد عبد الحليم حافظ في قرية الحلوات بمحافظة الشرقية عام 1929 ، وعاني من اليُتم مُبكرا وهو ما أثر في شخصيته وجعل حياته أقرب الى دراما متصاعدة ترصد حياة طفل تتلاطمة الأيام بقسوتها وصولا الى شخصية شاب فقير يبحث عن حلم النجومية والنجاح .
التحق بمعهد الموسيقى العربية قسم التلحين عام 1943 حين التقى بالفنان كمال الطويل حيث كان عبد الحليم طالبا في قسم تلحين، وكمال في قسم الغناء والأصوات، وقد درسا معا في المعهد حتى تخرجهما عام 1948 ورشح للسفر في بعثة حكومية إلى الخارج لكنه ألغى سفره وعمل 4 سنوات مدرساً للموسيقى بطنطا ثم الزقازيق وأخيرا بالقاهرة، ثم قدم استقالته من التدريس والتحق بعدها بفرقة الإذاعة الموسيقية عازفا على آله الأبواه عام 1950.
في عام 1951 اعتمد عبد الحليم في الاذاعة المصرية بدعم كبير من الاعلامي فهمي عمر ، وبعد فترة بدأ مشوارة الفني الذي قدم من خلالة أغاني تحمل قدرا كبيرا من البهجة والرومانسية والتفاؤل مثل: "ذلك عيد الندى"، "أقبل الصباح"، "مركب الأحلام"، "في سكون الليل"، "فرحتنا يا هنانا"، "العيون بتناجيك"، "غني..غني"، "الليل أنوار وسمر"، "نسيم الفجرية"، "ريح دمعك"،"اصحى وقوم"، "الدنيا كلها".
كما تتحدث بعض هذه الأغاني عن الطبيعة الجميلة، مثل "الأصيل الذهبي"، "هل الربيع"، "الأصيل". كما تتناول بعض الأغاني العاطفية ذكر الطبيعة الجميلة في إطار عشق الإنسان لكل ما هو جميل مثل "ربما"، "في سكون الليل"، "القرنفل"، "حبيبي ف عنيه"، "صحبة الورد"، "ربيع شاعر"، "الجدول"، "إنت ِإلهام جديد"، " "هنا روض غرامنا"، "فات الربيع.
عرف العندليب مرحلة التألق مع كمال الطويل والموجي وبليغ حمدي كما أنه له أغاني شهيرة من ألحان موسيقار الأجيال محمد عبد الوهاب مثل: (أهواك، نبتدي منين الحكاية، فاتت جنبنا)، ثم أكمل الثنائي (حليم - بليغ) بالاشتراك مع الشاعر المصري المعروف محمد حمزة أفضل الأغاني العربية من أبرزها: زي الهوا، سواح، حاول تفتكرني، أي دمعة حزن لا، موعود وغيرها من الأغاني.
وقد غنى للشاعر الكبير نزار قباني أغنية قارئة الفنجان ورسالة من تحت الماء والتي لحنها الموسيقار محمد الموجي.
بعد حرب 1967 غنى في حفلته التاريخية أمام 8 آلاف شخص في قاعة ألبرت هول في لندن لصالح المجهود الحربى لإزالة آثار العدوان. وقد قدم عبد الحليم في هذا الحفل أغنية المسيح; كلمات عبد الرحمن الأبنودي وألحان بليغ حمدي، وغنى في نفس الحفل أغنية عدى النهار، وهي أيضاً للأبنودي وبليغ، وهي واحدة من أبرز أغاني حفلات عبد الحليم على مدار تاريخه الطويل.
قدّم حليم للسينما 16 فيلما تعد من اهم كلاسيكيات السينما المصرية اشهرها البنات والصيف والوسادة الخالية ولحن الوفاء وفيلمه الاخير أبي فوق الشجرة .
في نهاية الستينيات اشتد المرض على حليم حيث كانت البلهارسيا التي اصابته في الصغر قد تمكنت من جسدة فبدأ رحلة علاج شاقة بين القاهرة ولندن وباريس ورغم ذلك استمر في تقديم الاعمال الناجحة الى ان وافقته المنية عام 1977 .