تواصل تصويت المصريين بالخارج على الدستور
واصل المصريون فى الخارج، أمس، التصويت فى الاستفتاء على مشروع الدستور، لليوم الثانى، وسط
إقبال متزايد بشكل عام فى دول الخليج وبعض دول أوروبا، وتوقعات بارتفاع نسبة المشاركة فى أيام
نهاية الأسبوع، ومظاهرات لأنصار جماعة الإخوان أمام عدد من السفارات.
فى المملكة العربية السعودية، تصدرت القنصلية العامة فى جدة المشهد وتجاوز عدد الناخبين خلال
الساعات الأولى 2250 مواطنا، وفقا لبيانات القنصلية العامة.
وفى تصريح خاص لـ«المصرى اليوم»، حذر القنصل العام، عادل الألفى، من رسائل على الهواتف
المحمولة للمصريين، تزعم أن الاستفتاء تم إلغاؤه. ووصف تلك الممارسات بأنها «ألاعيب شيطانية هدفها
تحريض الناس على عدم المشاركة وتخويفهم». وأفاد القنصل بأن السفارة تواصلت مع اللجنة العليا للانتخابات حول
الشكوى من ضرورة وجود أصل الرقم القومى أو جواز السفر المميكن. وأوضح أن الرد جاء بعد ساعات
ببيان رسمى يفيد إلزامنا بالقانون وعدم الحيد عنه. وأضاف أن الاستثناء الوحيد هو إمكانية التنازل
عن انتهاء صلاحية الرقم القومى أو جواز السفر، الأمر الذى سهل على كثير من الحضور.
وتمثل جدة 40 % من النسبة التصويتية للملكة و19% على مستوى العالم، إذ يقدر من يحق لهم
التصويت فيها 130 ألف ناخب. وشهد اليوم الثانى بصفة عامة فى سفارة الرياض وقنصلية جدة شكاوى
أقل، بسبب ما وصفه القنصل استجابة عدد كبير من الناخبين للتعليمات.
فى المقابل، شكا المواطن محمود عبدالهادى، مما وصفه برغبة اللجنة فى «أن تمنعنا من التصويت
والمشاركة فى خريطة الطريق بالتعنت والتمسك بالإجراءات والروتين القديم»، على حد قوله.
وفى الإمارات، شهدت السفارة المصرية فى أبوظبى والقنصلية العامة فى دبى إقبالا مماثلا
خلال ساعات الصباح الأولى من الخميس. وقال القنصل العام فى دبى، السفير شريف البديوى،
لـ«المصرى اليوم» إن الإقبال زاد عن اليوم الأول رغم إلغاء التصويت البريدى. وتوقع استمرار
ازدياد أعداد الناخبين خلال الأيام الـ3 الأخيرة، التى تضم عطلة نهاية الأسبوع.
وفى قطر، بلغ عدد المصريين الذين أدلوا بأصواتهم عند إغلاق الصناديق فى اليوم الأول نحو
1300 مواطن وسط إجراءات أمنية مشددة لسلطات الأمن القطرية وأمن السفارة الذين شوهدوا
للمرة الأولى يحملون السلاح داخل مقر التصويت. وصرح السفير محمد مرسى عوض بأن اليوم الأول
شهد انضباطا كاملا من جموع الناخبين، والذى خلا بالفعل من أى صدامات أو انتهاكات
بوسائل دعائية ربما نتيجة للتواجد الأمنى المكثف.
وفى الكويت، تواصلت عملية التصويت فى اليوم الثانى، وأعلن السفير عبدالكريم سليمان أن عدد من
أدلوا بأصواتهم بعد إغلاق الصناديق فى اليوم الأول بلغ 4300. وعن سير اليوم الثانى، قال السفير
إن العملية تسير بهدوء والتصويت لا يستغرق من 2 – 3 دقائق. وفاجأ مسن مصرى صفوف الناخبين برفع
حذائه فوق رأسه داخل السفارة، قائلا «أحذية الجيش والشرطة على رؤوسنا، هؤلاء هم من أعادوا لنا كرامتنا
وحموا بلادنا من الخونة». ودعا الرجل بأن يحفظ الله مصر من كل شر. وفى اليونان، بدت الأجواء
أكثر إيجابية، وأبدى محمد عبد الله (صياد) سعادته
أثناء وقوفه فى طابور الناخبين، مؤكدا أنه سيصوت بـ«نعم» لأنه لأول مرة يشعر بأنه مصرى، بفضل ذكر
مشروع الدستور لـ«الصيادين».
