حوار من اليوم السابع في نوفمبر 2014
أعرب النجم العربى دريد لحام عن سعادته بتكريمه من قبل مونديال الإذاعة والتليفزيون فى دورته الثالثة، حيث أهدى الفنان السورى الكبير، تكريمه للعاملين بمشروع قناة السويس الجديد.. وفى حواره مع «اليوم السابع» يتحدث دريد عن موطنه سوريا، ويصف ما يدور فيها بالتخريب وليس بالثورة، ويكشف كواليس علاقته بالنجوم المصريين، وعلى رأسهم عبدالحليم حافظ ونادية لطفى وسعاد حسنى وشادية وعادل إمام.
لماذا أهديت تكريمك بمونديال الإذاعة والتليفزيون لعمال مشروع قناة السويس الجديدة؟
- أولا أحب أقول للمصريين هنيئا لكم بالرئيس السيسى، هذا الرجل الطيب والصادق والصارم فى نفس الوقت، وهو رجل صاحب قرار ووطنى ومخلص، وبكيت عندما شاهدت افتتاح السيسى لمشروع قناة السويس الجديدة، ولذلك أهديت تكريمى بمونديال الإذاعة والتليفزيون لعمالها.
رغم معارضتك للسلطة فى أعمالك الفنية فإنك واجهت اتهامات بالخيانة وتهديدات بالقتل بسبب آرائك السياسية.. ما ردك؟
- المشكلة أننا كمجتمع سورى ننادى بالحرية، ولكننا لا نفهم معناها، فالحرية هى أن تسمع الرأى الآخر، لا أن توافق عليه، والاحترام هو ما أصبحنا نفتقده حاليا. من وجهة نظرك هل ترى أن ثورات الربيع العربى هى ثورات شعبية أم أنها مخطط أجنبى انجرفت له كل شعوب الدول العربية؟ - أرى أن الربيع العربى بدأ بمطالب شعبية محقة، وجاءت القوى الأجنبية واستغلتها ودمرت الدول العربية جيوشا وشعوبا حتى لا يصبح هناك قوى كبرى إلى جانب إسرائيل فى المنطقة.
ما رأيك فى الثورة السورية؟
- أنا مناصر للثورة الحقيقية التى تدعو للتغيير للأفضل فهى مرادف للخير، ولكنى لا أرى أن ما يحدث فى سوريا الآن هو ثورة لأن ما يحدث هو تخريب متعمد للبنية التحتية للبلد، ولا أفهم كيف يضع أحد عبوة ناسفة فى قطار ملىء بالمواطنين الأبرياء، أو يفجر نفسه فى طلبة مدرسة ويموت 40 طالبا، ويسمى نفسه ثوريا.
كيف ترى المشهد السياسى فى ظل وجود جماعة «داعش»؟
- من الصعب التنبؤ بما قد يحدث، ووجود داعش يؤكد تورط الدول الأجنبية فى أحداث الدمار التى تشهدها المنطقة لأننا لم نسمع عن داعش من قبل ولا نعرف من أين أتوا. سمعنا أكثر من مرة عن عمل فنى يجمعك بالزعيم عادل إمام.. ماذا عنه؟ - كل ما حدث هو أننا تقابلنا أثناء عرض فيلمى «الحدود» بمهرجان سينمائى بتونس عام 1984، وأعجب بشدة بالفيلم وقال لى «تعالى نعمل فيلم زى ده»، وأبديت استعدادى للعمل معه خاصة أنه فنان متميز، ولكن المشروع ظل حلما ولم يتم تنفيذه حتى الآن.
هل مازالت علاقة المحبة والتواصل قائمة بينك وبين النجوم المصريين؟
- أحببت كثيرا الفنانين المصريين الذين عملت معهم، وعلى رأسهم نادية لطفى وكمال الشناوى والصوت المبتسم شادية، ولكن قليلا ما نتواصل بسبب ظروف البعاد، فأنا فى دولة وهم فى دولة أخرى، ولكنى سأظل أحمل فى قلبى ذكرى الأيام الجميلة التى عملنا بها سويا.
على ذكر اسم النجمة نادية لطفى ماذا تقول لها بمناسبة تكريمها فى مهرجان القاهرة السينمائى الدولى؟
- نادية لطفى ينطبق عليها تعبير «كامل الأوصاف»، وأقول لها ألف مبروك على التكريم، رغم أنه جاء متأخرا، ومن خلال تعاملى معها أقول إن نادية لطفى ليست فقط وجها جميلا وفنانة من طراز فريد، وعلى مستوى عال من الحرفية، ولكنها
أيضا إنسانة رقيقة ومحبة للجميع وتتمتع بشخصية جذابة.
