في عيد ميلادها.. 10 أرقام في مسيرة "دلوعة السينما" شادية
"لأنني في عز مجدي أفكر في الاعتزال.. لا أريد أن أنتظر حتى تهجرني الأضواء بعد أن تنحسر عني رويدا رويدا.. لا أحب أن أقوم بدور الأمهات العجائز في الأفلام في المستقبل بعد أن تعوّد الناس أن يروني في دور البطلة الشابة.. لا أحب أن يرى الناس التجاعيد في وجهي ويقارنون بين صورة الشابة التي عرفوها والعجوز التي سوف يشاهدونها.. أريد أن يظل الناس محتفظين بأجمل صورة لي عندهم، ولهذا فلن أنتظر حتى تعتزلني الأضواء، وإنما سوف أهجرها في الوقت المناسب قبل أن تهتز صورتي في خيال الناس".
كان هذا آخر ما قالته فاطمة أحمد شاكر الشهيرة بشادية من مواليد 8 فبراير 1931 ، في حي الحلمية الجديدة بالقاهرة، وإن كانت أصولها تعود إلى محافظة الشرقية، فبدأت حياتها الفنية في سنة 1947، وأنهتها في صمت في سنة 1984 بعد مسيرة حافلة ضمت 114 فيلما و10 مسلسلات إذاعية ومئات الأغنيات ومسرحية واحدة.
ويحتفل FilFan.com بعيد ميلاد الفنانة الشهيرة بـ "دلوعة السينما المصرية" الـ 85 بعرض 10 أرقام في مسيرة شادية.
اسمها الحقيقي بالكامل فاطمة أحمد كمال شاكر، واعتادت أسرتها دوما مناداتها باسم التدليل "فتوش"، أما الاسم الفني الشهير شادية فقد تباينت الأقوال حول من هو صاحب فكرة إطلاقه عليها، بين المنتج والمخرج حلمي رفلة، والذي تعاونت معه في بدايتها في فيلم العقل في أجازة، أو الممثل والمخرج يوسف وهبي والذي كان يصور وقت أن رآها لأول مرة فيلمه شادية الوادي، أو الممثل عبد الوارث عسر والذي كان شديد الاعجاب بصوتها.
شهد 1947 أول ظهور سينمائي لشادية في أفلام أزهار وأشواك، والعقل في أجازة، بعد مشاركتها في مسابقة للوجوه الجديدة نظمها المخرج أحمد بدرخان والذي تحمس لها وقدمها للمخرج حلمي رفلة، فقدمها الأخير في فيلم العقل في أجازة مع المطرب والممثل محمد فوزي.
ثلاث زيجات مؤكدة في حياة شادية، الأولى من المهندس الإذاعي عزيز فتحي، والثانية من الممثل عماد حمدي والذي كان يكبرها بحوالي 22 عاما، أما المرة الأخيرة فكانت من الممثل صلاح ذو الفقار وشهدت فترة زواجهما ثنائيا فنيا عكس مدى سعادتهما، إلا إنهما انفصلا في 1969.
من بين روايات عديدة قدمتها السينما عن روايات لنجيب محفوظ، قدمت شادية وحدها خمسة أفلام.
كان أولها اللص والكلاب (1962)، وفيه قدمت دور العاهرة "نور" التي تساعد البطل "سعيد مهران" في رحلة هروبه، وفي العام التالي مباشرة قدمت رواية زقاق المدق، إذ قامت بدور حميدة التي يتنافس عليها رجال الزقاق.
وفي سنة 1964 قدمت فيلم الطريق المأخوذ عن واحدة من أهم روايات نجيب محفوظ، وفيه ".قدمت دور "كريمة" التي تمثل جانب الغواية في حياة البطل "صابر الرحيمي
في عام 1969 قدمت دور "زُهرة" في رواية ميرامار التي تحلل وضع المجتمع المصري في العهد الناصري، من خلال شخصية خادمة بنسيون ميرامار التي يدور في فلكها الجميع.
أما آخر تعاون بينها وبين نجيب محفوظ فكان عن قصة كتبها الأخير خصيصا للسينما، في فيلم ذات الوجهين (1973).
3 أفلام مع عبد الحليم حافظ
ثلاثة أفلام قدمتها شادية مع المطرب/ الممثل الأنجح في تاريخ السينما المصرية عبد الحليم حافظ، كان أولها لحن الوفاء (1955) والذي كان أول أعمال حليم في السينما، بعدها تعاونا مجددا في العام التالي في فيلم دليلة (1956)، ويصبح فيلم معبودة الجماهير والذي تم عرضه لأول مرة في 9 يناير 1967 آخر تعاون بينهما.
