الحاجة زينب" ابنة شقيقة عبدالحليم حافظ لـ"صدى البلد":

حوار:- طارق شحاته

*كان حليم مؤمنًا بمقولة "من ينظر إليه الله نظرة رضا لايعذبه أبدا"
صلى داخل الكعبة ورفض الافصاح عما شاهده بداخلها
*عندما كان ينزل إلى الشارع "الدنيا بتتقلب"
*الصدق ورقة الإحساس سر نجاح أغانيه حتى الآن

أكدت الحاجة "زينب " ابنة الحاجة علية شقيقة العندليب الأسمر عبدالحليم حافظ أنه كان دائما ما يقيم المآدب القرآنية من خلال "مقرىء البيت" الشيخ محمد درويش، الذى كان أسبوعيا يقرأ القرآن الكريم بالبيت وأحيانا يصطحب معه بعض المشايخ الذين يقومون بالتلاوة والدعاء

وأسرار كثيرة أخرى فى الحوار التالى للحاجة زينب" مع "صدى البلد".

*ماعدد العمرات التى قام بها عبدالحليم.. وهل حج إلى بيت الله الحرام؟
-عبدالحليم "اعتمر" كثيرا كما أنه دخل الكعبة المشرفة من الداخل وصلي بها من خلال بعض أصدقائه السعوديين أثناء عملية غسيل الكعبة ، وأذكر أننا وقتها سألناه عما بداخلها فقال لن أتكلم فى هذا الموضوع .

كما أنه دوما يقوم بالذبح وتفريق اللحوم على المحتاجين وكان الشيخ محمد درويش"قارىء البيت" يأتى إلى بيت عبدالحليم دوما ويقرأ القرآن لمدة ساعتين أو أكثر ، وأحيانا كان يصطحب معه بعض المشايخ لقراءة القرآن أيضا والدعاء لأهل البيت كل فترة ويقيم لهم موائد الفتة واللحمة ولكن ظروفه الصحية لم تساعده على القيام بالحج فى حياته.

*هل صحيح أن عبدالحليم كان متدينًا؟
-نعم، كان معروفا عن عبدالحليم يضع فى كل أرجاء الشقة الآية الكريمة :"إن الذى فرض عليك القرآن لرادك إلى ميعاد" خاصة عندما يشرع فى السفر للخارج وبالتحديد عند خروجه من باب شقته ، وأحيانا يكتب ورقة صغيرة بهذا المعنى ويضعها فى الكوميدينو بالبيت – ويقال والله أعلم -أن اليوم الذى توفى فيه لم يجد قلما وكتب هذه الآية الكريمه بيديه على الهواء ، ولقد عرفت هذه المعلومة من الحاجة فردوس ..

ويتضح من سياق كلامى أن الدين كان بداخله وتستطيع التأكد من صحة كلامى عن طريق سماعك لأغانيه الدينية ، وسبحان كلمة "يارب" التى أوصلها بإحساسه الى الناس ، بخلاف مشاركته فى بناء جامع الزقازيق ومساجد كثيرة أخرى، كما أن الحاجة علية والدتى يرحمها الله بنت له مسجدا به مكان لتحفيظ القرآن الكريم للصبية الصغار فى حلوان ، كما أنها كانت تساهم فى أعمال خير كثيرة بالزقازيق وقرية الحلوات مسقط رأسه.

*وهل كان يصلى الجمعة فى مسجد بعينه بجوار البيت؟


-لم يكن هناك غير مسجد وحيد بالزمالك فى شارع حسن صبري ، ونظرا لحالته الصحية كان يصلي بالبيت ولا يذهب الى الجامع كما أن عبدالحليم كان يحاول إخفاء معالم وجهه أثناء قيامه بأداء العمرة على أساس أننا جميعا نقف بين يدي الله وهنروح له جميعا..دون تمييز ،-على حسب كلامه- وأن القرب من الله ليس بحاجه لعمل "شو" له لأنها علاقة خاصة جدا بين العبد وربه ،خاصة وهو عندما كان ينزل الى الشارع "الدنيا بتتقلب"

*وهل كان له ركن خاص بالشقة يقرأ فيه القرآن؟
-المصحف الخاص به الذى كان يقرأ من خلاله القرآن الكريم موجود وما زلت أحتفظ به ، وكان دائما يقرأ القرآن فى حجرته الخاصة على الكرسي كما كان يأخذ معه مصحفا صغيرا فى سفرياته للخارج.

*وماذا كان رد فعله رغم أنه من أسرة متدينة تجاه الهجوم الذى تعرض له بسبب أغنية "قارئة الفنجان" من بعض المشايخ وعلى رأسهم الشيخ كشك؟!
-طبعا كان متضايقا جدا من جراء هذا الهجوم فعلاقة العبد بربه لا يحق لأحد التدخل فيها ولا أحد يزكى أحدا، كما أن عبدالحليم كان مؤمنا بمقولة "إن من ينظر إليه الله نظرة رضا لايعذبه أبدا" .

وأعتقد أن عبدالحليم كان كان لا يقدم فنا مبتذلا ولو كان فيه سهو أو غلطات كانت غير مقصودة وليس شرطا أن الواحد عندما يتفوه بأى شىء يقصده ، ولذلك كانت تهمه النية فى كل شىء يقدم عليه وكان يستخير الله تعالي فى كل شىء يقدم عليه ويسأل الله وليس العباد فى أى أمر .

*أعتقد أن رواية جسده الذى لم يتحلل حتى من جراء المياه الجوفية بمقبرته له دلالات معينة !
-موضوع عدم تحلل جثته لا أستطيع التحدث فيه لأننا ذهبنا الى الأزهر الشريف ولمكتب الدكتور على جمعة والذى قال لنا "مهما شاهدتم فى المقبرة سواء كان خيرا أو شرا فلا تتكلموا عنه مع أحد، وبالتالي لا يجوز التحدث عن تلك الاسرار لأن المولي عزوجل له حكمة فى ذلك وإلا كانت المقابر جميعا متاحة للجميع للاطلاع على أسرارها .

وعبدالحليم كان شخصا مؤمنا بالله جدا وعندما كان يأخذ الحقن والدواء ويعالج فى أكبر المستشفيات بفرنسا وانجلترا يقول "بسم الله الشافى الذى لاشفاء إلا شفائه "، كما كانت لديه قوة إرادة صلبة فى مواجهة المرض لدرجة أن بعض الصحفيينن كتبوا أنه "يتمارض" ، ولو كانوا شافوا كمية الدم "النزيف" التى كان يتعرض لها ما قالوا ذلك! كما أنه كان محبوبا لدى الجميع وتعذب فى حياته كثيرا وفى المقابل منحه الله موهبة فريدة وحب الناس لأنه كان راضيابما قسمه الله له .

*ما سر نجاح عبدالحليم إلى الآن؟
-"الصدق" ..كان صادقا جدا فى كل أفعاله..بخلاف أن إحساسه كان عاليا جدا ، وبالتالي وصل للناس بسهولة وأحبوه والتفوا حوله وتمسكوا به، كانت لديه نظرة مستقبلية عما يعجب الناس على مدار سنوات طويلة وده سر أن كنوزه الغنائية ما زالت موجودة الى الآن بيننا وهناك سر إلهى فى حب الناس لعبدالحليم وتشعر أنه من عائلتك او أحد قريب منك من خلال الريف الذى خرج منه وخبراته الطويلة ..الله يرحمه .

مروك الروعة والجميل اخى علاء تحياتى ليك يا اعز الناس