جمعتك بالعندليب الأسمر عبدالحليم حافظ علاقة مميزة.. حدثنا عنها؟
- بداية معرفتى بالعندليب كانت فى سوريا، حيث كان يحيى حفلا غنائيا هناك، ومن شدة إعجابى بصوته ذهبت للكواليس وتعرفت عليه، وهو أيضا سمع «شو يعنى دريد لحام فى سوريا» ومن هنا تناغمنا كثيرا وصرنا أصدقاء، وكلما جاء إلى سوريا زارنى فى بيتى، وكنت أقيم دائما حفلة عشاء على شرفه، وفى الوقت الذى كان يطلب فيه المطربون أموالا طائلة للغناء فى الحفلات الخاصة، كان عبدالحليم هو الذى يصر فى كل مرة على الغناء فى بيتى، حتى إن زوجتى هالة ذات يوم دعت الحضور لتناول العشاء، ورفض عبدالحليم وقال لازم أغنى قبل العشاء، وسألته لماذا؟ وقال لى لأن الضيوف حضروا بسبب وجودى وليس من اللائق ألا أغنى لهم وأحييهم وفهمت منذ هذه اللحظة شو يعنى عبدالحليم الذى يعد مدرسة حقيقية فى الفن وفى الأخلاق على حد سواء، ولم يكن أبدا مترفعا أو متعجرفا، وكان يتعامل مع الناس بكل حب وود وصداقة وما قدمه عبدالحليم فى الفن جعل منه أسطورة حقيقية حتى إننا عندما نقول عبدالحليم لا نقول أبدا المرحوم لأنه باق بفنه وإبداعه، ومن أكثر الأغنيات التى أحبها له هى أغنية «قولى حاجة»، وكان يغنيها لى دائما. فى أواخر ستينيات
القرن الماضى قدمت فيلم «خياط السيدات» مع الفنانة المميزة شادية.. كيف كانت كواليس العمل بينكما؟
- كل ما أستطيع أن أقوله عنها هو أنها «سكرة»، كانت تضفى جوا من البهجة والمرح فى كل مكان تحل به، وكنت دائما أقول عنها إنها الصوت المبتسم، وروحها الصافية كانت تنعكس على وجهها دائما.
وماذا عن علاقتك بالسندريلا سعاد حسنى وبالفنانة شريهان؟
- سعاد جمعتنى بها علاقة صداقة متينة، وكنت أستضيفها فى «الغوطة» وهى منطقة بساتين قرب الشام، كنت أحبها كثيرا وكل من يتقرب منها يحبها مباشرة، وبداية معرفتى بها كانت فى مصر، حيث كانت تصور أحد أفلامها، وكنت فى مهمة خاصة بالتليفزيون، وذهبت للأستوديو الذى تعمل به وتعرفت عليها، كما جمعتنى علاقة صداقة بشريهان بعد أن قدمنا سويا فيلم «اللص الظريف»، وبعد عرض فيلمى «الحدود» قالت لى: «أنا نازلة معاكم على سوريا»، وذهبت معنا بالفعل واستضفتها فى بيتى أسبوعا.
إلى أى مدى أثر وجود زوجتك هالة بيطار فى حياتك على مسيرتك المهنية؟
- بالتأكيد أثر كثيرا، وهالة ليست فقط زوجتى، ولكنى دائما ما أقول إنها زوجتى أحيانا وصديقتى أحيانا وحبيبتى دائما، وهى أيضا مستشارتى الفنية وآخذ برأيها فى كل النصوص التى تعرض علىّ لتنفيذها، كما أنها هى السبب فى نجاح زواجنا الذى استمر أكثر من 50 عاما، وأحترم فيها التضحيات التى بذلتها من أجلى، حتى يصبح بيتنا عامرا لأنها صبرت معى على الفقر وعلى أخطائى التى ارتكبتها فى حقها، وأصبحنا بعد كل هذه السنوات روحا واحدة فى جسدين حتى إننى لا أطيق دخول البيت فى غيابها وهى كذلك.
ألم تكن زوجتك تشعر بالغيرة من علاقتك بكل هؤلاء النجمات؟
- هالة حبيبتى قبل أن تكون زوجتى، ومن الطبيعى أن تشعر بالغيرة علىّ من سعاد حسنى، ولكنها كانت تحب هؤلاء النجمات مثلى تماما، وكانت تجمعها صداقة أوتوماتيكية معهن كما أنها كانت تثق بى وتثق فى الضيفة الموجودة ببيتها.
من وجهة نظرك ما السبب فى زيادة نسبة الأعمال الضعيفة فنيا التى نراها الآن على الساحة؟
- الاستعجال، كل فنان شاب يدخل لعالم الفن الآن يريد أن يحصل على الشهرة والشقة والسيارة والحبيبة من أول فيلم، فى الوقت الذى كنا نكافح بالعشر السنوات حتى نستطيع أن نشترى سيارة بالتقسيط، و لكننا بنينا نجاحنا خطوة خطوة، وانطبق علينا قول: «واثق الخطوة يمشى ملكا»، ولذلك تربعنا على عرش النجومية لسنوات وسنوات، ولكن الاستعجال والرغبة فى النجاح بدون تعب خلق أعمالا فنية ضعيفة لأن الحب والشغف بالمهنة، هو الذى يصنع التاريخ والتميز، وأقول لكل الفنانين الشباب حبوا مهنتكم، وليكن هدفكم هو النجاح فيها قبل أن تحبوا شهرتها وفلوسها، لأن حبكم لها سيوصلكم لأحلامكم، ولكن حبكم للفلوس فقط لن يخلق لكم المكانة التى تتمنونها، كما أنها ستأتى بالتبعية بعد تحقيقكم النجاح، كما أحب أن أؤكد على التمسك بعبارة تشرشل رئيس وزراء بريطانيا، أيام الحرب العالمية الثانية، وهى أن النجاح هو الانتقال من فشل إلى فشل دون أن يفقد المرء حماسه وعلى كل الشباب أن يعتبروا كل ما يمرون به من فشل هو تجارب عليهم ألا يتوقفوا عندها كثيرا، ويدرسوا أسباب الفشل ويبدأوا من جديد.
