في رأيك.. ما هو سر حب الجمهور لحليم رغم كل هذه السنوات؟
بعيد عن الفن (الغناء والتمثيل)، ذكريات حليم الإنسانية لا تنتهي، في كل مكان أذهب له أجد أشخاص يحكون لي مواقف شخصية معه، مثلا أثناء ولادة زوجتي في إحدى المستشفات قابلت ممرضة حكت لي أنها دخلت وهي طفلة بيت حليم مع والدتها الممرضة، فطلب منها أن تفتح الدولاب وتأخذ أجمل سلسلة لابنتها، الله يرحمه كان "قلب ماشي على رجل".
كثيرون يغنون أغاني عبدالحليم حافظ لكن دائما ما يردد الجميع "لم يغنها مثل حليم" عكس مطربين آخرين.. في رأيك ما السبب؟
من عند ربنا سبحانه وتعالى، فيه سر كبير ،حياته الشخصية خلقت فيه أحاسيس مختلفة، فقد كان يتيم، فقير، يعيش في قرية لا يعرف عنها أحد شيء، فكر البعض في قتله بعد وفاة والدته بسبب حمى النفاث، ومع كل هذه الظروف ربنا جعله علم من أعلام الوطن العربي.
هل تعني أن التعاطف مع ظروف حليم الشخصية لعبت دور في نجوميته؟
التعاطف كان جزء بسيط جدا، كل نقطة عرق في حياته كانت بدمه، 25 سنة تعب ومرض وشقا وغلب وحاجات كثير، فالاجتهاد هو الأساس في اختيار الكلمات وإرسالها للملحن المناسب، والبروفات الكثيرة التي كانت تصاحب كل عمل جديد قبل خروجه للنور، فكل الاغاني بها جزء "حليمي".
كيف ترى إعادة تقديم المطربين لأغاني حليم؟
كل من يختار أن يغني لحليم فهو بالطبع يحبه، وهو جانب جيد في الأمر، بعد ذلك يتوقف الأمر على هل سيضيف طابعه الخاص في الأغنية، ويقولها بطريقته، أم سيكون مجرد محاولة لتقليد الأصل الغير قابل للتقليد.
ومن مِن المطربين تحب أن تستمع له وهو يغني أغاني حليم؟
عدد كبير من المطربين غنوا لعبد الحليم حافظ، وأحبهم كلهم، مثل مدحت صالح، محمد ثروت وهاني شاكر، لكن شهادتي مجروحة، احترمهم جميعا، والحكم في النهاية يكون للجمهور.
في "مسرح مصر" قام الفنان علي ربيع بتقليد حليم ووجدنا لك تصريحات عبرت فيها عن غضبك من الأمر.. فما الذي أغضبك?
هناك فرق بين التقليد والتهكم، شعرت بوجود تهكم لا مجرد تقليد، علي ربيع من الفنانين المحبوبين وإن شاء الله سيكون له مستقبل جيد، وعندما يعرف الآن أنه أخطأ أفضل، وهو بالفعل استجاب واعتذر والفنان أشرف عبدالباقي تحدث إليّ عبر الهاتف واعتذر لي، مؤكدا أن ما حدث لم يُقصد به التهكم على حليم لأنه رمز من رموز الوطن العربي.