عبدالحليم حافظ على فراش المرض
عبدالحليم حافظ... سيمفونية الحب والعذاب
| القاهرة- من أغاريد مصطفى |
العانس في اللغة هي الفتاة التي طال مكثها في بيت أهلها من دون زواج، والرجل إذا أسن، أي تجاوز سن الزواج ولم يتزوج فهو عانس أيضا، لكن هذه الكلمة تستخدم أكثر مع النساء.
... وعوانس الفن هم «فنانات وفنانين» فاتهم قطار الزواج... بسبب انشغالهم بالعمل الفني والنجاح والنجومية.. أو نظرتهم السلبية للزواج والحياة الأسرية.
ومن بين هؤلاء الفنانين من أبدع في تجسيد دور العانس على الشاشة فقط، لكن في الحياة كان له نصيب من الزواج مرة واثنتين وثلاثا أيضا، وأبرزهم الفنانة الراحلة زينات صدقي.
عبر 15 حلقة في «الراي» نتناول مسيرة عدد ممن يمكن أن نطلق عليهم لقب «عوانس الفن»، إما لأن قطار الزواج قد فاتهم أو يوشك أن يودع رصيف حياتهم، وإما لكبر سنهم، أو لارتباطات فاشلة وشائعات لاحقتهم في كل مكان حول الارتباط بشخص ما وعدم اكتمال المشروع، وعبر هذه الحلقات أيضا ستعرف أيضا لماذا فشل بعضهم في إيجاد شريك الحياة المناسب... فانتظرونا حلقة بعد أخرى.
الإعلامية المصرية سناء منصور قالت: إن عبدالحليم كان يحب سعاد حسني جدا، وكان يوجهها دائما، وأن الجميع كان يرى ذلك، لكن لا أعرف إن كانا تزوجا أم لا، وأضافت: لم أشعر أنهما تزوجا رغم قصص الحب والشد والجذب بينهما لكن لا أعتقد ذلك.
فيما أكد المخرج سمير سيف أن هناك زواجا عرفيا تم بين عبدالحليم حافظ وسعاد حسني، وهناك العديدين شهدوا على هذا الزواج، وسعاد اعترفت بذلك لكن في وقت من الأوقات كان هناك قوى وأجهزة ومؤسسات من مصلحتها إنكار هذا الزواج تماما حتى لا تسيء إلى الشخصية... موضحا: ان سعاد حسني قالت للمقربين منها إنها تزوجت عبدالحليم حافظ.
وقال: عندما أجد المعطيات أمامي من بينها أنه مكتوب على الموقع الرسمي لها أن أول أزواجها عبدالحليم حافظ، ومن كتاب أصدره الكاتب مفيد فوزي أكد أنهما تزوجا لفترة، وبناء على اعترافات لها شخصيا ، بالإضافة إلى بعض وسائل الإعلام التي كتبت عن العلاقة بين سعاد وعبدالحليم فهذا أكبر دليل على زواجهما.
ولكن الكاتب الصحافي مفيد فوزي، الذي فجّر قضية زواج عبدالحليم حافظ من سعاد حسني تحدث عن علاقات حليم النسائية وعن غيرة سعاد منها، وقال إن سعاد حسني اعترفت له بأنها تزوجت عبدالحليم حافظ لمدة 6 سنوات، وبأنه كان حاضرا وقت زواجهما لكن لم يشهد على هذا الزواج كونه قبطيا... وروى مفيد فوزي بداية معرفة سعاد حسني بعبدالحليم، وبأنها أحبته أولا ثم بدأ حليم يستجيب لهذا الحب.
فيما شكك البعض في وجود علاقة أو زواج بين سعاد حسني وحليم، وبرروا ذلك بأن عبدالحليم كان مريضا ولا يستطيع ممارسة حقوقه الزوجية حتى لا يصاب بنزيف دموي.
ورفض السيناريست عاطف بشاي أي حديث عن وجود علاقة بين سعاد وعبدالحليم، وقال: بالعقل والمنطق وبكل الأشكال سعاد حسني لم تتزوج من عبدالحليم حافظ وإن كانت هذه شائعة أطلقها البعض فتظل في نطاق الشائعة.
بينما دافع الإعلامي ممدوح الليثي في برنامج «الحقيقة الغائبة» عن من قالوا ان عبدالحليم حافظ تزوج من سعاد حسني، وقال : كانت هناك علاقة بينهما والتحدث عن أنها علاقة جواز أفضل من القول انها علاقة زنا.
