عمر خورشيد وسنوات مع العندليب الأسمر
حوار مع عمر فى احدى المجلات
(فى بداية حوارى مع الفنان عمر خورشيد سألته قائلا:متى بدأت علاقتك بعبد الحليم حافظ؟-فأجابنى بقوله: لقد عرفت عبد الحليم عن قرب منذ زمن بعيد حيث كان يتردد على منزلنا ويلتقى بوالدى أحمد خورشيد مدير التصوير السينمائى كما أننى كنت أعزف مع فرقة البيتى شاه كان يحضر الينا دائما ويسمعنا وكان فى كل مرة يقول لى:ليه ماتشتغلش معانا فى الموسيقى الشرقية وكنت اقول له:ان شاء اللهأفكر ولكن ظل ورائى حتى ضمنى للفرقة الماسية وكانت أول أغنية أظهر معه فيها
هى(سواح)عام 68 ثم صحبته بعد ذلك فى كل أغانيه
وسألته بعد ذلك عن موقف انسانى لا ينساه لعبد الحليم؟
فقال: فى ذات يوم من الأيام فاجأتنى أزمة حمى البحر الأبيض المتوسط والتى أصاب بها كثيرا وكان الوقت ساعتها متأخرا حوالى الساعة أربعة صباحا وحاولنا الاتصال بالاسعاف دون جدوى فلجأت زوجتى الى الاتصال بعبد الحليم الذى كان يمر بأزمة صحية وقتها تطلب منه ارسال الدكتور هشام الذى كان يلازمه دائما فى البيت فقال لها:هو مش موجود عندى دلوقت لكن حاتصل لك بيه ويبدو أنه لم يوفق فى الاتصال به فعندما استيقظت وجدته يجلس بجوارى وهو يرتدى الروب فوق الجلباب وفوق رأسه الطاقية البيضاء وعرفت أنه لما فشل فى الاتصال
بالدكتور هشام نزل وأعطانى الحقنة بنفسه ويستطرد عمر خورشيد فى رواية ذكرياته عن العندليب الراحل فيقول:ومن المواقف الطريفة التى أذكرها الآن أنه فى احدى رحلاتنا الى لبنان رأيت جيتارا فى أحد المحلات وأعجبت به جدا ولما عدت الى الفندق قلت لعبد الحليم: اما أنا شفت النهاردة حتة جيتار ياحليم انما ايه يجنن فسألنى عن اسم المحل وأخبرته به وبعد حوالى ساعة وأنا قاعد معاه بصيت لقيت الجيتار قدامى ازاى ماعرفش
لقد كان حليم رحمه الله صديقا مخلصا وانسان يمتاز بالشهامة والرجولة كما كان فنانا شديد الاخلاص لفنه وكان كريما جدا مع الموسيقيين ويشعر بمشاكلهم بسرعة
ومما لاشك فيه أن رحيله احدث فجوة كبيرة فى ساحة الغناء العربى اعتقد أنه لن يملأها احد من بعده
قلت لعمر خورشيد وماهى ذكرياتك عن الأيام الأخيرة فى حياة عبد الحليم؟-فقال لى: قبل وفاته بثلاثة أيام اتصلت به فى لندن وكان فى أحسن حالاته الصحية ويبدو أنها كانت صحوة الموت وقلت له: باقول ايه ياحليم ايه رأيك آجى اقعد عندك كام يوم واتسلى معاك ؟فقال لى: تيجى فين خلاص انا جاى لك بعد أسبوع ماتتحركش من مصر علشان حاتشترك معايا غصب عنك فى أغنية من غير ليه وأنا حاكلم عبد الوهاب علشان تبتدى تحفظ معاه فقلت له: خلاص ياحليم أنا مستعد بس انت شد حيلك وارجع لنا بالسلامة وبعد ثلاثة أيام فوجئت بخبر وفاته فى الجرائد رحمه الله)