| حوار مع عمر خورشيد عام 77 وصور نادرة | |
|
|
كاتب الموضوع | رسالة |
---|
علاء الدين أحمد المدير العام
الأوسمة : العمر : 58 تاريخ التسجيل : 04/10/2013 العمل/الترفيه : محامى عدد المساهمات : 8652 الموقع : حبيب الملايين المزاج : هادى مع العندليب
| موضوع: حوار مع عمر خورشيد عام 77 وصور نادرة الجمعة 14 أغسطس 2015, 12:58 am | |
| في الحوار الذي أجرته «الموعد» مع النجم الراحل عمر خورشيد عام 1977، تحدث على مدى ثلاث حلقات فماذا قال؟
الضياع سبب انهيار زواجي من ميرڤت أمين!
دينا، لم تكن تعرف أنني شاب اجتماعي ومثقف..
لست مادياً ولكنني أحب الفلوس لكي أصرفها..!
مرض البحر المتوسط يكلفني ثمانية آلاف دولار سنوياً!
■ ■ ■ وأبدأ الحديث مع عمر خورشيد وأقول له: • هل أسمع منك حكايتك مع الغيتار، وأنت الآن من نجوم العزف عليه؟ وبدأ يستعيد الذكريات، وقال: - ربما لن تصدقي عندما أقول لك بأنني في طفولتي لم أكن أحب الغيتار أبداً، وعندما بلغت التاسعة من العمر، وأخذت أتلقى دروس الموسيقى في المدرسة كانت الآلة الموسيقية الوحيدة التي أكرهها هي الغيتار، الذي كنت أفضّل عليه البيانو والكمان. وأقول له: • تكره الغيتار؟ هكذا من غير سبب؟ فيضحك ويقول: - لا.. هناك سبب، فقد كنت في طفولتي نحيفاً جداً، والغيتار طويل عليّ بحيث لم أكن أقدر على حمله ولفّ ذراعي حوله.. ولكن مع الأيام غيّرت نظرتي الى الغيتار، وبدأت أميل اليه، وكان ذلك بالتحديد عندما انتشرت موجة موسيقى «الروك اند رول» وظهرت أغاني ألفيس برسلي التي كان يغنيها وهو يعزف على الغيتار، ووجدت نفسي، أنساق مع هذه الموجة أنا ورفاقي، وأخذت ألحّ على والدي بأن يشتري لي غيتاراً، ولكن والدي ووالدتي كانا يرفضان ذلك بشدّة.. وأسأله : • وما السبب في معارضة والديك؟ رغم أن والدك المرحوم أحمد خورشيد كان مصوّراً سينمائياً، أي كان يُعتبر من أهل الفن؟ يجيب: - الحقيقة، والدتي هي التي كانت تعارض في شرائي للغيتار، لأنها كأية سيدة شرقية، كانت تتصوّر أن الغيتار سوف يشغلني عن مذاكرة دروسي.. وأتابع الحكاية معه: • وتغلبت على معارضتها؟ قال: - أيوه.. فقد كوّنت أنا واثنين من زملائي فرقة موسيقية، ونزلنا معاً الى السوق ليشتري كل واحد منا غيتاراً.. وكنت أنا قد «حوّشت» ثمن الغيتار الذي سأشتريه من مصروفي الشخصي، وأذكر أننا، أنا وزميلي، قد أخذنا نتردّد على محل لبيع الآلات الموسيقية لنشتري الغيتارات الثلاثة، وكنا «نفاصل» بالثمن، ونحاول شراءها ولكن البائع عندما لمس شدّة رغبتنا في الحصول على الغيتارات أخذ يرفع الثمن أكثر وأكثر، الى أن أوصله الى اثني عشر جنيهاً للغيتار الواحد، وأذكر أنني لجأت يومها الى الفنان الممثل عمر الحريري، وكان قريباً لأحد أصدقائي، فتوسط لي عند البائع، وأقنعه بأن يبيعني الغيتار بثمن مخفّض، وهكذا كان، وامتلكت أول غيتار في حياتي.. ولكن: • هل إن الغيتار كان يشغلك فعلاً عن الدراسة؟ ويرد عمر خورشيد: - بالعكس، لقد كنت دائماً أُقنع الأهل الذين يواجهون مع أولادهم نفس مشكلتي مع عائلتي، وأقول لهم إن أي تلميذ لا يمكن أن يقضي أربعة وعشرين ساعة في مذاكرة الدروس، ولا بد له من وقت فراغ يرفه فيه عن نفسه بأية هواية. ومن ناحيتي أنا، فإن هواية العزف على الغيتار كانت تشدّني الى البيت أكثر مما تبعدني عنه، وهذا وحده كافٍ لأن يجعلني أهتم بدروسي، لأنه ليس معقولاً أن أقضي وقتي كله مع الغيتار. وأسأل الفنان الوسيم: • وكيف تطوّرت هوايتك بعد ذلك ووصلت الى احتراف الموسيقى؟ ويجيب: - عندما بلغت الثالثة عشرة من عمري، وكنت قد وصلت الى مرحلة التعليم الثانوي، أخذت أعزف على الغيتار في حفلات وسهرات خاصة، وكان الأصدقاء والزملاء يصفّقون لي فيداخلني الغرور، وأتوهّم أنني أحسن عازف في العالم. بالرغم من أنني كنت يومها أعتمد على السمع، ولم تكن عندي أية دراسة أو ثقافة موسيقية، الى أن ذهبت ذات ليلة صيف لأعزف في ملهى صيفي مع إحدى الفرق. وهناك رأيت شاباً يقف على المسرح ويعزف على الغيتار بكل براعة وإبداع، وشعرت أمامه بضآلة حجمي كفنان، وأحسست أيضاً بضعفي كعازف وانعدام ثقافتي الموسيقية. وكانت نقطة التحوّل في حياتي منذ هذه الليلة. وأسأله: • يعني.. ماذا فعلت؟ ويكمل الحديث: - لقد هرعت في اليوم التالي مباشرة الى معهد يوناني للموسيقى، وانتسبت الى قسم العزف على الغيتار، لأن المعاهد المصرية الموسيقية لم تكن تعلّم العزف على هذه الآلة. وبعد فترة جاء المايسترو الذي هو المشرف على الدراسة في المعهد، وهنأني بحرارة لأنني كنت أتعلم في شهر ما يتعلمه غيري في ستة أشهر، ثم، وعندما بلغت السابعة عشرة من العمر، عُيّنت في هذا المعهد كأستاذ، مع استمراري في الدراسة.. ولكن.. ولا أتركه يقطع الحكاية من نصفها وأقول له: • ولكن ايه؟ ويكمل: - بعد ذلك بوقت قصير أقفل المعهد اليوناني أبوابه بسبب موت صاحبه، ولأنه لم تكن هناك معاهد مماثلة له، فقد بدأت في أخذ الدروس بالمراسلة من المعهد الموسيقي الملكي في لندن، ومن ثَمّ اتسعت آفاق دراستي، فشملت الموسيقى النظرية والتوزيع، وتأليف الموسيقى التصويرية. وأحاول أن أعرف منه: • متى احترفت الموسيقى.. يعني متى خرجت من مرحلة الهواية وبدأت تكسب مالاً من العزف؟ وعاد يتذكر: - كانت أول مرة تناولت فيها أجراً عن العزف في فندق «الأقصر بالسويس»، وكان ذلك في سهرات عيدي الميلاد ورأس السنة، فقد اتفقت إدارة الفندق معي، ومع زميل لي يعزف على البيانو، وآخر يعزف على الإيقاع، لنعزف في ملهى الفندق لمدة عشرة أيام، وبأجر يومي لكل منا قدره خمسة جنيهات، وتدبّرت الأمر يومها مع والدتي فقلت لها بأني ذاهب الى الأقصر وأسوان في رحلة مدرسية، ولكنها عرفت الحقيقة بعدئذٍ من أصدقاء لعائلتي رأوني وأنا أعزف في الفندق، وهكذا، ما إن عدت الى القاهرة، حتى فوجئت بوالدتي تصرخ في وجهي، وتنتزع مني الغيتار وتحطمه، وتقول بأعلى صوتها إنها لا تريد لابنها أن يطلع... مزيكاتي!!. ومن حسن الحظ أنني كنت قد كسبت ما يقارب الخمسين جنيهاً من عملي في الفندق، فاشتريت غيتاراً آخر بدل الغيتار الذي تحطّم بيد والدتي، وخبأت الغيتار عند صديق لي كنت أذهب اليه كلما أردت التمرّن على العزف؟