وتخلل برنامج «الحقيقة الغائبة» تسجيل نادر بصوت الفنانة سعاد حسني في حوار لها مع الإعلامية نعم الباز تتحدث فيه عن عبدالحليم حافظ وإعجابها به وشكل العلاقة بينهما... وإلى جانب ذلك انتقد البعض فتح ملف زواج عبدالحليم حافظ من سعاد حسني واعتبروه أمرا شخصيا لا يجوز الحديث به خصوصا أن صاحبي الشأن قد رحلا.
كما ظهر فنانون آخرون وإعلاميون في البرنامج ذاته تحدثوا عن زواج سعاد حسني وعبدالحليم حافظ من بينهم نور الشريف ونبيلة عبيد وسميرة أحمد وجمال سليمان.
الأغاني العاطفية
ظهر عبدالحليم حافظ في بداياته بصوته فقط عندما غنى أغنية «ليه تحسب الأيام» من كلمات فتحي قورة وألحان علي فراج في فيلم «بعد الوداع» 1953. وفي 18 يونيو 1953 أحيا عبدالحليم حفل أضواء المدينة بحديقة الأندلس بالقاهرة، الذي يعد حفله الأول وكان أيضا أول احتفال رسمي بإعلان الجمهوري في مصر.
ومن أبرز أغانيه «صافيني مرة» من كلمات سمير محجوب، وألحان محمد الموجي، و«على قد الشوق» كلمات محمد علي أحمد، وألحان كمال الطويل، و«توبة» في العام 1955 كلمات حسين السيد، لحن الموسيقار محمد عبدالوهاب، وكانت أولى أغاني عبدالوهاب لعبدالحليم، و«في يوم في شهر في سنة» من كلمات مرسي جميل عزيز، وألحان كمال الطويل.
و«موعود» من كلمات محمد حمزة وألحان بليغ حمدي، وغيرها من الأغاني والأعمال الفنية المتميزة.
مرضه... ووفاته
أصيب العندليب الأسمر عبدالحليم بتليف في الكبد سببه داء البلهارسيا، وكان هذا التليف سببا في وفاته العام 1977، وكانت أول مرة عرف فيها حليم إصابته بهذا المرض في العام 1956 عندما أصيب بأول نزيف في المعدة وكان وقتها مدعوا على الإفطار بشهر رمضان لدى صديقه مصطفى العريف.
ومن الأطباء الذين عالجوه في رحلة مرضه: الدكتور مصطفى قناوي، الدكتور ياسين عبدالغفار، الدكتور زكي سويدان، الدكتور هشام عيسى، الدكتور شاكر سرور، ومن إنكلترا الدكتور تانر، الدكتورة شيلا شارلوك، الدكتور دوجر ويليامز، الدكتور رونالد ماكبث، ومن فرنسا الدكتور سارازان.
وكانت له سكرتيرة خاصة هي سهير محمد علي، وعملت معه منذ 1972 وكانت مرافقته في كل المستشفيات التي تلقى العلاج فيها، وهي مستشفى ابن سينا بالرباط (المغرب)، وفي إنكلترا: مستشفى سان جيمس هيرست، ولندن كلينك، فيرسنج هوم، مستشفى كنجز كولدج (المستشفى الذي شهد وفاته)، «سالبتريد» (باريس).
توفي عبدالحليم حافظ يوم الأربعاء 30 مارس 1977 في لندن عن عمر يناهز48 عاما، والسبب الأساسي في وفاته هو الدم الملوث الذي نقل إليه حاملا معه التهاب كبدي فيروسي «فيروس سي» الذي تعذر علاجه مع وجود تليف في الكبد ناتج عن إصابته بداء البلهارسيا منذ الصغر، ولم يكن لذلك المرض علاج وقتها... وبينت بعض الآراء أن السبب المباشر في موته هو خدش المنظار الذي وصل لأمعائه ما أدى إلى النزيف، وقد حاول الأطباء منع النزيف بوضع بالون ليبلعه لمنع تسرب الدم ولكن عبدالحليم مات ولم يستطع بلع البالون الطبي، وقد حزنت الجماهير حزنا شديدا على وفاة حليم حتى أن بعض الفتيات من مصر انتحرن بعد معرفتهن بهذا الخبر. وقد تم تشييع جثمانه في جنازة مهيبة لم تعرف مصر مثلها سوى جنازة الرئيس المصري الراحل جمال عبدالناصر سواء في عدد البشر المشاركين في الجنازة الذي بلغ أكثر من 250 ألف شخص، أو في انفعالات الناس الصادقة وقت التشييع.