أطول حديث مع نادية لطفي (الحلقة الرابعة)
انتشرت أكثر كنجمة بعدما مثّلت مع عبد الحليم حافظ
September 1, 2015 - العدد رقم 2616أحب الوسط الفني ولا أجد فيه أية مساوئ!
عندما يسقط فيلم لي أصاب بخيبة أمل وأبحث عن السبب!
لا أشتهي أبداً قصة مثلتها زميلة لي ونجحت فيها
ننشر في هذا العدد من «الموعد» الحلقة الأخيرة من أطول حديث كانت قد أدلت به النجمة نادية لطفي لـ«الموعد» سنة 1987 وفي هذه الحلقة تتحدّث عن الوسط الفني وأفلامها وأدوارها السينمائية.
------------------
وأذكّرها:
• هل تعتبرين أنه كان حظاً سعيداً لك أن تمثلي مع عبد الحليم حافظ في فيلمين متواليين هما «الخطايا» و«أبي فوق الشجرة»..
وطبعاً لا تنسى وتقول:
- إن فيلم «الخطايا» كان السبب في انتشاري كممثلة في أعرض قاعدة شعبية، صحيح أنني عندما رشحت لتمثيل دور البطولة أمامه كنت نجمة معروفة ومشهورة، ولكن ظهوري معه في فيلم واحد، وهو العندليب المحبوب من الجماهير، جعلني أكثر شهرة وقرباً من الناس، وأنا أعتبر فيلم «أبي فوق الشجرة» من أنجح الأفلام العربية، لأنه ظلّ يعرض في دور السينما تسعة أشهر متوالية في الوقت الذي كان فيه أنجح فيلم لا يعرض أكثر من أربعة أسابيع.. وطبعاً أنا أعتبر هذا النجاح بمثابة ضربة حظ لي.
وأقول لها:
• ولكن، لقد مثلت في فيلم «الخطايا» دور «حبيبة» عبد الحليم ثم مثلت في فيلم «أبي فوق الشجرة» دور «عشيقته» فأي الدورين كان أقرب الى إحساسك؟!
فتجيب:
- لقد أحببت الدورين.. دور «نادية» في «الخطايا» ودور «فردوس» في «أبي فوق الشجرة» وفي كل دور كان الإحساس بالنسبة لي ممتعاً ولذيذاً..
أقول:
• ربما لأن عبد الحليم حافظ كان صديقاً عزيزاً عليك؟
وترد:
- فعلاً، كان عبد الحليم من الأشخاص الذين أحبهم جداً، وكنت أحب فيه العقل، والذكاء، والحذر، والتردد، والحرص على الكمال في كل أعماله الفنية..
وأسأل ذهبية الشعر:
• ما هي المساوئ التي لا تحبينها في الوسط الفني؟
وتجيب:
- لا يمكن أن أحب الوسط الفني.. وأكره شيئاً أو أشياء فيه.. فأما أن أحبه أو لا أحبه..
وأعود وأسأل:
• إذن، تحبينه أو لا تحبينه؟
أجابت:
- أنا موجودة في الوسط الفني، ووجودي فيه ليس معناه بالضرورة، أن أكون حاضرة في كل مجتمع، ولا أن أدور وألف على كل أهل الفن.. إنني بإحساسي موجودة في الوسط الفني، وليس في هذا الوسط ما يحملني على أن أكرهه..
أقول بدهشة:
• تقصدين أنه وسط خالٍ تماماً من العيوب والمساوئ؟
ترد بجد:
- إذا كان في الوسط الفني بعض المساوئ، فأنا أحاول دائماً أن أجعله يتملص من هذه المساوئ..
وبدهشة أكثر أسألها:
• كيف؟
وتقول:
- إن ظروف الوسط الفني جعلت حقوقه مهدورة، وعندما يستعيد هذه الحقوق فلا بد أن يتخلص من أية عيوب أو مساوئ.. هذا مع العلم أن رأيي الحالي في الوسط الفني هو أنه قطاع راقٍ اجتماعياً وفنياً مهما قيل عنه..
وأتذكر شيئاً:
• لقد كنت الداعية الى إنشاء صندوق للفنانين.. ولكن فكرة هذا الصندوق لم تنجح على ما أعلم..
وقالت ذهبية الشعر:
- كان الهدف من إنشاء الصندوق هو توفير الضمانات الاجتماعية لأهل الفن، وكان عبارة عن مبادرة فردية تدعمها وزارة الخزانة بمعونة مالية لا تكفي لتغطية أقل احتياجاتها، وكان السبب في فردية المبادرة هو أنه لم يكن للفنانين نقابة، وقد صدر هذا العام القانون الذي ينشئ نقابات فنية يمكن أن تقوم هي بأعباء الصندوق وتوفر التأمينات الاجتماعية لأهل الفن.
وأقول لها:
• يعني، هل إنك لم تجدي العون من زملائك وزميلاتك عندما كنت تقيمين الحفلات التي يعود ريعها الى الصندوق؟
قالت:
- بالعكس، لقد وجدت تأييداً وحماساً ومساعدة من الزملاء والزميلات.. وفي مقدمتهم عبد الحليم حافظ، رحمه الله، ولكنني أوقفت نشاطي لأن ما قمت به لم يؤدِ الى نتائج إيجابية، ولم يكن ممكناً للصندوق أن ينجح ما لم تدعمه هيئات فنية معترف بها من الدولة..
وأعود الى شخصية «الممثلة» في نادية لطفي، وأسألها:
• أي دور مثلته على الشاشة وعشت أحداثه بإحساسك أكثر من سواه؟..
وأجابت:
- ليس هناك دور معين، فأنا أعيش بإحساسي أحداث وأبعاد كل دور أمثّله، وطبعاً ربما يتغير الإحساس بين عام وآخر، أو بين ظروف وسواها.. فأنا مثّلت قبل أعوام أدوار بأحاسيس معينة وصادقة، ولكن.. لو مثّلتها الآن، وأنا في مرحلة النضوج، لمثلتها بإحساس مختلف وربما بطريقة أفضل لأن القدرة على الأداء التمثيلي أصبحت عندي الآن أسهل..
وبصراحة، أسأل ذهبية الشعر:
• عندما يسقط فيلم أنت بطلته.. فهل تلقين اللوم على نفسك أم على المخرج؟
وابتسمت.. ولم تشعر بالحرج كما توقعت، بل قالت:
- عندما يسقط أي فيلم أكون أنا بطلته الأولى، فإنني أشعر بخيبة أمل، وأعتبر نفسي كالطالب الذي خانه الحظ فأخفق في الامتحان رغم أنه لم يهمل المذاكرة.. ولكن مع ذلك، أحاول أن أعرف الأسباب التي أدت الى سقوط الفيلم..
وحاولت إحراجها فسألتها:
• أيهما أكثر عدداً.. أفلامك التي نجحت أم التي سقطت؟
وأيضاً، لم تحرج، بل قالت:
- أنا أعتبر أنني مثّلت حتى الآن أكبر مجموعة من الأفلام الناجحة، والسرّ في نجاحي في هذه الأفلام هو أنني أحسن اختيار الأدوار التي أمثّلها، بحيث تكون أقرب الى إحساس الجماهير.. وفي فترات كثيرة أنقطع عن العمل، وأتفرغ للدراسة والتأمل وفهم المجتمع، ثم أختار ما أتصوره جيداً من الأدوار.. والمهم، أنني أخلص في العمل الى أبعد الحدود وبعد هذا فإذا نجح أي فيلم لي فأنا لا أنسب نجاحه اليّ وحدي، بل الى كل الذين عملوا معي في هذا الفيلم..