114 فيلما
114 فيلما قدمتهم شادية على مدى تاريخ فني طويل امتد منذ عام 1947 وحتى اعتزالها عام 1984، قدمت فيهم حرفيا كل ما يمكن تقديمه، بدأتها بمرحلة أدوار الفتاة المرحة خفيفة الظل في أفلام عديدة، مثل: ليلة العيد (1949)، وبنات حواء (1954)، والستات مايعرفوش يكدبوا (1954).
أما المرحلة الثانية فقد غلب عليها الطابع الرومانسي في أفلام مثل الهاربة (1958)، وارحم حبي (1959)، ولوعة الحب (1960).
أما المرحلة الثالثة فهي المرحلة التي أدركت فيها لا محدودية قدراتها التمثيلية والغنائية، والتي ظهرت بوضوح في أفلام مثل الطريق(1964)، وميرامار( 1969)، وشيء من الخوف (1969).
1959 عام المرأة المجهولة
يمثل عام 1959 مرحلة فارقة في حياة شادية، إذ قدمت فيه فيلم المرأة المجهولة من إخراج محمود ذو الفقار، ومن بطولة عماد حمدي، وشكري سرحان، وكمال الشناوي، والمأخوذ عن مسرحية لوحة السيدة إكس والتي قدمتها السينما الأمريكية عام 1929.
وتكمن أهمية الفيلم –رغم ميلودراميته الزاعقة - أنه كان مرحلة فاصلة في حياة شادية إذ انتقلت به من مرحلة الأدوار الخفيفة للفتاة المرحة، لمرحلة آخرى يصبح الأداء التمثيلي المتقن هو الأساس.
5 ثنائيات فنية ناجحة
ثنائيات تمثيلية عديدة قدمتها شادية في مراحل تمثيلية مختلفة من حياتها، من أشهرها تعاونها مع الممثل كمال الشناوي –زوج شقيقتها عفاف لاحقا – في أفلام مثل حمامة السلام (1948)، وساعة لقلبك (1950)، وفي الهوا سوا (1951)، .. وغيرها.
كذلك تعاونها مع الممثل وزوجها السابق عماد حمدي في أفلام مثل مشغول بغيري (1951)، ليلة من عمري (1954)، وشاطئ الذكريات (1955)، ولا تذكريني (1961) .. وغيرها.
أما الزوج الأخير في حياتها صلاح ذو الفقار، فقد تعاونا معا في العديد من الأفلام أثناء فترة زواجهما القصير، مثل أغلى من حياتي (1965)، ومراتي مدير عام (1966)، وكرامة زوجتي (1967)، وعفريت مراتي (1968).
على مستوى آخر شكلت شادية ومنير مراد كمطربة وملحن ثنائيا ناجحا في أغنيات مثل يا دبلة الخطوبة، ويا سارق من عيني النوم، واوعى تسيبني، وإن راح منك يا عين، شبك حبيبي، .. وغيرها.
أما الثنائي الأهم في هذا الصدد فكان مع بليغ حمدي أحد أهم ملحني مصر، وتعاونا معا في العديد من الأغنيات، مثل آه يا اسمراني اللون، وسُكّر، وقولوا لعين الشمس، ويا حبيبتي يا
مصر، .. وغيرها، كما قدم لها كل ألحان فيلمي شيء من الخوف (1969)، وأضواء المدينة (1972)، إلى جانب ألحان مسرحية ريا وسكينة (1983).
مسرحية واحدة
قدمت شادية طوال تاريخها الفني عملا مسرحيا واحدا هو ريا وسكينة في بداية الثمانينيات، من إنتاج فرقة الفنانين المتحدين، من تأليف بهجت قمر عن قصة حقيقية وقعت في الإسكندرية في عشرينيات القرن الماضي، ومن إخراج حسين كمال، وموسيقى وألحان بليغ حمدي، ومن بطولة سهير البابلي، وعبدالمنعم مدبولي، وحمدي أحمد والذي من أول لحظة لم يحدث أي تناغم بينه وبين بقية فريق العمل وتحديدا شادية، حتى تم استبداله بحسين الشربيني لفترة، ثم أحمد بدير في النهاية.
شهد عام 1984 عرض آخر أفلام شادية لا تسألني من أنا، وفيه قدمت العديد من الوجوه الجديدة الذين أصبحوا لاحقا نجوما، مثل يسرا، وإلهام شاهين، وهشام سليم، وهالة صدقي.
وفي نفس العام شاركت في إحياء الليلة المحمدية بأغنية خد بإيدي، من كلمات الشاعرة علية الجعار، وألحان عبد المنعم البارودي.
بعدها ارتدت الحجاب واختفت عن الظهور الإعلامي تماما، في صمت ودون متاجرة بتاريخها أو حجابها.
رابط الموضوع
http://www.filfan.com/news/details/51547