وفى المقابل تجمع عدد من أبناء الجالية، معربين عن غضبهم لعدم قدرتهم على التصويت بسبب عدم التسجيل على موقع اللجنة.
من جانبه، رد محمد المهدى، القنصل المصرى فى أثينا، على ذلك بقوله إنه «تم فتح باب التسجيل لمدة 7 أسابيع
. والقنصلية كانت تفتح أبوابها يوميا أمام من يريد التسجيل وتم إرسال نشرات للكنائس وزوايا الصلاة
وبعض المحال، ورغم ذلك فإن عدد المسجلين 2299 فقط».
وفى الولايات المتحدة، التى يبلغ عدد المسجلين فيها 32 ألف ناخب، شهدت السفارة المصرية فى واشنطن وقنصليته
ا فى نيويورك إقبالا نسبيا، فى اليوم الأول للانتخابات، لكن الناخبين شكوا إجمالا من قرار اللجنة العليا بقص
ر التصويت على حاملى بطاقة الرقم القومى وليس صورتها. ونظم أنصار لجماعة الإخوان مظاهرة أمام
قنصلية نيويورك وقاموا بالاعتداء اللفظى على بعض المواطنين أثناء توجههم للإدلاء بأصواتهم، حسب شهود عيان.
وفى قنصلية لوس أنجلوس، افتتح السفير الحسنى عبدالوهاب باب التصويت، الذى شهد ازدحاما
من الساعة 11 – 1 ظهرا، ثم من 6 – 8 مساء، بالتزامن مع قيام مجموعة من شباب الإخوان
أيضا بتنظيم وقفة احتجاجية أمام مبنى القنصلية.
وتوعد محمد عبدالرازق، القيادى فى الجماعة فى لوس أنجلوس، بالعودة أمام القنصلية يوم السبت فى مظاهرة
حاشدة، قائلا «لا حديث مع من قتلوا إخواننا».
وفى عاصمة الضباب لندن، أحاطت مظاهرات الإخوان أيضا بمقر السفارة فى منطقة «ماى فير»
أثناء عملية التصويت. وشهدت اللجنة الانتخابية إقبالا جيدا رغم برودة الطقس. وسط صفوف
الناخبين، قال محمد أبو الخير إن هذا اليوم «عيد لكل المصريين».
كما أثنى أحمد شفيق، مدير مكتب الأكاديمية العربية للعلوم والتكنولوجيا فى لندن، على مواد الدستور،
خاصة المتعلقة بحقوق المعاقين والفلاحين. وقالت هدى الساهى إن الدستور الجديد إذا كان ناجحا
بنسبة 80 % فقط فيمكن تعديله بعد ذلك فى مجلس الشعب. وأضافت «أهم شىء أننا تخلصنا من
الوباء السرطانى الإخوانى»، على حد تعبيرها.
فى المقابل، عبر مواطنون عن استيائهم من منع التصويت بالبريد. وشهد محيط السفارة بعض المناوشات
بين الناخبين ومؤيدى الرئيس المعزول الذين تجمعوا أمام المقر الانتخابى مرتدين قمصانا تحمل صورته.
وقال حسن يوسف (متظاهر) إنه لا يعترف بالدستور الذى يتم التصويت عليه، مؤكدا «ما بنى على باطل
فهو باطل. اللجنة التى وضعت التعديلات الدستورية لم تكن متوازنة فى تياراتها السياسية»، حسب وصفه.
وصرح مصدر دبلوماسى لـ«المصرى اليوم» بأنه تم الاتصال بالسلطات البريطانية لاتخاذ الإجراءات
اللازمة لتأمين الاستفتاء، طوال الأيام الـ5 المقررة، مضيفا أن عدد المصريين المسجلين فى جداول
الانتخابات على مستوى بريطانيا يبلغ نحو 7 آلاف مصرى.