هل ترى على الساحة من تستطيع أن تطلق عليه خليفة دريد لحام؟
- لا، الفن ليس رئاسة حتى يتم توريثه، مثلا ظهر الكثير من المطربين الذين غنوا أغانى عبدالحليم، ويمكن أصواتهم كانت أفضل من صوته، ولكنهم لم يصبحوا أبدا مثله، كل فنان هو حالة فريدة قائمة بذاتها ولا تشبه أحدا، يجوز أن يأتى واحد يحقق نجاحا أكثر منى، ولكنه لن يكون أبدا مثلى.
من تحب أن تشاهده على الشاشة من الكوميديانات الحاليين؟
- على الساحة المصرية مازال عادل إمام، هو الملك والمتربع على عرش الكوميديا بلا منافس وجمال أعماله، تتمثل فى حسن اختيار أعماله والحركة الكوميدية بها تتناسب مع عمره، وفى سوريا أحب أن أشاهد مجموعة من الشباب يقدمون مسلسلا دراميا اسمه «بقعة ضوء»، وتم تقديم من هذا العمل المميز ما يقرب من 11 جزءا وعلى الرغم من أنه مكون من قصص قصيرة لا تتعدى مدة القصة 10 دقائق فإن كل النجوم تتبارى لتظهر به حتى لو فى دور ثانوى، وخرّج هذا العمل الكثير من نجوم كوميديا منهم باسم ياخور وأيمن رضا وأحمد الأحمد وسر نجاح هذا العمل كان الاعتماد على البطولة الجماعية.
تحتل فيروز مكانة مميزة لدى كل عربى.. ماذا يمثل صوت فيروز لك؟
- أحب أن أسمع صوت فيروز الملائكى كل صباح لأنه يجعلنى أستبشر خيرا فى يومى، وبعد الظهر أحب أن أسمع عبدالحليم وأسترجع ذكرياتى معه أما الليل فيكون بالكامل لأم كلثوم.
وضع على عاتقك نجاح مسلسل «صح النوم» مسؤولية كبيرة.. ما أول شعور راودك بعد هذا النجاح؟
- شعرت بالتكريم، وبالخوف فى نفس الوقت، لأنه يجب ألا أقدم عملا أقل قيمة من «صح النوم»، وأظن أن هذا الشعور كان يراود كل الناجحين حتى أننى دخلت ذات يوم على عاصى الرحبانى لتهنئته بعد نجاحه مسرحيته «ناس من ورق» فى بيروت، ووجدته متكئا على الحائط، وحزينا وقلت له «شو بك المسرحية نجحت» وقال لى «وشو بدى أقدم بعدها». ماذا عن أعمالك الجديدة لهذا العام؟ - عرض على هذا العام 5 أعمال فنية، ولكنى رفضتها لأنها دون المستوى.
هل تعرضت لمضايقات من السلطة بسبب جرأة أعمالك التى تعارض السلطة وتحارب الفساد؟
- لا، لأنى دائما ما أقول الرسالة التى أريدها بأسلوب لا يجرح السلطة، وأعبر عن رفضى بأدب ودبلوماسية، والدليل على ذلك أننى قدمت أسماء دول افتراضية وقت أن ناقشت مشكلة الحدود بين الدول العربية فى فيلمى «الحدود» الذى أحدث ضجة كبيرة فى العالم العربى آنذاك. بصفتك ابن المسرح.. كيف ترى حال المسرح الآن؟ - فى سوريا حال المسرح يرثى له بسبب الظروف السياسية الصعبة التى تمر بها، ولكنه ليس متوقفا، حيث يقدم عروضه وقت الظهيرة. وماذا عن الوطن العربى..
هل أنت من المتابعين لحركة المسرح فى البلدان العربية؟
- لا، من الصعب أن يتابع أحد المسرح فى دولة غير المنتمى إليها، لأن المسرح ابن بيئته وهو انعكاس للهموم والمشاكل المحلية لكل وطن، وأرفض تقديم المسرحيات فى التليفزيون لأنه يفقدها ميزة التواصل الحى مع المشاهدين.
البعض يرى أنه يجب على الممثل اعتزال الفن عند تقدم العمر؟
- يجوز أن ينطبق هذا الرأى على المطربات بصورة خاصة لأن وهج شكلهن وصوتهن يتغير، مع مرور الزمن، أما الممثل فكلما زاد فى العمر منحه هذا قدرة أكبر على تجسيد شخصيات تتناسب مع كل مرحلة عمرية.
h