■ ■ ■ وأسأل عمر خورشيد: • هل ترى أن وسامتك الشخصية هي التي زادت من شهرتك؟ تأمل نفسه قليلاً وأجاب: - ربما كان لهذه الوسامة التي تتحدثين عنها بعض الأثر في تكوين شهرتي، ولكن وبالتأكيد، فإن الأساس في هذه الشهرة هو إعجاب الناس بما أعزفه على الغيتار، ولهذا فأنا عندما أكون على المسرح لا أهتم إلا بالعزف الجيد، أحياناً أبتسم للجمهور الذي يسمعني، ولكن لا أفعل أكثر من هذا. لا أقوم بأية حركة، لا أتشنّج، لا أهرّج، لا أفتعل ما يثير المستمع. وأنا أعتقد أن العازف الجيد على أية آلة موسيقية يجب أن يقبله الجمهور أولاً عن طريق الإذاعة، لكي لا يكون لمظهره أو شكله أي تأثير في الرأي الذي يكوّنه الجمهور عنه.. وأقاطعه: • وهل أعجب بك الناس من خلال عزفك في الإذاعة وقبل رؤيتك؟ وبتواضع شديد أجاب: - حصل. وقد تكوّنت شهرتي كعازف أولاً من خلال العزف المنفرد الذي كنت أقدّمه أحياناً في حفلات أم كلثوم. وأذكر أنني تلقيت مرة رسالة من شاب يطلب مني أن أعتبره كوالده وأساعده على تعلّم العزف على الغيتار. وطبعاً كان هذا الشاب يظنني أنني كبير في السن، ولست فتى. لم أكن يومها قد بلغت أكثر من ثلاثة وعشرين عاماً، وكان السبب في تصوره هذا هو إعجابه بما سمعه مني من عزف على الغيتار.. أقول لعازف الغيتار الوسيم: • فكّرتني.. لقد عرفت أنك كنت موضع رعاية أم كلثوم.. فما هو السرّ في هذه الرعاية؟ قال: - إنها كانت صديقة حميمة لوالدتي، وفي كثير من المرات كانت والدتي تسافر الى خارج مصر، فتتركني أنا وأختي جيهان في رعاية أم كلثوم، ومرة، وكان عمري ثماني سنوات، بقيت ستة أشهر متواصلة في بيت أم كلثوم، وكنت أجلس الى جانبها ظهر كل يوم عندما كانت تحتضن العود وتحفظ ألحانها الجديدة، حتى أنني سمعت منها أغنية «يا ظالمني» بكاملها عندما كانت تحفظها. ومرّت الأيام، وكبرت أنا، وبدأ الغيتار يأخذ طريقه الى فرقة أم كلثوم وأغانيها، وكانت المرة الأولى في أغنية «انت عمري» والذي كان يعزف فيها على الغيتار يومها هو الزميل عبد الفتاح خيري، وكان هو في الأصل عازف على الكمان. ثم عندما ظهرت أنا كعازف غيتار، ولحّن الموسيقار محمد عبد الوهاب لأم كلثوم أغنية «ودارت الأيام» وكان فيها جملة من العزف المنفرد على الغيتار تسبق مقطع «وصفولي الصبر». ويومها طلب عبد الوهاب أن يعزف هذه الجملة عازف على الغيتار، وتذكرتني أم كلثوم، وجاءت بي الى فرقتها.. وأحب أن أسمع المزيد عن أم كلثوم، وأقول له: • في ذاكرتك الكثير عن أم كلثوم؟ أجاب بسعادة: - طبعاً. كانت دائماً تحنو عليّ، وترعاني، وتهتم بي. ومرة، وكنت معها في «أبو ظبي» أخبرتها بأنني سوف أتزوج، ففرحت جداً، وصارت هي التي تختار لي ما أشتريه لبيت الزوجية. وأنا أعتز بما كانت تقوله أم كلثوم عني كفنان، ومما قالته مرة: إن عمر خورشيد يفهم متى يجب أن يغني المطرب، ومتى على الفرقة أن تعزف، ويفهم أيضاً كيف يضبط أوتار غيتاره على درجة الصوت.. وباستغراب أسأله: • ما معنى ضبط الأوتار على درجة الصوت.. ويشرح لي الأمر: - عندي جهاز يضبط علو الصوت وانخفاضه، كنت أستعين به لضبط الصوت. فمثلاً عندما كنت أعزف مع عبد الحليم حافظ فإنني أرفع الصوت الى الدرجة السادسة، لأن جمهور حفلات عبد الحليم هو جمهور صاخب يصفّر، ويرقص، ويتكلم أثناء الغناء، أما في حفلات أم كلثوم فكنت أخفض الصوت الى الدرجة الرابعة، لأن الجو في حفلاتها يكون هادئاً وساكناً، وكله من المستمعين الذين يتلذّذون بالطرب ولا يملأون جو الحفلة بالضجيج.. واكتفيت بهذا التفسير وعدت أسأله: • وأية ذكريات شخصية لك عن أم كلثوم؟ وضحك: - أطرف ما أذكره أنه كان في بيتها «نسناسة» تسميها «أنيسة»، وكان من عادة «النسناسة» أن تقفز دائماً من سور الحديقة الى الشجرة وبالعكس، ومرة، وأنا طفل، كانت أم كلثوم تراقبني، فوجدتني أهمّ بتقليد «النسناسة» والقفز مثلها الى السور ثم الى الشجرة، فأمسكت بي وسجنت النسناسة في القفص. رحمها الله. كانت إنسانة طيبة وعظيمة في نفس الوقت، ولست أنسى أبداً كيف أنها كانت تصنع القهوة بيدها، وكيف كانت تكره البهرجة والمظاهر وتعيش كسيدة بيت بكل معنى الكلمة.. وأسأل عمر خورشيد: • بماذا كانت تمتاز أم كلثوم عن غيرها من المطربات بالنسبة لعلاقتها بفرقتها الموسيقية التي تعزف معها وهي تغني.. فيجيب: - كانت شخصية أم كلثوم على المسرح جذابة وقوية في نفس الوقت. وبعيداً عن المسرح، وقبل أن يرتفع الستار، كانت لا تكف عن المزاح مع الموسيقيين.. وكنت ألاحظ دائماً عليها اضطرابها وقلقها قبل ظهورها على المسرح، وكأنها تغني لأول مرة.. لأنها تشعر بأن ملايين الأسماع تنتظرها، ولكن، وبالرغم من ذلك فقد كانت أكثر مطربة تُشعِرالموسيقيّ بالمتعة وهو يعزف معها.. وأذكر أن أم كلثوم كانت تفرض على الفرقة الموسيقية أن تُجري البروفات معها بدون أن يضع العازفون أمامهم نوتة موسيقية يقرأون منها، لأنها كانت تريد أن يكون الموسيقيّ معها بكل إحساسه، ومن غير أن تشغله فقط العلامات التي يراها أمامه على صفحة النوتة.. وأقول له: • وكانت أم كلثوم تفرض هيبتها على الجمهور الذي يستمع اليها؟ - كانت شخصيتها تبعث على الاحترام، ولكنها كانت أيضاً تحرص على أن يستمتع الجمهور بغنائها. ومن هنا فقد كانت تعيد المقاطع عندما يعلو التصفيق، وأحياناً عندما تريد أن تفلت من الإعادة فإنها كانت تفعل ذلك بخفة دم متناهية.. وقد حدث مرة أن وصلت في إحدى أغانيها الى مقطع تقول فيه «ما تعذبناش..» وقد أعادته مرتين، وارتفع صوت أحد المستمعين بقوة يطالبها بالإعادة مرة ثالثة، فالتفتت اليه وقالت بكل خفة دم: ما تعذبناش! وأعود به مرة ثانية الى البداية وأسأله: • أنت نشأت في بيت فني، وكان والدك مصوراً سينمائياً، فلماذا استهوتك الموسيقى ولم يستهوك التصوير؟ - وأجاب: - منذ طفولتي أحببت الموسيقى.. ألعابي كلها كانت آلات موسيقية، وعندما كنت أمشي في الشارع فإنني لم أكن أتوقف إلا أمام الفترينات التي تعرض آلات موسيقية.. ولقد أرادني والدي المرحوم أحمد خورشيد أن أكون مثله مصوراً سينمائياً، وكنت مساعداً له طوال سبع سنوات، ولكنه كان قاسياً معي ويعاملني بعصبية، ويحاسبني بشدة إذا أخطأت مع أنني كنت ما زلت طفلاً. ومن هنا كرهت مهنة التصوير السينمائي، وازددت تعلقاً بالموسيقى، وراح والدي بعدئذٍ يوجّهني نحو تأليف الموسيقى التصويرية للأفلام، ويومها لم يكن أحد يؤلف هذه الموسيقى، بل كان كل مخرج يستعين بأسطوانات متداولة ويجعل منها موسيقى الفيلم التصويرية.. وقد أراد والدي أن يجعلني مؤلفاً لهذا النوع المفقود من الموسيقى، فجاء لي بكتاب عن الموسيقى التصويرية فكان يطالعه بالانكليزية ويترجمه لي، لأن ثقافتي كانت فرنسية كطالب في مدرسة «الليسيه». ولعل من حسن حظي أن أول موسيقى تصويرية وضعتها كانت لفيلم «ابنتي العزيزة» ونالت الجائزة الأولى في مهرجان «طشقند» العالمي مما شجّعني على المضي في هذا الطريق حتى بلغ عدد الأفلام والمسلسلات التلفزيونية والإذاعية التي وضعت موسيقى تصويرية لها أكثر من مائة..
■ ■ ■
• متى كان الحب الأول في حياتك؟ ويعترف: - لا بد لمن عنده الميل الى الفن والموسيقى من أن يكون عاطفياً، وبحاجة دائماً الى قصص حب تغذي إحساسه وعواطفه، وأنا عشت في سن المراهقة العديد من قصص الحب. أما الحب الحقيقي فمن الطبيعي أن يكون هو آخر حب، لأنه لو لم يكن حقيقياً وقوياً لما أنساني كل حب سابق. وأبقى في نفس الموضوع: • ما الذي اجتذب اليك عروسك دينا، وهي البعيدة، قبلاً، عن تذوق الفن الشرقي. وإجمالاً أين وكيف بدأت حكايتك معها؟ ويومض بريق السعادة في عيني عازف الغيتار الوسيم وهو يروي الحكاية: - حكايتي مع دينا هي أصلاً حكايتي مع مجتمع بيروت، فعندما جئت اليه وبدأت أعزف في «الايبي كلوب» كان أمامي مجتمع لم يسمع من قبل الموسيقى الشرقية، ولكنني استطعت أن أجتذب هذا المجتمع الى المقطوعات الشرقية التي كنت أعزفها على الغيتار، وتحوّل «الفن» الذي أقدّمه الى موضة انتشرت بسرعة في بيروت ومجتمعاتها الراقية، وكثر الحديث في الأجواء الأرستقراطية عن عمر خورشيد، وكانت الموائد تحجز في «الايبي كلوب» لوجوه لم أكن أراها في حفلات الغناء العربي. ومن هنا كان التعارف بيني وبين دينا التي جاءت يوماً لتسمعني، وصودف أن أصدقاءها الذين حضرت معهم كانوا أصدقاء لي أيضاً، وهكذا تمّ التعارف بيني وبينها بواسطة هؤلاء الأصدقاء، وبدأنا نخرج ونسهر معاً، وتطورت العلاقة بيننا الى حب مع الأيام ومع العشرة اليومية.. وأكرّر: • ولكن، لم تقل لي، ما الذي اجتذبها اليك؟ ويشرح: - لقد اعترفت لي بعد عدة لقاءات أنها كانت تتصوّر قبل أن تعرفني بأن الفنان لا يفهم إلا في الفن، ولا يمكن أن يكون رجلاً إجتماعياً، وقد تغيّر تصوّرها هذا عندما عرفتني، ورأت نفسها أمام فنان مثقف، ويحمل الليسانس في الفلسفة وعلم النفس، ويجيد التعامل مع الجميع، وكان هذا أول ما اجتذبها اليّ.. وأسأله: • هل تأخذ رأيها الآن في أعمالك الفنية؟ ويجيب: - أحياناً أستمع منها الى آراء جيدة في مؤلفاتي الموسيقية، ولكنني عموماً لا أحب أن آخذ رأي أحد في أعمالي الفنية، لأنني أعتبر هذه الأعمال شبه مغامرة أقوم بها على مسؤوليتي، فإما أن تنجح أو تفشل. وأحب أن أعرف: • فنان مثل عمر خورشيد، هل يشعر بالاستقرار أكثر مع زوجة فنانة.. أم مع زوجة من خارج الوسط الفني؟ وبصراحة يقول: - الأهم من تحديد نوعية الزوجة هو أن يكون بيني وبينها تفاهم وانسجام، على أنني، وبعد التجربة، تأكدت أنه من الأفضل أن تكون غير فنانة. وأعود وأسأله: • وهل فضّلت غير الفنانة على الفنانة نتيجة للتجربة التي مررت بها عندما تزوجت ميرڤت أمين؟ يقول عمر خورشيد: - أيوه، فقد كنا في أحسن حالات الحب والانسجام أنا وميرڤت، ولكن كان في حياتنا مشكلة أساسية هي ضياع كل منا عن الآخر. حتى أننا لم نكن نتقابل إلا صدفة أو في المناسبات، فإن رحلاتي الى الخارج كانت كثيرة، وعندما أكون في مصر فإن أوقاتي تتوزع طوال النهار بين الأستديوهات، وعندما أعود الى البيت تكون هي قد خرجت منه أيضاً الى عملها في الأستديوهات، وذهبت كل جهودنا عبثاً لتنظيم مواعيد اللقاء بيننا في البيت، وهكذا انهارت حياتنا الزوجية، واقتنعت أنا بأن الأفضل لي أن تكون زوجتي غير فنانة فأجدها في البيت عندما أعود اليه.. وأواجه عمر خورشيد باتهام: • سمعت أنك رجل مادي جداً مع الذين يتعاملون معك كفنان.. ويرد بسرعة: - لست مادياً، ولكنني أصمّم على أن يكون التقدير المادي لأعمالي الفنية جيداً، لقد تعبت كثيراً حتى وصلت الى ما أنا عليه الآن من مكانة فنية، والذي يحزّ في نفسي كثيراً هو أن أجد أن الأجر الذي يُدفع لي مقابل أي عمل فني في حجم الأجر الذي يُدفع لفنان جديد لم يحمل الغيتار مثلاً إلا منذ أيام، أنا أطلب الأجر الجيد لكي أحسّ بمكانتي الفنية، وفضلاً عن ذلك فأنا أرى أن عليّ أن أدّخر مالاً يحميني من غدر الزمن، أو يكون لي سنداً عندما أتقدم في السن ولا أكون قادراً على العطاء الفني. وما زالت أمامي صورة المرحوم اسماعيل ياسين عندما رأيته مرة في الإذاعة وهو يشكو من العوز والفاقة. وهي صورة تُفزعني وأحاول ألا تتكرّر معي. ولكن، ورغم كل هذا فإنني لست مادياً الى أبعد حد، فهناك حفلات أعزف فيها مجاناً، وأحياناً أدفع من جيبي أجور أفراد الفرقة الموسيقية التي تعزف معي.. وأسأله: • تريد أن تقول لي إنك لا تحب.. الفلوس؟ ويرد ضاحكاً: - بالعكس، أنا أحب الفلوس، مثلما يحبها جميع الناس، ولكنني لست «بخيلاً» أو عبداً لها. أنا أستمتع بصرف الفلوس، وخصوصاً عندما أسافر الى الخارج، وأصرف كل ما في جيوبي، فأشتري أحلى وأغلى الملابس، وأحدث الآلات الموسيقية، وفي رحلتي الأخيرة الى أوروبا اشتريت ستة غيتارات بثمن غالٍ جداً، ثم إنني أحتاج الى الفلوس لأداوي نفسي، أنا مصاب بمرض إسمه مرض البحر المتوسط، وهو مرض مرهق جداً وآلامه لا تحتمل، لأن كل النوبات التي يصاب بها الجسد تأتي الي مجتمعة. وعلاج هذا المرض يكلفني أكثر من ثمانية آلاف دولار كل عام. وهكذا ترين أنني أحب الفلوس لأنها ضرورية لي، ولكي لا أحتاج لأحد.. وأعود بعازف الغيتار الوسيم الى الفن، فأقول له: • هناك بعض العازفين على الآلات الإلكترونية، كالأورغ والغيتار، يبالغون في رفع أصوات هذه الآلات عندما يعزفون عليها، فهل يساعدهم هذا على شدّ اهتمام الجمهور اليهم؟ ويقول: - مرة سمعت نصيحة من الموسيقار محمد عبد الوهاب. لقد قال لي: عندما تعزف على الغيتار، فاجعل صوت آلتك منخفضاً، وإذا كان الجمهور الذي يسمعك يثير الضجيج، فإنه حتماً سوف يهدأ ويصغي اليك إذا عزفت جيداً، كما نصحني بألّا أدع الجمهور «يشبع» من عزفي، بل لا بد أن أنزل عن المسرح والجمهور ما زال يتوق الى سماع المزيد مني. والواقع أن أغلبية الفرق الموسيقية ترفع أصوات الآلات الموسيقية الى الحد الذي يطغى معه على صوت المطرب أو المطربة ومن هنا كانت حملة النقاد والناس على الآلات الموسيقية الإلكترونية، وأنا لم أشأ أن أناقش هذه الحملة، ولكن لا بد أن أنصح كل زميل يعزف على أية آلة موسيقية الكترونية، كالأورغ والغيتار، بأن يسمع مني النصيحة التي سمعتها من الأستاذ محمد عبد الوهاب، ويعمل بها.. وأقول للعازف الوسيم: • لماذا اختفى العود من الفرق الموسيقية، وهو أحلى وأبرز الآلات الموسيقية الشرقية؟ ويردّ: - اختفاء العود أعتبره غلطة كبيرة من الفرق الموسيقية، والغلطة الأكبر هي ألا يُستغل العود في الموسيقى الشرقية، مع العلم بأن وجوده في أية فرقة لا يتعارض مع وجود الغيتار والأورغ، بل من الممكن جداً أن ينسجم معهما. على أنني أحب أن أقول بأن غياب العود لم يُفقد الموسيقى الشرقية طابعها، لأن الآلات الجديدة التي أدخلت عليها تؤدي الأنغام الشرقية بدقة، وعلى أية حال فهناك فرق شرقية ما زال العود فيها هو الآلة البارزة، وهذا في رأيي لا يتعارض مع التطور، لأن اللون الكلاسيكي، حتى في الغرب، يظل له وجوده وجمهوره بالرغم من ظهور موجات موسيقية متعددة بين الحين والآخر..
عدل سابقا من قبل علاء الدين أحمد في الجمعة 14 أغسطس 2015, 1:19 am عدل 4 مرات | |
|
| |
علاء الدين أحمد المدير العام
الأوسمة : العمر : 58 تاريخ التسجيل : 04/10/2013 العمل/الترفيه : محامى عدد المساهمات : 8652 الموقع : حبيب الملايين المزاج : هادى مع العندليب
| موضوع: رد: حوار مع عمر خورشيد عام 77 وصور نادرة الجمعة 14 أغسطس 2015, 12:59 am | |
| | |
|
| |
علاء الدين أحمد المدير العام
الأوسمة : العمر : 58 تاريخ التسجيل : 04/10/2013 العمل/الترفيه : محامى عدد المساهمات : 8652 الموقع : حبيب الملايين المزاج : هادى مع العندليب
| موضوع: رد: حوار مع عمر خورشيد عام 77 وصور نادرة الجمعة 14 أغسطس 2015, 1:00 am | |
| | |
|
| |
علاء الدين أحمد المدير العام
الأوسمة : العمر : 58 تاريخ التسجيل : 04/10/2013 العمل/الترفيه : محامى عدد المساهمات : 8652 الموقع : حبيب الملايين المزاج : هادى مع العندليب
| موضوع: رد: حوار مع عمر خورشيد عام 77 وصور نادرة الجمعة 14 أغسطس 2015, 1:00 am | |
