نادية لطفي، ميرفت أمين، وعبد الرحمن الأبنودي، من أبرز الأسماء التي تعاونت مع العندليب الأسمر، الفنان الذي صنع حالة فنية لا مثيل لها وكانت أكبر من مساحة صوته ـ بحسب آراء المؤرخين الفنيين. الأسماء الثلاثة كانت لها محطات مهمة معه، وكان كل منهم صديقا وفيا له حتى فارق الرجل الدنيا في الثلاثين من شهر آذار-مارس قبل 35 عاما على سريره الأبيض في لندن وعن عمر لم يتجاوز الثامنة والأربعين.
كثيرون كانوا شاهدين على عصر عبد الحليم حافظ الذي ظل نجما حتى الآن، كان من بينهم الجميلة نادية لطفي التي تؤكد لنا أنها لا تنتظر مناسبة وفاة أو ميلاد عبد الحليم حافظ حتى تحتفل به، وإنما تحتفل به كل يوم خصوصا وأنهما قدما أكثر من عمل سويا من بينها "الخطايا "، و"أبي فوق الشجرة "، حيث غنى لها في الأول "الحلوة "، ثم رقص معها في الفيلم الثاني على نغمات أغنية " جانا الهوى".
وتشير نادية لطفي في تصريحاتها إلى أنها ترى أن عبد الحليم حافظ كان موهبة فنية كبيرة ، تماما كما كان يمتلك ذكاء اجتماعيا حادا، وتلفت النظر لحسه الوطني الحقيقي الذي أهله لأن تكون أغنياته موضوعة على عرش أغنيات ثورة يوليو التي قامت في عام 1952، في حين أن ثوار مصر في ميدان التحرير كانوا أيضا يسمعونها في مكبرات الصوت في ميدان التحرير ابان ثورة الخامس والعشرين من يناير ، ووصفته بأنه دوما كان صوت الثورة والشباب.
الشاعر الكبير عبد الرحمن الأبنودي الذي صادق عبد الحليم الحافظ سنوات طويلة وكان يقضي اياما كثيرة في في منزله يرى أن عبد الحليم حافظ يتمتع بصدق لا مثيل له ، وبالتالي فإن حب الوطن من حنجرته يكون له سحر خاص يورث للأجيال التالية، مضيفا أن هذا سر موهبته وبالتالي فإن شباب الثورة يجدونه معبرا أيضا عن أوضاعهم، لفت صاحب "عدى النهار " ، و"التوبة " و"أحضان الحبايب " إلى أن حليم ـ كما يسميه ـ كانت لديه "نظرة مسكنة " تذيب قلوب محبيه وتشعرهم بمعاناته.
شاعر الوطن العربي الكبير الذي لا يتوقف عن إمدادنا بالمزيد قارن مع ذلك بين اداء الفنانة ماجدة الرومي لأغنية التوبة ، وبين أداء حليم لنفس الأغنية قبل سنوات طويلة ، حيث قال أن العندليب كان يغنيها وكأنه يجري ويلهث وكان مرتبكا وخائفا لأنها المرة الأولى التي يقدم فيها أغنية شعبية أقرب للهجة الصعيدية حيث كان يقول " أنا كل ما أجول التوبة "، بدلا من "أقول "تبعا للهجة الصعيدية ، فيما غنتها الرومي بخفة وكأنها ترقص وقدمت أداءا راقيا ومعبرا تماما، وكانت مرتاحة لذا فاجأته بأدائها.
أما ميرفت أمين بطلة فيلم "أبي فوق الشجرة " ، فتعتبر نفسها محظوظة لأنها أطلت معه في آخر أفلام ، وقالت الفنانة أنها سعيدة جدا بأن العندليب اختارها هي لتكون البطلة لأنها دخلت التاريخ وهي شابة صغيرة في مقتبل حياتها الفنية عندما غنى لها العندليب " ياخلي القلب"، ثم قالت لنا أنها تحتفظ بهذه الأغنية في أكثر من تسجيل، وتضعها نغمة خاصة لرنة هاتفها المحمول لشدة اعتزازها بها