| | |
|
| |
علاء الدين أحمد المدير العام
الأوسمة : العمر : 58 تاريخ التسجيل : 04/10/2013 العمل/الترفيه : محامى عدد المساهمات : 8652 الموقع : حبيب الملايين المزاج : هادى مع العندليب
| موضوع: رد: حوار مع عمر خورشيد عام 77 وصور نادرة الجمعة 14 أغسطس 2015, 1:00 am | |
| | |
|
| |
علاء الدين أحمد المدير العام
الأوسمة : العمر : 58 تاريخ التسجيل : 04/10/2013 العمل/الترفيه : محامى عدد المساهمات : 8652 الموقع : حبيب الملايين المزاج : هادى مع العندليب
| موضوع: رد: حوار مع عمر خورشيد عام 77 وصور نادرة الجمعة 14 أغسطس 2015, 1:14 am | |
| | |
|
| |
علاء الدين أحمد المدير العام
الأوسمة : العمر : 58 تاريخ التسجيل : 04/10/2013 العمل/الترفيه : محامى عدد المساهمات : 8652 الموقع : حبيب الملايين المزاج : هادى مع العندليب
| موضوع: رد: حوار مع عمر خورشيد عام 77 وصور نادرة الجمعة 14 أغسطس 2015, 1:14 am | |
| | |
|
| |
علاء الدين أحمد المدير العام
الأوسمة : العمر : 58 تاريخ التسجيل : 04/10/2013 العمل/الترفيه : محامى عدد المساهمات : 8652 الموقع : حبيب الملايين المزاج : هادى مع العندليب
| موضوع: رد: حوار مع عمر خورشيد عام 77 وصور نادرة الجمعة 14 أغسطس 2015, 1:15 am | |
| | |
|
| |
علاء الدين أحمد المدير العام
الأوسمة : العمر : 58 تاريخ التسجيل : 04/10/2013 العمل/الترفيه : محامى عدد المساهمات : 8652 الموقع : حبيب الملايين المزاج : هادى مع العندليب
| موضوع: رد: حوار مع عمر خورشيد عام 77 وصور نادرة الجمعة 14 أغسطس 2015, 1:16 am | |
| | |
|
| |
علاء الدين أحمد المدير العام
الأوسمة : العمر : 58 تاريخ التسجيل : 04/10/2013 العمل/الترفيه : محامى عدد المساهمات : 8652 الموقع : حبيب الملايين المزاج : هادى مع العندليب
| موضوع: رد: حوار مع عمر خورشيد عام 77 وصور نادرة الجمعة 14 أغسطس 2015, 1:16 am | |
| | |
|
| |
علاء الدين أحمد المدير العام
الأوسمة : العمر : 58 تاريخ التسجيل : 04/10/2013 العمل/الترفيه : محامى عدد المساهمات : 8652 الموقع : حبيب الملايين المزاج : هادى مع العندليب
| موضوع: رد: حوار مع عمر خورشيد عام 77 وصور نادرة الجمعة 14 أغسطس 2015, 1:17 am | |
| | |
|
| |
zizighazy نائب المدير
الأوسمة : تاريخ التسجيل : 12/10/2013 عدد المساهمات : 9532 الموقع : حبيب الملاببن المزاج : رائع مع حبيب الملايين
| موضوع: رد: حوار مع عمر خورشيد عام 77 وصور نادرة الجمعة 14 أغسطس 2015, 8:41 pm | |
| عمر خورشيد إنسان وفنان رائع حديث جميل سلس تشعر بتلقائية الردود دون تكلف و يرد بصراحة و كل إجابة تكون مقنعة قد تكون نهايته المأساوية بها بعض الغموض لكن لا يمنع ان الجميع مصر و الوطن العربى حزن عليه حزنا شديدا شكرا جدا جدا حبيب الكل على جمال الرفع وجمال إختيار المواضيع وتنوعها الله لا يحرمنا منك يارب | |
|
| |
| حوار مع عمر خورشيد عام 77 وصور نادرة | |
|